الأطباء: لن نقبل بتهاوي قطاع الصحة بعد اليوم "تقرير"

اثنين, 2017/07/03 - 14:18
من وقفة الأطباء صباح اليوم

قال تجمع للأطباء الموريتانيين قدر نفسه بالمائات إن الأطباء لن يقبلوا بعد اليوم بتحميلهم مسؤولية فشل القطاع الصحي واللوبيات المتحكمة فيه من الوزير إلى موظفي الوزارة إلى المديرين، مبينين أن المواطن لا يعرف غير الأطباء ويعلق عليهم كل فشل القطاع ويحملهم مسؤولية رداءة التجهيزات التي يتوفر عليها المستشفى كما يلقي عليهم باللائمة في استيراد إدارة المستشفى الأدوية المزورة.

وقد انخرط الأطباء في وقفة منظمة اليوم الأحد 3 يوليو 2017 بمركز الاستطباب الوطني بنواكشوط، ورفعوا خلالها شعارات تطالب بتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين وظروف العمل الموفرة للأطباء، وأكدوا خلالها أن الطبيب والمواطن كلاهما ضحية لسياسات عمومية فاشلة في قطاع الصحة.

 

إضراب.. من أجل رفع الظلم عن الأطباء

نقيب الأطباء الأخصائيين في موريتانيا الدكتور محمد ولد محمد الأمين ولد الداهية، قال في مستهل كلمات الأطباء خلال وقفتهم، إنهم اليوم قرروا أن يخرجوا عن صمتهم ويبينوا للرأي العام الفشل الذي يعيشه القطاع، ويوضحوا أنهم لم يعودوا يتحملون أن يلقى بفشل الوزارة ولوبياتها عليهم.

وأكد د. الداهية أن الأطباء ضحية لهذا الفساد تماما كما هو الحال بالنسبة للمواطنين، وأن الإضراب أتى بعد الحوار مع الوزارة الذي لم يسفر عن أية نتائج سوى المماطلة والوعود المخلفة، وهو ما أدى بنا _يضيف الداهية_ إلى التوجه إلى الرأي العام في هذه الوقفة.

"دكتور داهية نقيب الأخصائيين"

وتابع: هذا لم يعد مقبولا بعد اليوم وهذه أولى الوقفات، ولن نتساهل في أي نقص يؤثر على عملنا، فنحن أطباء لدينا شهاداتنا وخبراتنا ولا مطعن في ذلك، غير أن ظروف العمل والأدوية المزورة وغياب التجهيزات، هو ما سبب انهيار القطاع.

 

أبرز الأخطاء وأفضل الحلول

 

يضيف نقيب الأطباء الأخصائيين مخاطبا بعض الحضور من المواطنين: لا نحن ولا المواطنون نرضى عن ظروف عملنا، رغم أنه في كل سنة أو اثنتين تخرج علينا الوزارة بسياسة وبخطط عمل لا وجود لها على أرض الوقع لأنها تأتي بدون استشارة الأطباء والنتيجة حتما هي العودة إلى المربع الأول وتجربة سياسة وخطة عمل أخرى.

ورأى أن الحل ليس في زيادة المنشآت ووضع الإستراتيجيات، بل في تأمين صحي للمواطنين الذين يأتون في حالات خطيرة إلى المستشفى فيستقبلهم الطبيب رغما عنه بطلب شراء أدوية، وبعدما يشتريها المواطن المضطر تكون في النهاية مزورة، ويلقى باللائمة في كل ذلك على الطبيب، رغم أنه ليس إلا تقنيا وأخصائيا يوجه المريض إلى ما يجب عليه فعله ويعمل بالمتوفر لديه من الأجهزة بالمستشفى، مؤكدا أن مشكل تزوير الدواء لم يؤخذ يوما بعين الاعتبار.

"جانب من الحاضرين"

 وخلص إلى القول: إنهم كأطباء سيكونون هم الأماميين في أي جهود تبذلها الوزارة والمعنيون بقطاع الصحة من أجل الإصلاح، غير أنهم لن يقبلوا بتحميلهم أخطاء غيرهم وسيواصلون في التصدي لذلك.

