
قال العميد المصطفى ولد بدر الدين إن ما حصل في 28 نوفمبر لم يكن استقلالا وإنما هو "استعمار في ثوب جديد..حيث بقيت أمور البلاد متحكما فيها من الفرنسيين واستمر ذلك حتى 1968."
وأضاف ولد الدين الذي كان يتحدث في ندوة لقناة المرابطون مساء اليوم تحت عنوان: " مشروع الدولة الموريتانية تحولات الحاضر والمستقبل.. أي مصير منتظر؟"، إن ما حصل في 28 نوفمبر 1960 تم وجميع المطالبين بالاستقلال من الوطنيين في غياهب السجون.. وأن الخطاب يومها لم يكن ممثلا للموريتانيين، بل كان مليئا بالثناء على المستعمر وكما تضمن تعهدا لفرسا بديونها.وقد رفع العلم يومها من طرف فرنسيين وهم من حطوا العلم الفرنسي حتى لا يتعرض للإهانة، وهم أيضا من لحنوا النشيد.
وقال بدر الدين إن مشروع بناء الدولة الموريتانية بدأ مبكرا مع قرار فرسا تخليها عن مستعمراتها في مؤتمر ابرازافيل عام 1944 نظرا لظروف دولية ضاغطة بفعل الإنهاك الناتج عن الحرب العالمية الثانية وظروف داخلية خاصة بفرنسا كاندلاع حروب التحرير في المستعمرات الفرنسية.
وأن حراكا وطنيا للمطالبة بالاستقلال انطلق منذ 1944 ، وكان لانتخاب حرمه ولد بابانا في البرلمان الفرنسي أثره البارز في هذا الصدد، أذكى الروح الوطنية كما كان لحركة الشباب 1955 التي تحولت في 1958 إلى حزب النهضة وما رفعته من شعارات وطنية مطالبة بالاستقلال دورا مهما في هذا الصدد.
واعتبر بدر الدين أن مشروع استقلال وسيادة موريتانيا ووجه مبكرا بمشروع مناهض موال لفرنسا جسده فيما بعد حزب التجمع الذي ترأسه المختار ولد داداه.
واعتبر بدر الدين أن نجاح الاستفتاء بنعم الذي افتقر للشفافية مثل نجاحا للمشروع الفرنسي..
وقال إن فرنسا أعطتنا الاستقلال ولنا برلمان ينتخب بإرادة وطنية(انتخاب حرمه ولد بابانا)، وفينا تعددية حزبية ونقابية، وبعد رحيلها في 28 نوفمبر تكرس نظام الحزب الواحد والنقابة الواحدة والرئيس الذي يخلف نفسه.
وفي إطار سرده للتطورات اللاحقة اعتبر بدر الدين أنه منذ العام 1968 وحتى بداية السبعينات حصلت مراجعات من طرف النظام بسبب الحراك العمالي والنضالات الشعبية فتمت مراجعة الاتفاقيات مع فرنسا وجرى تأميم ميفرما وسك العملة.. وهو ما اعتبره بداية للاستقلال عام 1974 .. إلا أن ذلك التوجه أجهضته حرب الصحراء التي جعلت الطيران الفرنسي يحتل الأجواء ومنحت للجيش المغربي الفرصة لدخول البلاد..وهو ما مهد الطريق للانقلابات وسيطرة الجيش على الحياة.. حتى اليوم.
ولد بدر الدين اعتبر أن بناء الدولة يبدأ بامتلاك السيادة، ودمقرطة الحياة فيها، والسيطرة على اقتصادها, وهو ما لم يتم حتى الآن، حيث إن رموز الدولة تباع اليوم للخواص(أقدم المدارس ومساكن الوزراء، ومدرسة الشرطة، والملعب الأولمبي ) كلها تحولت لجيوب خواص.
وختم بدر الدين أن من يريد بناء الدولة عليه أن يحترم رموزها وأملاكها العامة.. وعلية أن يواجه إشكالاتها الكبرى كالعبودية وقضية الوحدة الوطنية.
