موريتانيا.. تمدد استخدام شبكات التواصل في التبضع

أربعاء, 2017/07/05 - 12:45
أغراض مختلفة عرضت على مواقع التواصل الاجتماعي

تشهد موريتانيا مؤخرا إقبالا كبيرا على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإلكترونية في اقتناء البضاعة والأغراض المختلفة وتمددا في استخدام هذه الشبكات والمواقع كوسيط في إمضاء صفقات اقتناء تلك الأغراض.

وتنشط في هذا المجال عشرات الصفحات على "فيسبوك" والمجموعات على "واتساب" فضلا عن بعض المواقع الإلكترونية، ومن ذلك: مجموعات "موقع التيفي"، "المرصة"، وموقع "فرصة"، وكذلك مجموعات بالعشرات على واتساب وأغلب رواد الأخيرة نساء.

طلبات انضمام بوتيرة كبيرة على المجموعات المختصة

يتوجه يوميا العشرات من الموريتانيين في مختلف الأعمار _ وإن طغت عليهم شريحة الشباب _ إلى هذه المجموعات بطلبات الانضمام، وقد تجاوز أعضاء أغلب هذه المجموعات 10.000 عضوا، في فترة وجيزة، وفي ظل إقبال متصاعد متزايد.

"صورة غلاف إحدى المجموعات"

فخلال جولة بين هذه المجموعات، وجدت السراج إحداها وقد انضم إليه 12019 (اثنا عشر ألفا وتسعة عشر عضوا)، بينما أعجب بإحدى الصفحات زهاء ال70 ألفا، ومن اللافت أن هذه المجموعة التي تحتوي كل هذا العدد الكبير لا تحتوي إلا على مسؤول (مشرف على المجموعة) واحد رغم أن هناك آلاف المعروضات على امتداد عمر الصفحة.

أنواع الأغراض المعروضة

تعتبر العقارات بما فيها قطع الأثاث والقطع الأرضية والمنازل أبرز المعروضات، تليها الملابس بمختلف أنواعها وبما فيها ملابس الجنسين من فضفاضات وملاحف وعباءات، لتحل ثالثا الإلكترونيات من ساعة اليد إلى الهواتف وحتى الحواسيب، كما تأتي السيارات رابعا، فضلا عن أغراض أخرى مختلفة غير مصنفة، وفضلا عن عروض الإيجار.

السراج تجولت في إحدى مجموعات التسوق الإلكترونية لتستكشف أهم المعروضات، فوجدت أنه بناءً على آخر مائة معروض فإن الملابس بمختلف أنواعها احتلت نسبة 25 من هذه المائة، وشكلت العقارات والأثاث نسبة 26 في المائة بينما بلغت الإلكترونيات عدد 12 معروضا وتبعتها مباشرة السيارات ب 11 سيارة عرضت ضمن هذه المائة فيما بقيت النسبة الباقية 26% غير قابلة للتصنيف نظرا لتنوعها وتعددها وقلة أعداد كل صنف، فمثلا تكررت الكرات (بلوهات) مرتين.

طريقة العرض

تختلف طريقة العرض في هذه المجموعات من صاحب معروض لآخر، بيد أن أغلبهم يتخذ منهجا يبدأ فيه بتسمية بضاعته، ثم إعطاء ملخص بسيط عنها غالبا ما يطغى عليه قاموس الترويج ("مونطرة" _ حالة جيدة _ العدد محدود _ لا تفتكم الفرصة)، ثم يحدد السعر ومكان وجوده هو ووسيلة التواصل المتاحة كأرقام الهاتف أو الواتساب أو حتى المراسلة الخاصة عبر الفيسبوك حيث توجد هذه المجموعات بكثرة.

"صورة غلاف إحدى المجموعات"

وقد تكون طريقة العرض بتقديم الشخص نفسه على أنه صاحب مهنة معينة كالخياطة، أو بوصفه موردا من دولة أوربية معينة، غالبا ما تكون إسبانيا بالنسبة للبساتين، وفرنسا بالنسبة للبناطيل، ونادرا ما يذكر غير هتين الدولتين؛ ربما لأن أغلب الموريتانيين في أوربا موجودون هناك نظرا للقرب الجغرافي بالنسبة لإسبانيا والارتباط الثقافي بفرنسا عن طريق اللغة الفرنسية التي تعتبر اللغة الثانية في التعليم بموريتانيا بما أنها لغة المستعمر.

غياب الأوقية

عندما تتصفح قائمة المعروضات لأول مرة تتفاجأ بموجة غلاء لا يمكن تصورها، ففضفاضة من عينة "ارويال" الجيدة قد يصل ثمنها في هذه السوق ما قيمته 13.838.000 (ثلاثة عشر مليونا وثمانمائة وثمانية وثلاثون ألف أوقية)، فيما لا يتجاوز ثمنها في سوق العاصمة "مرصة كبتال" حدود 34000 أوقية في أغلى حالاتها، فما المشكلة؟

يلجأ أغلب رواد السوق الإلكتروني المذكور إلى عملات أجنبية كاليورو الأوربي والدولار الأمريكي لتحديد عملة الثمن نظرا لعدم إتاحة الأوقية، وهو ما يعني أن قيمة فضفاضة "ارويال" ستتحول تلقائيا من 34000 المكتوبة في المجموعة لتضرب في 407 أضعاف هي قيمة اليورو مقابل الأوقية لتشكل بذلك هذا الرقم الفلكي مقارنة بقيمة الغرض، وقد أوضحت بعض المعروضات إمكانية تلافي هذا الإشكال، وذلك بعدم تحديد العملة أو بتحديدها وكتابة قيمة المبلغ الحقيقية بدلا من الاحتفاظ بالرقم رغم اختلاف العملة.

"دراعة كتب أن ثمنها 34000 أورو أي ما يعادل الملايين من الأوقية"

صعود مضطرد للمواقع الإلكترونية المتخصصة

بالتوازي مع هذا الإقبال الكبير على المجموعات الفيسبوكية المخصصة للتسوق واقتناء البضاعة والأغراض المختلفة، فإن المواقع الإلكترونية المستقلة _عن فيسبوك_ المتخصصة في هذا المجال تشهد إقبالا كبيرا ومقروئية أصبحت تنافس المواقع الإخبارية حسب مؤشرات قياس المقروئية في موريتانيا.

فقد صعد موقع "فرصة" المتخصص حسب موقع "موريتانيا الآن" في نسخته المخصصة للترتيب الوطني، ليتصدر الصفحة الثانية من الموقع ويحتل المركز الثالث عشر في ترتيبه العام، متقدما على عشرات المواقع والوكالات الإخبارية، مما يعني إقبالا كبيرا من الموريتانيين على استخدام شبكة الإنترنت بشبكات التواصل الاجتماعي فيها وبمواقعها، في التبضع.