باحثون وخبراء : كل المكونات الوطنية شاركت في النضال ضد المستعمر

قال الدكتور محمد الأمين ولد سيدي المختار إن هناك مجموعة من الإشكالات المتعلقة بالتأريخ للمقاومة الوطنية ضد المستعمر في موريتانيا وذلك بالنظر إلى المجال الزمني وهل هو من بدء العمليات العسكرية ودخول المستعمر الفرنسي أم يتسع المجال ليشمل بديات وصول الأوربيين إلى المنطقة، وهناك إشكال الفضاء المكاني لهذه المقاومة وهل هو مصطلح أرض البيظان بمفهومها الذي يضم أجزاء من مالي والمغرب أم هو في إطار ما يعرف بالحدود الجغرافية لموريتانيا اليوم، وهل الحديث عن المقاومة العسكرية فقط أم الفعل المقاوم بشكل عام بما في ذلك الممانعة الثقافية والنضال السياسي بعد توقف العمل العسكري في 1934

ثم هناك إشكال مصادر التأريخ لهذه المقاومة والتي هي في جلها مصادر فرنسية وكذا إشكال الموقف من المستعمر نفسه والذي أثير حوله الكثير من الجدل .

وأوضح الدكتور ولد سيدي المختار –في ندوة حول الاستقلال لقناة المرابطون -أن أثر المقاومة كان جليا عندما تطلب احتلالها موريتانيا 70سنة رغم عدم وجود سلطة مركزية والاعتقاد بسهولة المهمة، كما قدم حصيلة للعمليات العسكرية والتي كبدت المستعمر خسائر كبيرة عندما نجحت المقاومة في اغتيال مهندس المشروع الاستعماري كابولاني، مؤكدا أن الفرنسيين فوجئوا بالمستوى الثقافي والعلمي للموريتانيين.

وخلص الدكتور ولد سيدي المختار إلى أن كل المكونات الوطنية ساهمت بشكل أو بآخر في هذه المقاومة التي لايمكن لمكون واحد أن يحتكرها لصالحه.

أما الباحث علي سيسى فركز في مداخلته على مظاهر التأثير والتأثر بين ثقافات كل الأقوام التي تعايشت في الفضاء الموريتاني مؤكدا من خلال شواهد تاريخية أن الموريتانيين كما تقاسموا المجال الجغرافي تشاركوا أيضا في نشر الدعوة والعلم وتعاطوا بعض الانماط الفنية والثقافية لدرجة التزاوج والانصهار الاجتماعي.

ودعا الباحث إلى التركيز على هذا المشترك وتدريسه للأجيال لتعزيز اللحمة الوطنية والرد على أي دعاوى فئوية ضيقة.

وفي مداخلة ركز الباحث عبد الله ولد احبيب على المقاومة الثقافية وأثرها في شحذ الروح الوطنية ورفع المعنويات وتعزيز الوحدة الوطنية.

ومن المنتظر أن يحتضن فندق شنقيط بلاس –هذا المساء -الجلسة الثانية من هذه الندوات وسيكون محورها التعليم الوطني أي رؤية للإصلاح وينعشها كل من الأستاذ محمدن الرباني، والخبير التربوي محمد لولي اليدالي..