موسم انقطاع الكهرباء واستعداء الشركة المنتجة

سبت, 2017/07/01 - 11:12

تعاني مدن موريتانيا من تسارع وتيرة انقطاع الكهرباء مع بدء نزول الأمطار، حتى أصبح فصل الخريف في العاصمة نواكشوط فصل انقطاع الكهرباء واستعداء الشركة المنتجة والوحيدة في هذا المجال: الشركة الموريتانية للكهرباء "صوملك".

 

ملأ الدنيا وشغل الناس

استغرق الحديث عن انقطاع الكهرباء أحاديث الناس، فهذا يتحدث عن فساد مدخراته في الثلاجة، وذلك يتحدث عن انفجار مصابيح المنزل بسبب رداءة الكهرباء، وذلك متخوف على أجهزته الإلكترونية من هواتف وحواسيب، فانقطاع الكهرباء ليس له حد وعودته ليس لها وقت محدد، كما أن المستشفيات أيضا عرضة للتأثر بهذه الانقطاعات.

ويصب أغلب المتضررين جام غضبهم على شركة "صوملك" للكهرباء، محملين إياها كامل المسؤولية عن ما تفسده الانقطاعات المتكررة والعشوائية للكهرباء، ولكن دون جدوى، فوظيفة الشركة من وجهة نظر كثير منهم هي التحصيل، ومعاقبة المتأخرين في التسديد وقطع الكهرباء عنهم، أما الاعتذار لهم وتبيين أسباب الانقطاع فهي منة قد تمن بها مرة أو مرتين في العام رغم أن الانقطاع يتكرر في هذا الفصل بشكل يومي.

 

حلول بديلة

ويتطلع كثيرون إلى إيجاد حلول بديلة عن الطاقة التي توفرها الشركة الموريتانية للكهرباء، والتي يرون أنها خطر يتهدد الممتلكات والمدخرات بالإتلاف، بل ويهدد المنازل بالاشتعال، فترجع نسبة كبيرة من الحرائق التي تشهدها العاصمة إلى تماسات الكهرباء الناجمة عن رداءة الخدمة، وضعف الرقابة والجاهزية للتدخل في الوقت المناسب، ففي العام 2016 وحده اشتعلت مؤسستان إعلاميتان وتفحمت أجهزة إحداهما بالكامل والتي تبلغ قيمتها عشرات الملايين، بينما تعرضت أجهزة المؤسسة الأخرى إلى أضرار جزئية.

ومن أبرز الحلول البديلة التي تتداولها جلسات المواطنين الموريتانيين، اتخاذ مولدات للطاقة في فصل الخريف لتغطية الحاجة وللحفاظ على الممتلكات المهددة، بينما يطرح بعضهم الطاقة الشمسية كحل بديل، خاصة وأن موريتانيا تتوفر على أشعة شمس كافية لتزويد الألواح بحاجتها من الطاقة، فيما يرى آخرون أن المشكل عارض يلزم فيه الصبر على الشركة القائمة حتى تتغلب على أخطائها وتعبر بزبنائها إلى بر الأمان، حتى لا تتسبب فوضى الحلول البديلة فيما لا تحمد عقباه، خاصة في ظل أغلبية من السكان تعيش تحت خط الفقر.

 

#صوملك_أنت_الظلام

وفي ظل الجدل القائم حول الشركة الموريتانية للكهرباء "صوملك"، يختار رواد وسائل التواصل الاجتماعي خاصة "فيسبوك"، وسم #صوملك_أنت_الظلام للاحتجاج على الانقطاعات المتكررة للكهرباء، حتى أصبح خلال فصل الخريف 2016 أحد أكثر الوسوم انتشارا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فيما لم تتم العودة إليه خلال الفصل الحالي، مكتفيا منتقدو الشركة منه بتدوينات غاضبة دون وسم محدد، ومن أمثلة التدوينات المتهكمة على الشركة ما كتبه المدون مصطفى أحمد جوجية: "أحد الإخوة لمح إلى أننا نتحامل على مؤسسة الظلام صوملك، وما أن شرعت في الرد عليه حتى انقطع التيار! وقطعا ليس هذا هو أول إنقطاع في هذا اليوم.".

تكرار انقطاع التيار الكهربائي جزء أيضا لا يستهان به من المادة المتداولة على الفيسبوك، تماما كما يشغل الرأي العام والشارع الموريتاني، فالكل مشتركون في المعاناة المتجددة مع كل خريف، رغم تعدد مصادر الطاقة في موريتانيا وتجدد بعضها، والحديث عن التصدير، وقد كتب أحد المدونين حول روتين الانقطاع مشبها إياه باستشهاد الفلسطيني على يد الاحتلال والمسلم في بورما على يد البوذي: "لم يعد اكٌطيع اظو خبر يذكر كاستشهاد فلسطيني علي يد قرس من جنود الاحتلال او مسلم في بورما علي يد قرس بودي".

 

التصدير بين حديث الرسمي وإسقاط المدون

بينما تتحدث السلطات والرسميون عن تصدير الكهرباء، حيث بلغت القدرة الإنتاجية المركبة عام 2015 ما يناهز 480 ميجاوات وفي ظل اقتصار الطلب المحلي على 100 ميجاوات؛ فإن الفيسبوكي يسقط تصدير الكهرباء على انقطاعها، فبدلا من اعتبار الكهرباء منقطعة، يحيل المتلقي إلى تصديرها، وهو ما يحمل في طياته كشف التناقض الكبير بين التصدير والعجز عن تغطية الحاجة في آن واحد.