
حذرت حملة "معا للحد من حوادث السير" في موريتانيا مما وصفته بـ"غياب شبه تام للتدخل السريع، وضعف واضح في الرقابة على الشاحنات والسيارات"، وذلك في أعقاب سلسلة حوادث وصف بعضها بالمميت شهدتها البلاد خلال الأيام الأخيرة.
جاء ذلك في بيان أصدرته الحملة صباح اليوم الاثنين، أكدت فيه أن بعض الحوادث الأخيرة، مثل حادث "اكريمي" والكيلومتر 110 على طريق الأمل، كشفت عن "نواقص خطيرة في التعامل الرسمي مع هذه الحوادث"، خاصة على مستوى سرعة التدخل وتوفر الوسائل الضرورية للإنقاذ.
وأضاف البيان أن مكتب الحملة قام بزيارات ميدانية لبعض مواقع الحوادث، من بينها الحادث الذي وقع يوم 21 مايو، وأدى إلى وفاة خمسة أشخاص، نتيجة اصطدام سيارة من نوع "هيليكس" بشاحنة متعطلة على الطريق دون اتخاذ احتياطات السلامة.
وأكدت الحملة أن غياب التجهيزات الميدانية، كآليات رفع الشاحنات وأجهزة استخراج العالقين، يؤخر إنقاذ الضحايا، ويزيد من حجم الخسائر البشرية والمادية.
وطالبت الحملة بتشكيل فرق تدخل سريع في المقاطع الأكثر خطورة، مزودة بالمعدات الضرورية، إلى جانب تسيير دوريات متنقلة من الدرك الوطني لمراقبة الشاحنات المتوقفة بشكل عشوائي واتخاذ إجراءات رادعة بحق المخالفين.
كما دعت إلى تهيئة جوانب الطرق لتكون صالحة لتوقف الشاحنات، ومنع الحمولة الزائدة وتعديل الحاويات، وفرض تركيب حواجز أمان خلفية في الشاحنات للحد من خطورة الاصطدامات الخلفية.
وانتقدت الحملة ما وصفته بـ"غياب أي جهد توعوي ملموس من الجهات المعنية بالسلامة الطرقية، وغياب الدعم العمومي للجمعيات الفاعلة في هذا المجال"، داعية إلى إطلاق حملة وطنية لرفع الوعي بمخاطر القيادة غير الآمنة.
وأعلنت "معًا للحد من حوادث السير" عن إطلاق حملة جديدة بعنوان "السائق اليقظ"، تستهدف توعية السائقين بضرورة احترام قوانين السير، والتنبيه إلى العقوبات المرتبطة بتهريب المهاجرين أو نقل الممنوعات، خصوصًا مع اقتراب عيد الأضحى، الذي يشهد عادة ارتفاعًا ملحوظًا في حوادث السير.
