
مع دخول العام الجديد تطفئ النقابة المستقلة لأساتذة التعليم شمعتها ال21 في مسيرة عاصفة كان النضال من أجل حقوق المدرس مفتتحها ومنتهاها، وكأي تجربة نقابية لم تسلم من جوانب مضيئة وأخرى معتمة كما ألمح إلى ذلك الأمين العام للنقابة محمدن ولد الرباني في افتتاح المؤتمر العام الرابع للنقابة والذي انتهت أشغاله مساء أمس الأربعاء.
السراج كانت حاضرة في أروقة المؤتمر والتقت بعض المؤتمرين للحديث عن تقييمهم لأداء النقابة خلال مسيرة الماضية ومن يتحمل وزر الإخفاقات التي ربما طبعت الجزء الأكبر من تاريخ النقابة وفق البعض فكانت الردود
أداء مقبول
الأستاذ عبد الرحمن ولد أحمد قال إن أداء النقابة كان مقبولا بشكل عام رغم بعض التعثرات حيث كان لها الفضل في إقرار علاوة الطبشور بمبلغها الحالي 20000أوقية ، وضغطت من أجل تحسين ظروف التصحيح وتعويضه وكذا الرقابة في امتحانات الشهادة والمسابقات الوطنية.
في المقابل كان أداؤها دون التطلعات على مستوى ترقية حقوق المدرس والرفع من واقعه المادي وهو ما لا تتحمل كبر الوزر فيه بالنظر إلى تمييع الحقل النقابي وضعف تجاوب الشريك الاجتماعي والذي لم يزل يضع العراقيل أمام النقابات الجادة ويعمل على ضرب وحدة الصف النقابي وتمزيقه.
ويقترح الأستاذ عبد الرحمن على المكتب الجديد للنقابة أن يخرج من زاوية رد الفعل التي أراد الشريك الاجتماعي حشر العمل النقابي فيه ليقدم خدمات تحفز المدرس للانخراط في العمل النقابي كما هو الحال لدى النقابات التعليمية في البلدان المجاورة والتي تمنح منسوبيها الحق في الاستفادة من خدمات القروض الميسرة بالتنسيق مع البنوك غير الربوية وكذا الاشتراك في فرص الحج والعمرة بالتنسيق مع الوكالات المعنية أو بتنظيم معارض للسلع المعمرة بالتعاون مع المجمعات التجارية وحتى الاستفادة من خصومات في تعرفة الهاتف أو الحصول على خدمات تأمين أو تطبيب متميزة وصولا إلى تخفيض رسوم الالتحاق بالدورات التكوينية أو برسوم تعليم الأبناء ....الخ وهو ما يشعر الأستاذ بأهيمة الانتساب إلى النقابة وبضرورة العمل الجماعي لحماية مصالحه المادية أو المعنوية.
تاريخ نضالي
أما الأستاذ عبد الله ولد السيد فبعد استعراض جوانب من تاريخ النقابة التي تأسست في 1993 وما قامت به من نضالات لتحقيق أهدافها يقول إن أداءها كان جيدا فهي الآن من أقدم النقابات التعليمية في موريتانيا وأوسعها انتشارا وأكثرها مؤسسية حيث حافظت على عقد مؤتمراتها وتحيين نصوصها وتجديد هيئاتها كما حققت بعض مطالبها من قبيل عدم تحويل الأساتذة المتخرجين عن مؤسساتهم الأصلية بعد نجاحهم في المسابقة الداخلية، كما أن زيادة تعويض الطبشور وتحسين تعويضات الرقابة والتصحيح كان ثمرة لنضالاتها التي اصطدمت بصخرة الشريك الاجتماعي والذي ظل ولا يزال عقبة كأداء أمام تحقيق النقابة لأهدافها ويأخذ على النقابة دخولها في اضربات غير محسوبة العواقب أرهقت الأساتذة، وأظهرت النقابة بموقف الخصم اللدود للإدارة وأولياء الأمور .
كما أن عجز النقابة في تحصيل الاشتراكات واستسلامها للأمر الواقع أجهض الكثير من أنشطتها وحد كثيرا من أدائها.
ويؤكد ولد السيد أن الحوار هو الطريق الأضمن لنجاج رسالة النقابة ولتبوء المدرس المكانة اللائقة به فهو حجز الأساس في أي عمل تربوي وقطب الرحال إي إصلاح.
وعي نقابي
الأستاذ أواه اليدالي قال إن من نجاحات النقابة الحفاظ على بنيتها المؤسسية والعمل وفق القانون ثم في إيجاد نوع من الوعي لدى الأساتذة بحقوقهم مع الحفاظ على خط نضالي عرفت به النقابة وظل منحناه في تصاعد.
أما الإخفاقات فمن أبرزها وفق الأستاذ أواه عجز النقابة عن استثمار الاضربات التي دعت إليها مما ولد حالة من الإحباط لدى الأساتذة وبالتالي ضعف مشاركتهم في العمل النقابي بشكل عام.ثم في غياب رؤية إستراتيجية أحيانا مما سهل استدراج النقابة إلى ردات فعل غير محسوبة وأحيانا غير متدرجة كالدعوة إلى الإضراب على مدى أيام.
ويتحمل الأستاذة جانبا من المسؤولية في هذه الإخفاقات إضافة إلى ما أسماه بنظرة هضم الحقوق لدى السلطة وهو ما يتطلب تصميما وعزيمة لدى الهيئات القيادية في النقابة وتنمية الوعي النقابي لدى الأساتذة مع الاستغلال الجيد للخرجات الإعلامية ووسائل التواصل وبشكل يدحض دعاوي الخصوم ويكشف مظاهر التلاعب بحقوق المدرس ومن ثم بالعملية التربوية برمتها.
توريث النضال
الأستاذ محمد ولد الشيخ يرى أن من مظاهر النجاح الاستمرار دون تصدع والحفاظ على اسم النقابة رغم الاكراهات والضغوط وكذا تنوع منسوبي النقابة وانصهار الجميع في بوتقة العمل النقابي الجاد والمسؤول، ومحاولات توريث تجربة النضال عبر الأجيال التي تعاقبت على النقابة
ومن مظاهر الإخفاق ضعف القدرة التنظيمية والتعبوية لدى النقابة ومحدودية العلاقات وطنيا وخارجيا فالمؤتمر لم يحضره سوى وفد واحد من السودان.
ولعل السبب ضعف احتضان النقابة داخل الوسط التعليمي، إضافة إلى النظرة غير المنصفة من طرف الشريك الاجتماعي والتي تتجلى في تهميش وإقصاء النقابات الجادة ومحاولات تخوين أصحابها وكيل التهم لهم تارة بالتسيس وأخرى بإهمال البعد التعليمي والتربوي.
وبين حسابات الحفاظ على الخط النضالي ورهانات التعاطي مع شريك اجتماعي أجمع كثيرون على أنه ظل عقبة على طريق العمل النقابي الجاد والمسؤول جددت النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي هيئاتها القيادية وقامت بمراجعة نصوصها في مؤتمرها الأخير، فهل ستحمل تلك الإجراءات أي جديد على مستوى كسب رهان التغيير وضمان استمرار ثقة الأستاذ؟؟