
إذا كانت ذكري اﻻستقلال هي اعتراف بالجميل لله أوﻻ ثم لرجال بذلوا في سبيل للاستقلال الكثير وبدؤوا طريقه الطويل الذي تخلى من بعدهم عن إكماله إن لم يكونوا حرفوه عن مساره مع النظرة الموضوعية للقليل الحاصل منه بالنظر إلي الكثير المتبقي ومحاسبة صادقة تنصف من كرسوا اﻻستقلال وله عملوا ومن أجله ضحوا و به آمنوا، و تكشف من عنه انحرفوا وبه تاجروا ومع ذلك كله يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، وكانت فرصة للتخلص من بقايا التبعية الفكرية و الثقافية واﻻستلاب الحضاري واﻹفقار اﻻقتصادي المضروب علي البلد من أعدائه وسفهائه، والعمل علي استكمال اﻻستقلال المعنوي والمادي والحضاري واستعادة كرامة المواطن وتمكينه من اختيار من يحكمه وبم يحكمه وكيف يحكمه حتى يشعر باستقلاله وكرامته وينطلق في بناء نهضته وخدمة أمته وتوطيد أسباب وحدته وتوثيق عرى أخوته فنعم اﻻستقلال وهنيئا للمستقلين.
وإذا كانت ذكري اﻻستقلال نسيانا لبناته وحماته وتمجيدا لخونته وعداته وأثواب زور يلبسها ذو فجور ممن أضاعوا البلاد وأفقروا العباد ومزقوا الشمل وفرقوا الجمع ورعوا الجاهلية وسقوا العنصرية وذهبوا بالبلد إلي حافة اﻻنهيار فلا للاعتلال وألف ﻻ.
نعم لذكري اﻻستقلال إذا كانت فرصة للصدق مع الرب عز و جل أوﻻ ومع النفس والوطن ثانيا تعترف بمعني اﻻستقلال والوطن والدولة و الأمة و الوحدة فتحفظ وتحمي الموجود وتحصل و تبني المفقود ﻻ للاعتلال إذا كان اغترارا بالأحلام ومعارض للزهو و النفاق خلية من كل معاني الجد و الصدق عارية من كل معاني العزة والقوة بها يكرم المتقولون والمتفيهقون والمستكبرون و بها يؤلهون و ﻻ يسألون عما يفعلون.
نعم للاستقلال إذا كان للعمل على الجواب علي أسئلة الجوهر والمخبر و رفع تحديات الواقع والمستقبل ؛ أين نحن وأين معالم استقلالنا و مظاهر عزة ذلك اﻻستقلال وكرامته؟
أفي ديننا أفي ثقافتنا أفي قرارنا أفي تشريعنا أفي تعليمنا أفي صنعتنا و اقتصادنا وتطورنا وازدهارنا أفي وحدتنا و أخوتنا وتماسك شعبنا ودرء أبواب الفتن عنا ؛ أم في وهمنا وخداعنا ﻷنفسنا وكذبا علي شعوبنا؟
و إلى أن يتم اﻻستقلال ويأتي المستقلون ألتمس العذر من اﻻعتلال والمعتلين وأقول ما قال سيد بني آدم صلى الله عليه وسلم (إن أحب القول إلي أصدقه وأذكر بكلمة ﻷحد بناة مشروع هذه الدولة ورجال استقلالها اﻹمام بداه بن البوصيري رحمه الله تعالى هذا رأيي و من أتى بخير منه قبلته ولكن ﻻ يمكنه ذلك.
الشيخ محفوظ ولد ابرهيم فال