
بقلم محمد سالم حم
يكتب التاريخ سجل الرجال و صحائفهم تستأنس بها الأمم ويقتدي بها الناس لذلك يبرع كل شخص في رسم صحيفته ويحبرها بحبره ابتغاء رفعة الدنيا وحسن ثواب لاخرة ...
فكان ممن سبق الرجال في ذلك أبوبكر الصديق رضي الله عنه في الحفاظ على بياض السيرة ونقاء الفطرة فجاهد حق الجهاد ودأبت فطرته على الوقوف عند تعاليم الدين ومصالح الدنيا ...
فثارت نفسه حين تولى خلافة المسلمين عندما امتنع المرتدون عن أداء فريضة الزكاة ...فسجل التاريخ كلمته الخالدة -أينقص هذا الدين وأنا حي –
فكيف يأتي اليوم من ينتسب إليه ليخبرنا أن الرجل ليس بالضرورة كما تقول العرب (ابن أبيه )...
موجبه ماجرى من ضغوط لإغلاق بعض من فروع تعليم القرآن الكريم في مدينتي -النعمة وجكني- ولعمري إنها لنازلة حلت ومصيبة عظمى !!...
قد يتصور البعض أن للموضوع علاقة بالسياسة ؟كلا
فمعهد ورش في جكني افتتح بمبادرة محلية قام عليها أهل الخير من تلك المقاطعة وكان جهات الضغط لإغلاقه شاهدة يومها بامتناعها عن دعم و مساندة هذا العمل المبارك والمثمر بحول الله ...
ولعل هؤلاء لم يتذكروا وقتها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم "وقوله عليه الصلاة والسلام "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع"
وأحاديثه عليه الصلاة والسلام عن أهل القرآن ورفع منزلتهم جاء بطرق متعددة ...
لكن أن نفاجأ اليوم بخطوة كهذه فإن ذلك يعد خروجا على المجتمع المحلي بكل أطيافه ومكوناته، فلا أحد يقر إعلاق هذا الصرح العلمي الذي كان قبلة لكل فقير لم تمكنه ظروفه من الهجرة فكان المعهد المأوى والنصير الذي فتح له الأبواب فأطعمه بآي القرآن وألبسه حليته ...
أوفر اليوم حروفي لأقول لمن سعى وراء إغلاق هذا المعهد أن لا مقام له بيننا ولا احد في المقاطعة يقر هذا العمل المدان والتصرف الارعن...ولله المر من قبل ومن بعد