عن نتائج حزب تواصل/ اكناته ولد النقره

أحد, 2024/07/07 - 11:47

لم يكن خيار الترشيح من الداخل يحتل الأولوية لدى حزب "تواصل" وإنما تراجع التخطيط له لصالح الدفع بمرشح توافقي يحظى بقبول مختلف قوى المعارضة الديمقراطية،وهو المسعى الذي سرعان ما تحطم على صخرة الحسابات المصلحية الضيقة لدى هذا الطرف أو ذاك.

 

وهكذا وجد الحزب نفسه مضطرا للإختيار بين الالتحاق أو الإلحاق على الأصح بهذا الطرف المعارض أو ذاك،وبين تَحَمُّل المسؤولية ومايمليه موقعه السياسي كأكبر حزب معارض يحمل مشروعا وطنيا جامعا يبشر بمستقبل واعد للشعب،وفق رؤية متبصرة تؤسس لتعايش آمن بين مختلف المكونات الوطنية في ظل الأخوة الإسلامية العابرة للولاءات الفرعية التجزيئية.

 

فجاء القرار بالترشيح من الداخل من الجهة التنفيذية المخولة تساوقا مع رغبة القواعد الحزبية من جهة و مع خلاصة الاستشارة الواسعة التي أجراها الحزب مع الهيئات القاعدية بهذا القبيل.

 

 ورغم التحضير المتأخر للاستحقاق الرئاسي نظرا للإعتبارات السابقة ،فقد جاءت النتيجة مرضية على العموم رغم هشاشة المنظومة الانتخابية والفجوات الكثيرة الملاحظة فيها إلى جانب توظيف أركان النظام لمختلف أدوات الدولة الصلبة والناعمة مراغبة ومراهبة للناخبين .

 

لذا نجد الحزب قد حقق-بفضل الله- انتشارا أفقيا معتبرا مقارنة بين مجموع من صوتوا له على اللائحة الوطنية المختلطة خلال آخر استحقاق (2023) إلى العدد الإجمالي للمصوتين لمرشحه الرئاسي في الاستحقاق الحالي،حيث تجاوزت نسبة الزيادة %18 عما كان عليه العدد،فيما تجاوزت هذه الزيادة %30 في العاصمة نواكشوط ،إذا ما اعتبرناها عينة دالة لمستوى الانتشار العمودي للحزب في حواضر التمدن والوعي مجتمعيا-أو هكذا يفترض أن يكون- وهي نسب زيادة مطمئنة على مستقبل هذا المشروع السياسي وتجذره وطنيا ،والحاجة الماسة للمزيد من الاهتمام لديه بالاستحقاقات الرئاسية والتحضير المبكر لها،حتى يتبوأ الحزب مكانته اللائقة كرقم صعب في المعادلة السياسية الوطنية ويقطع مع عهود الإلحاق السياسي في هذا المجال مستثمرا في رأسماله ماله المعنوي والبشري مثمرا ما ينفع الناس ويمكث في الأرض.