 

من سيئ إلى أسوأ

من جهته، أكد نقيب الأطباء العامين عبد الله ولد سعيد، أن الأطباء صبروا طويلا على أوضاعهم، غير أنهم لاحظوا أن القطاع يسير باضطراد من سيئ إلى أسوأ، فقرروا أن يرفعوا شعار "كفى لانحطاط قطاع الصحة في موريتانيا، لأن المواطنين يجدون تكاليف الأدوية باهظة والفحوص غالية _هذا إن وجدت_ والأجهزة متعطلة وأجهزة الكشف "اسكانير" متعطلة، وذلك وسط ميزانية كبيرة تصرف على القطاع دون أن تصل إلى متناول المواطنين أو تؤثر إيجابا على الخدمات المقدمة لهم".

وفي ما يخص الطبيب نفسه، يؤكد النقيب أن الطبيب يتجاوز كل حدود طاقته، بل ويبلغ عدد المرضى الذين يصلونه مائتي مريض خلال أربع وعشرين ساعة، وهو ما لا يتحمله طبيب ولا بشر كائنا من كان، مردفا بأن هذا لم يعد مقبولا.

"نقيب الأطباء العامين"

 

غياب الخدمة

ويرى ولد سعيد أن المواطن الموريتاني لم يعد يستطيع التداوي في بلده، فبالإضافة إلى غياب الأدوية وغلائها وغلاء الفحوص وتعطل الأجهزة الطبية، فإنه "لم يعد يجد خدمة"، لأنه حين يأتي خلال ساعات الليل ويوجهه الطبيب إلى فحص يلزم توفره، فإنه يجد أن "اسكانير" عاطل، و"التلفزة" غائبة، وصاحب المختبر غائب وصاحب الصندوق غائب، فيحمل المواطن المسؤولية في كل ذلك للطبيب.

ويضيف أخصائي بالمستشفى أن تصريحات المستوفدين لتلميع الصورة خلال الزيارات الرسمية وعلى شاشات الإعلام، تأتي في الوقت الذي تغيب فيه الخدمات بشكل كامل ويتصبب الأطباء على المرضى عرقا في ظل غياب التكييف، وفي ظل غياب أي مكاتب أو قاعات اجتماعات ولا حتى مراحيض، فالطبيب _وفق تعبير الدكتور_ عليه أن يظل "متماسكا" حتى يقفل راجعا إلى منزله.

"محمد محمود، أخصائي مشارك في الوقفة"

 

الإقصاء المتعمد للعارفين بمشاكل المستشفى

ويعلق أخصائي العظام الدكتور محمد محمود، أن الخدمات غائبة إلا في حالة الزيارات الرسمية، فإنه يستوفد لها الأطباء من الداخل وتستجلب سيارات الإسعاف والأدوية والأردية "ادراهات" للمرضى صباحا وينظف المرضى ويختار أحسنهم أحوالا، ويسود التنظيم الجيد، وينتقى من يتحدث للوزير بغية التستر على رداءة الخدمة في الحالة العادية.

يضيف الأخصائي: يتعمد إقصاؤنا كأطباء من الحديث للزائر، والكل يعرفنا ويعرف أننا نحن من نباشر المرضى في الحالات المستعجلة وفي مختلف أجنحة المستشفى، لكنهم ينتقون من سيتمالأ مع الوزير ويستعطفه بسؤاله عن حاله ويخبره بأن الأحوال على خير ما يرام وأنه لا توجد مشاكل.

 

نجاح كبير للإضراب رغم حملة ممنهجة لإفشاله
وفي تصريح خص به السراج، قال نقيب الأطباء العامين في موريتانيا عبد الله  ولد سعيد: إنه وفقا للإحصائيات الأولية فإن ما يزيد على مائتي طبيب شاركوا في الإضراب، وهو ما يعني أن ما تخلف عنه من أطباء نواكشوط عدد محدود جدا وأنه بذلك ناجح نجاحا كبيرا.

"جانب من حضور الوقفة"

وأضاف ولدسعيد  للسراج، أن الولاة والإدارة الإقليمية في عدد من الولايات أجلت عطل بعض الأطباء، وضغطت على بعضهم، وذلك من أجل إعاقة مشاركتهم في الإضراب في نواكشوط، وأنهم في النقابة يأملون في نسبة نجاح كبيرة للإضراب في الداخل كما نجح في العاصمة نواكشوط.