بل أنتم باستقلالكم تفرحون‎

سبت, 2015/11/28 - 18:18

في الذكرى 55 لاستقلال الجمهورية الإسلامية الموريتانية عن عدوها المباشر فرنسا، يحق لنا طرح التساؤلات ووضع الاستفهامات أمام عبارة "الاستقلال".

هل فعلا استقلت الدولة بخيراتها، بقراراتها، بسيادتها، بلغتها، بدينها؟

صحيح أننا حصلنا على الاستقلال ـ كما ذكرت ـ عن العدو المباشر، وهذه نعمة عظيمة، إلا أنه خلف وراءه أبناء بررة، يقولون بقوله، وينفذون مخططاته لنهب خيرات البلد، ويخوضون عنه الحرب بالوكالة.

خلف جنرالات يسارعون في خدمته، وإرضاءه، مقابل مآربهم الخاصة، ويمدونه بما يريد من تلك الخيرات،

تاركين الشعب يكابد الفقر في بلد غني بالثروات.

تعد بلادنا دولة معدنية مهمة، فهي تمنح رخص البحث عن جميع أنواع المعادن، مثل النحاس واليورانيوم والذهب، فهذا الأخير تستخرجه شركة"تازيازت" التي تستثمر في دول أخرى إفريقية كغينيا كوناكيري وغامبيا في معدنين أقل أهمية من معدن الذهب، الذي تستخرجه من موريتانيا، ومع ذلك راجعت تلك الدولتان اتفاقيتهما مع شركة تازيازت ورفعتا من نسبة أرباحهما المستحقة على الشركة، في حين أن البلد لا يحصل إلا على نسبة قليلة هي 3% من عائدات الذهب، وقد قامت الحكومة بمراجعة الاتفاقية مع الشركة، غير أنها لم تغير من تلك النسبة المخزية وهي فرصة ضاعت على البلد.

ومن الجدير بالذكر أنه في حكم ـ الأب المؤسس ـ المختار ولد داداه كانت الدولة الموريتانية تحصل على نسبة تصل 5% من الحديد الذي تستخرجه "ميفرما"، أما اليوم وبعد مرور 55 سنة وتضحية الرعيل الأول من أجل التأميم ووقف ثروات البلد، فإن بلادنا لا تحصل إلا على تلك النسبة ـ التي ذكرت ـ 3% من الذهب الذي هو أغلى أنواع الحديد،

 

عبدالرحمن بون‎