يوميا تغادر عيشة منت بوبه وزميلات لها منازلهن المتواضعة في مدينة روصو جنوب موريتانيا حيث يقمن بمهنة غاية في الصعوبة لكنهن لم يجدن أي بديل عنها في وطنهن موريتانيا
نساء اختلفت أعمارهن بين مسنة طاعنة وشابة صغيرة وما بين الفئتين العمريتين وحّد بينهن الفقر والعجز وقلة ذات اليد فألجأهن إلي هذا العمل الزهيد في مردوده المتعب في ممارسته
صباح كل تتوجه السيدات إلي مصانع تقشير الأرز المنتشرة في مدينة روصو حيث يقمن بتقشيرما انتهت آليات التقشير منه علّهن يحصلن منه علي ما يسد رمقهن وحاجتهن.
رغم أن ماكينات التقشير بالغة الدقة فيه ولا تترك منه أي شيء إلا أن السيدات يقمن بنفس العملية بعد انتهاء المصانع منه ورميه في الشارع وبعد جهد جهيد يحصلن منه علي بعض الأرز مرة يصلح للأكل عند البعض وتارة لا يصلح إلا للعلف الحيواني.
تقول عائشة منت بوبه وهي ممارسة للمهنة كل يوم نترك مساكننا ونذهب إلي هنا حيث نبدأ في ممارسة هذا التقشير الصعب والقليل المردودية ولكن الحاجة لم تترك لنا بديلا .
وتضيف أن كل خنشة تم ملؤها يشتريها المصنع من عندهن بمبلغ 300 أوقية أي ما يعادل دولارا واحدا لخمسين كلغ من الأرز
وتتابع عائشة في تصريحها للسراج إننا لا حيلة لنا ولا نجد ما نعمل فيه ولا من يوفر لنا أي عمل وهو ما يضطرنا إلي القيام بهذه الأعمال المتعبة.
وعن الآثار الصحية للتقشير تقول سيدة أخرى عجوز إن كل يوم يؤلمها ظهرها جدا وإن حالات السعال وأمراض الصدر كثيرة ومنتشرة.
أغلب الممارسات لهذه المهنة هن من غير المتعلمات ولذا يسهل التغريربهن وعدم الوفاء بالالتزام تجاههن وهو ما لا يتوفر في الحالات التي وقفنا عليها في أحد مصانع روصو .
في السابق كان كل ما يرمي أمام المصانع لهؤلاء النسوة يصلحنه ويبعنه ولكن بعض المصانع وخاصة هذا المصنع الذي تعمل في عائشة وزميلاتها يستخدمهن كعاملات دون أن يعطيهن هذا الأرز ولكن مقابل شرائه فقط من هن.
كما لا يوفر لهن أي راتب شهري ولا مساعدة ولا دواء بل ولا حتي السماح لهن بدخول المصنع نفسه حيث يبقين في الريح والشمس والغبارما يعرض حياتهن للخطر.
لمتابعة الفيديو :