المرأة والمملكة / اسماعيل ولد الشيخ سيديا

ثلاثاء, 2016/11/08 - 14:01
الكاتب اسماعيل ولد الشيخ سيديا

لم يكن المغرب ليقبل بمسؤول للبوليزاريو على أرضه؛ بصفته الرسمية حتى ولو كان نائبة رئيس البرلمان الإفريقي السويلمه بنت بيروك التي تم ترحيلها إلى الجزائر بعد الإبقاء عليها في صالة بمطار الدار البيضاء ليوم وليلتين؛ كممثلة للبرلمان الإفريقي في المؤتمر الدولي للمناخ؛ ولا يتوقع أن يصدر بيان من البوليزاريو لأن المرأة تمثل مؤسسة إقليمية منبثقة عن الاتحاد الإفريقي الذي يطرح انضمام المغرب له بقوة هذه الأيام؛ ولم تحضر لتمثيل بلدها.

لكن الإجراء يحمل أكثر من دلالة سياسية حول العلاقة الأممية المغربية وعلاقة البرلمان الإفريقي بالمغرب . 

وقد يربك المشهد الدبلوماسي في مؤتمر مراكش.

البوليزاريو تعتبر المغرب بلدا محتلا لأرض الصحراء وتعتبر قضيتها تصفية استعمار؛ وتستند في ذلك على حربين إحداهما عسكرية متوقفة والأخرى دبلوماسية. والمملكة المغربية لاتعترف بالجمهورية الصحراوية وتعتبرها جمهورية وهمية؛ وقد انسحبت من منظمة الوحدة الإفريقية بسبب انضمامها لها ؛ والآن وقد انقضت عقود على خلو منظمة الوحدة الإفريقية ووريثها الاتحاد الإفريقي من المملكة المغربية؛ تقادم عهد العضوية الصحراوية للاتحاد الافريقي وسلفه ؛ وبرزت مساع مغربية وإفريقية قوية للعودة المغربية للمنتظم القاري.

فهل ستكون السويلمه بيروك واحتجازها وإبعادها جرعة منومة للجاذبية الإفريقية للمغرب؟ أم حدثا عابرا لن يكدر دلاء الدبلوماسية ؟ ثم لماذا طرحت انواكشوط ومدريد كوجهة للمسؤولة الإفريقية والنائبة الصحراوية واستقر الرأي على الجزائر؟ ويعود الصراع الصحراوي المغربي مرة أخرى للواجهة حتى من خلال مؤتمر دولي .

وقد يأخذ الموضوع وقتا من القمة الافريقية المصغرة على هامش مؤتمر مراكش البيئي الأممي التي ذكرها العاهل المغربي محمد السادس في خطابه من داكار في ذكرى مايسميه المغرب المسيرة الخضراء ويعتبرها البوليزاريو ذكرى نكبتهم .

 يتضح محوران رئيسيان في إفريقيا الآن على الواجهة أحدهما تتزعمه جنوب إفريقيا والجزائر ونيجيريا؛ يعترف بالجمهورية الصحراوية ويرحب بانضمام مشروط للمغرب على أن يعترف بحق الصحراويين في تقرير مصيرهم ويعترف بالحدود الموروثة عن الاستعمار الاسباني؛ ويضم ناميبيا التي أصدرت بيانا راديكاليا تجاه الخطوة المغربية.

ومحور السنغال الكاميرون وتوغو الذي يساند بقوة انضمام المغرب للاتحاد الافريقي ويتلقف بدهاء الاشارات القادمة من الجزائر بخصوص استثمارات معلنة. مما يجعل القول إن لي الأذرع الدبلوماسية والاقتصادية بين الرباط والجزائر هو عنوان المرحلة بامتياز وليس الانضمام المغربي للاتحاد الافريقي بحد ذاته؛ فالأفارقة بعد موت القذافي يعيشون في معظم دولهم حالة من التقشف الرسمي البادي.

الصراع في الصحراء الغربية إذن مصطلحاته كثيرة ومفرداته قليلة ويبقى الثابت والمتحول في نظر المحللين معلوما.

نزاع عسكري ووقف إطلاق نار ووسطاء دوليون وترقب وشلل مغاربي وتصامم عربي وتنافس إفريقي على مال عربي محتمل؛ بديل لمال عربي مفقود؛ دون امتلاك المغرب والجزائر كليهما القدرة على الحسم على مستوى مغاربي.

وتعود السويلمه بيروك أدراجها في انتظار سفر جديد من ملهاة الكارثة الصحراوية التي يطغى فيها حضور الممثلين على الخشبة على حساب السيناريو.