ولد مولود لـ السراج: الأفق السياسي مسدود وعلينا الاختيار بين نموذج مالي أو السينغال

جمعة, 2025/07/04 - 16:20

قال رئيس حزب اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود إن موريتانيا تعاني من أفق سياسي مسدود، ومجموعة من "المشاكل الداخلية النائمة، والمخاطر الخارجية الداهمة"، مؤكدا أن الوضع العام في البلد لا يمكنه أن يستمر طويلا بدون هزات.

 

وأضاف ولد مولود في مقابلة مع شبكة السراج ستنشر لاحقا إن البلد أمام خيارين اثنين إما أن يتحول إلى دولة فاشلة مثل مالي أو يتحول إلى دولة ديمقراطية وتغيير سلمي مثل السينغال.

 

وأكد ولد مولود أن الأفق السياسي مسدود أمام التناوب السلمي الديمقراطي، ما ينذر بمخاطر كبيرة، فالنظام الحاكم منذ 4 عقود نظام عسكري بثوب مدني وقد تعود على التدوير وإعادة إنتاج نفسه، عبر اختيار عسكري جديد أو شخص يدور في فلك العسكر ومنع حدوث أي تغيير حقيقي، وهو ما كان سائدا في مالي المجاورة وأدى إلى تحولها إلى دولة فاشلة.

 

وتسائل رئيس حزب اتحاد قوى التقدم  هل يوجد استعداد لدى النظام بمختلف تشكيلاته من مجموعات مالية واجتماعية وإدارية لحدوث تناوب سلمي واحتكام لإرادة الشعب؟.

 

مضيفا نحن ندعوهم إلى"كلمة سواء" وإلى الاحتكام إلى الشعب، والقوى الديمقراطية  تعرض عليهم التناوب كما في السينغال بدل ما الانجرار إلى ما وقع في مالي.

 

وأوضح ولد مولود أن العاصمة انواكشوط يعيش فيها آلاف الشباب الضائع نتيجة الانحراف والمخدرات وهو أدرى إلى مخاطر كبيرة مثل انتشار الجريمة وغياب الأمن العام.

 

وحول دواعي الحوار قال ولد مولود إنه لا ينبغي الانتظار حتى يدهمنا الخطر، وعلينا أن نتعظ مما يجري حولنا، حيث يوجد نموذجان نموذج دولة ديمقراطية يتم فيها تناوب سلمي على السلطة وهي السينغال، وبجوارنا أيضا دولة فاشلة بسبب انسداد الأفق السياسي.

 

وقال ولد مولود إن على النظام الحاكم أن يعترف بعجزه عن إدارة البلد وعن مواجهة الفساد وعن التصدي للمشاكل المحدقة مشبها البلد بأنه "يعيش في بناية هشة معرضة في أي وقت للهدم والانهيار".

 

ودعا ولد مولود إلى الانتباه لما يحدث على حدودنا الشرقية، حيث بدأنا نكتوي بنار الحريق المالي، مشيرا إلى تأثير هذه الأزمة على موريتانيا،  حيث وصل اللائجئين الماليين في الحوض الشرقي نحو 300 ألف وهي أعداد أكبر من سكان الحوضين، وهو ما يضغط على الخدمات في هذه المناطق ويمكن أن يؤدي إلى احتكاكات مع السلطان المحليين.

 

وأشار ولد مولود إلى تأثير الأزمة في مالي على التنمية الحيوانية التي تمثل ركنا أساسيا في اقتصادنا الموريتاني، متسائلا هل وضعنا خطة لحل هذه الأزمة ومواجهة تأثيرها الاقتصادي والاجتماعي ؟.

 

وحذر ولد مولود من حدوث هزة اجتماعية كبرى نتيجة ما يحدث في مالي وانهيار التنمية الحيوانية حيث يمكن أن يسفر ذلك عن عمليات نزوح واسعة من المدن إلى الريف الأمر الذي يذكر بما حدث من نزوح في السبعينيات نتيجة الجفاف.

 

وتحدث رئيس حزب قوى التقدم عن خطر اندلاع حرب على حدودنا الشمالية نتيجة الخلاف المتفاقم بين المغرب والجزائر مؤكدا أن إسرائيل تعمل في المنطقة ولا يستبعد أن تسعى للدفع نحو حرب بين البلدين الأكبر في منطقة المغرب العربي.

 

ودعا ولد مولود الطبقة السياسية الموريتانية إلى استباق الأحداث، وعدم الانشغال بالاستراتيجيات الحزبية فقط، والعمل على الدفاع عن البلد ومصالحه، وإنجاز حوار حقيقي للتصدي للتحديات.الخطيرة التي تواجه البلد داخليا وخارجيا.

 

وقال ولد مولود إن حزب اتحاد قوى التقدم سعى مع حزب التكتل لإنزال وثيقة الميثاق الجمهوري التي حصل التوافق عليها مع الحزب الحاكم وذلك سعيا لنزع فتيل الأزمات الداخلية وتحصين الوحدة أمام المخاطر الخارجية.

 

وعبر ولد مولود عن أمله في نجاح الحوار المرتقب مؤكدا أن نجاحه يكمن في فهم السلطة الحاكمة ضرورة التنازل في القضايا الأساسية، وترك الممارسات السابقة والاستجابة للمطالب الملحة للتغيير، كما أن على المعارضة أن تعي أنه ليس شرطا الاستجابة لجميع مطالبها والمهم هو الاتفاق على القضايا الأساسية وعلى حلول وسطى تحقق المصالح العامة للبلد .

 

وحذر ولد مولود من مخاطر تصاعد الخطاب التحريضي الذي يؤدي إلى زيادة الشقاق ويعمق الازمة الاجتماعية وتهيج المشاعر على أساس عرقي أو جهوي.