موريتانيا: ندوة تناقش تحديات بناء دولة الإنصاف والشفافية

جمعة, 2015/11/27 - 11:37
جانب من الندورة الفكرية التي نظمتها قناة المرابطون الفضائبة بالعاصمة نواكشوط بمناسبة الذكرى الـ 55 الإستقلال (السراج)

نظمت قناة المرابطون ندوة مساء الخميس 26 نوفمبر 2015 تتناول موضوع تحديات بناء دولة الإنصاف والشفافية حضرها عدد من السياسيين والنقابيين وشخصيات معتبرة من الأوساط الإعلامية والمجتمع المدني.

 

الندوة استضافت رؤساء ثلاثة أحزاب موريتانية هي التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، وحزب الصواب، وحزب القوى الوطنية للتغيير، وقال رئيس حزب الصواب د.عبد السلام ولد حرمة الذي افتتحت الندوة بمداخلته "إن قضية اللغة عليها أن يتم التعامل معها بالكثير من الحذر في النقاش الدائر بين نخب الفئات والأعراق في موريتانيا".

 

وأكد ولد حرمة "أن هنالك تقاربا كبيرا بين الثقافات الخاصة بكل فئة من فئات المجتمع الموريتاني ويظهر ذلك جليا في الشعر والموسيقى، وأما بما يخص اللغة فاعتبر أن العربية هي لغة البلاد الرسمية لأن دستورها ينص على ذلك، إلى جانب اللغات الوطنية التي لها الحق أن يتم الاهتمام بها.

 

من جانبه قال رئيس حزب القوى الوطنية للتغيير صمبا تيام "إن هنالك الكثير من الحديث عن الوطنية في حين يجب التحدث عن عنصر الهوية أولا، معربا عن أن السبب الرئيس الذي تعاني منه موريتانيا هو عدم وجود سياسات حقيقية من أجل بث العدل والمساواة بين المواطنين".

 

وأضاف تيام "أن جميع الحكومات المتعاقبة على موريتانيا كانت تسيطر عليها فئة واحدة وهي البيظان (العرب والبربر) والذين تعزز تهميشهم وظلمهم للفئتي الزنوج ولحراطين ابتداء من ما أسس له الرئيس المختار ولد داداه بعد مؤتمر ألاك من استهداف معنوي لفئة الزنوج ومرورا بولد الطايع الذي استهدفهم جسديا".

 

وهنأ رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) محمد جميلولد منصور قناة المرابطون والشعب الموريتاني بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين للإستقلال الوطني، قائلا: "يؤسف أن ذكرى الاستقلال هي ذكرى لظلم كبير حصل في الشمال واستهدف الزنوج في إينال"، مؤكدا "أنه لا يتفق مع بعض المقارنات التي جاء بها صمبا تيام للتفريق بين ثقافتي كل من المجتمع العربي والزنجي في كلمته".

 

 

وأشار ولد منصور "إلى أنه حين يتحدث تيام عن الزنوج فإننا نجده يتحدث بطرح منحاز لهم بوصفهم عقلاء أو إيجابيون مؤكدا أنه من الضروري التحرر من الانتماء حين تطرح مثل هذه القاضايا الوطنية، متسائلا أليسكل الأعراق والقوميات فيها الإيجابي والسلبي، لمذا يتم التركيز على سلبيات قوم من أجل الحديث عن إيجابيات قوم آخرين".

 

وأضاف ولد منصور أنه لا يمكن التغني بالوحدة الوطنية  لأنها تعاني، ولا يمكن أيضا اعتبارها فاشلة لأن الاستدراك ممكن، معتبرا القول إن موريتانيا أمة هو أمر فيه تجاوز لأنها جزء من أمة، مشيرا إلى أن نخبة تحترم نفسها عليها أن تتجاوز وتتحرر من الانتماء القدري من أجل التقدم في حوار وطني يحل المشاكل.

 

من جانبه قال رئيس التنسيقية النقابية لعمال موريتانيا د.محمد المصطفى ولد إبراهيم في مداخلة له "إن ما عليه أن يسود هو خطاب الاستقرار والأمن والسلم وهو ما عليه أن يكون موضوع النقاش في مثل هذه الندوات بدل إثارة النعرات وإيقاظ الفتن.

 

وأكد ولد إبراهيم "أن العمل من أجل وحدة وطنية وهوية جامعة عليه أن يبدأ من الشباب إذ هو صمام أمان المستقبل وشغله بمهمة البناء والتنمية، مضيفا "أن صوت المتطرف لا يدوم لأنه يستدعي الصوت المتطرف الآخر لا محالة، ممثلا بخطابات كل من صمبا تيام وبيرام ولد اعبيدي وداوود ولد أحمد عيشة، حيث يميلون إلى الشحن الذي لا يخدم الوحدة الوطنية ـ على حد تعبيره ـ.