"من تدبر القرءان إلى مؤسسات تدبره"..إبراهيم أحمد سالم

خميس, 2024/04/18 - 08:26

في ظلال الوحي "٩" " من تدبر القرءان إلى مؤسسات تدبّره"

 

يلاحظ من سنوات صحوة تدبرية تتمثل أحيانا في التعليق على التراويح سواء في المساجد أو في التواصل الاجتماعي وهي صحوة مباركة ينبغي البناء عليها وترشيدها، وفي ظني يكون ذلك بنقل الموضوع من النظري إلى مؤسسات تُثري الموضوع بالتجارب وتضبطه بالعلم القويم، فالفارق الكبير بين الاعتناء بالحفظ في مؤسساته والاعتناء بفهم رسالة رب العالَمين فارق يتجاوز حدود القبول.

 إن أي قضية يراد إثباتها في المجتمع لابد لها من مؤسسات تخدمها، ولكي نعطي قضية التفهيم نسبة مقبولة مع نسبة قضية التحفيظ لابد لنا من تغيير النظرة إلى كتاب الله أنّه رسالة يُراد فهمها كما يُراد حفظها، وأن نشيع نماذج في محاظرنا وتجارب في معاهدنا ثم بعد ذلك نصل إلى معاهد متخصصة في المجال، وفي بلدان المسلمين الأخرى مراكز تهتم بالتدبر يمكن أن نستفيد من تجاربهم.

وأخيرا ينبغي أن نمزج بين غاية العبادة لله تعالى وغاية الخلافة في الأرض في علاقتنا بكتاب الله جل جلاله، فكما أن هذا القرءان كتاب عبادة فهو كتاب بيان نهضة في خلافة الأرض، وينبغي لتأملاتنا القرءانية أن تتعلق بالمجالين : العبادة و الخلافة في الأرض، والثانية يغفل عنها البعض، ولنتذكر أنّها ذُكرت للملائكة عليهم السلام قبل خلق آدم عليه السلام قال تعالى : " وإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ".