
انطلقت مساء الجمعة 7 نوفمبر 2025 فعاليات المؤتمر العام الثاني عشر للاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا، بمشاركة نحو 350 مؤتمراً يمثلون منتسبي الاتحاد في مختلف مؤسسات التعليم العالي بالبلد، والطلاب الموريتانيين في الخارج، وذلك بحضور جماهيري عريض في مبنى المعهد العالي للمحاسبة وإدارة المؤسسات.
افتتح الحفل بآيات من كتاب الله عز وجل تلاها المناضل القارئ يسلم الشيخ، تلتها وقفات تفاعلية مع النشيد الوطني ونشيد الاتحاد الرسمي.
وحضر الافتتاح أمناء عامون وقيادات سابقون للاتحاد، إضافة إلى أساتذة جامعيين وبرلمانيين ومحامين وفاعلين في المجتمع المدني وممثلي مؤسسات طلابية من الخارج.
وشارك في الحفل ممثل مكتب الشباب والطلاب المركزي في المقـ .ـاومة الإسلامية حمـ.ـاس محمد إبراهيم أبو شقرة، والمدير التنفيذي للائتلاف العالمي للمنظمات الطلابية والشبابية لنصرة القـ.ـدس وفلسطين يوسف عمر، ورئيس المؤتمر الشبابي الدولي لنصرة القـ.ـدس وفلـسطـين بشار زغموت، والأمين العام المساعد للاتحاد الإسلامي الدولي للمنظمات الطلابية (IIFSO) عبد الله الكيروني، ونائب رئيس منظمة التجديد الطلابي مصعب الشرعي.
كما استضاف الحفل ممثل المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام الطلابي الحر قادري قدور زكرياء، وممثل جمعية الطلبة والتلاميذ المسلمين بالسنغال (AEEMS) الدكتور الحاج عليون بادارابا، والكاتب الوطني للاتحاد الوطني لطلبة المغرب عدنان ندير، والأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة نزار الجراي، وممثل جمعية شبيبة الأناضول أمين سعدي قراقوش.
ورحب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الأمين العام المساعد محمد حمادي سيدي حيبل، بضيوف المؤتمر من داخل البلد وخارجه، مردفاً أن المؤتمر جاء بعد أشهر من العمل الجاد والدؤوب، وأنه عرس شوروي ديمقراطي تلتزم فيه المؤسسة بمتطلبات الشرع والقانون، وتفي بعهدها المسطر في نظامها الأساسي، وأن التحضير له واكب أعمالاً إدارية وخطوات عملية حثيثة، زاحمت المضايقات وإرادات التشويه والتشكيك، مدفوعة بعناية الله وبمستوى قياسي من الشفافية والمهنية والدقة.
وأوضح رئيس اللجنة أن أعمال المؤتمر ستشمل - وفقاً للنصوص الناظمة للاتحاد - انتخاب مكتب لإدارة المؤتمر، ومناقشة تقارير الهيئتين التنفيذية والتشريعية المنتهيتين، كما سيتم استعراض ومراجعة نظم المؤسسة وانتخاب الهيئات الجديدة، إضافة إلى فعاليات تكوينية ولقاءات تقام على هامش المؤتمر.
وشكر رئيس اللجنة مناضلي ومناضلات الاتحاد، والفرق الساهرة على التحضير، وكل من ساهم من قريب أو بعيد في الوصول إلى هذه اللحظة، ووقف حيث يجب أن يقف، مع حفظ الصفات والأسماء والألقاب.
من جهته، قال الأمين العام للاتحاد محمد يحيى المصطفى إن المؤتمر يُتوج ربع قرن من العطاء والنضال والبذل والتضحية والذود عن مكتسبات الطلاب بكل مسؤولية وجدية واقتدار بفضل الله تعالى، وأن اختيار شعاره "25 عاماً من المؤسسية.. نضال ينتزع الحقوق ويحمي المكتسبات" جاء وعياً بأهمية الماضي لفهم الحاضر واستشراف المستقبل والعضّ على المبادئ بالنواجذ.
وشدد الأمين العام على أن حصيلة 25 عاماً من خدمة الطالب ومجابهة سيل القرارات الخاطئة والمرتجلة تحتمان ألا تمر فرصة المؤتمر دون التوقف مع واقع صعب متعدد التحديات يعانيه التعليم العالي الوطني، مثل غياب رؤية استراتيجية وطنية ناظمة للقطاع تضمن عدم تأثره بتغير المسيرين وما يتخذونه من قرارات مرتجلة أو غير مؤسسية، فضلاً عن النصوص القانونية المؤطرة للقطاع التي تقادم معظمها، واتسع فضاء التعليم العالي على ضيق الواقع الذي تمت صياغتها في ظله.
وأكد الأمين العام على تغول المركزية الشخصية والإدارية، وعدم تفعيل اللامركزية الإدارية خاصة في مؤسسات التعليم العالي داخل البلاد، وتراجع مستويات الشراكة مع الفاعلين في المجال التربوي عما كانت عليه رغم ضعفها، إضافة إلى التحديات الناجمة عن تراكم المشاكل الخدمية، وما يسجل من غياب للمساءلة وانتشار الفساد الإداري والمالي الناتج عن عقلية التدبير الأحادي للقطاع.
وأشاد الأمين العام بجهود أبناء المؤسسة عبر تاريخها الممتد، قيادةً ومناضلين، منذ فترة التأسيس التي وُضعت فيها اللبنات الأولى، مروراً بالأجيال التي أكملت الإنجاز وسطرت الملاحم البطولية دفاعاً عن الطلاب وقضاياهم العادلة، شاكراً ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والوطنية الحاضرين للمؤتمر.
وبارك المشاركون من شركاء الاتحاد الخارجيين في مداخلاتهم انطلاق المؤتمر، راجين أن يحقق أهدافه، ويجعل في مخرجاته الخير لطلبة البلد، مؤكدين أهمية الاتحاد كصرح يوحد الصف الطلابي الموريتاني بمختلف شرائحه، ويجمعهم على قضية الأمة وفي طليعتها القضية الفلسطينية.
ونبه المتدخلون إلى أن الاتحاد تميز بروح الوحدة المتجاوزة للخلافات، والمسؤولية، والانتماء الصادق للوطن، وأن العمل خدمة مستمرة تطور مستوى التعليم في البلد، وترفع صوت الطالب، وتدافع عنه، وتكونه وتربيه بالحوار والحكمة وبما يمليه الموقف ويناسب الظرف.
وحيّت المداخلات الاتحاد على أدائه، واختياره شعار المؤتمر العاكس بوضوح لمساره الممتد في العمل الجاد والمسؤول، مؤكدين أن نضاله القائم على المؤسسية والالتزام ينتزع الحقوق ويصونها ويعزز حضور الطلاب في المشهد الأكاديمي ويواجه التحديات.
وقدّم ممثل مكتب الشباب والطلاب المركزي في المقـ .ـاومة الإسلامية حمـ.ـاس محمد إبراهيم أبو شقرة درع قبة الصخرة للمناضلين عقب كلمته، وسلمها للأمين العام للاتحاد، كما قدم ممثل جمعية شبيبة الأناضول أمين سعدي قراقوش هدية عبارة عن لوحة تسلمها الأمين العام، فيما قدم الأمين العام للاتحاد العام التونسي للطلبة نزار الجراي هدية تذكارية للمؤسسة استلمها الأمين العام.
ويستمر المؤتمر، المنعقد تحت شعار: "25 عاماً من المؤسسية.. نضال ينتزع الحقوق ويحمي المكتسبات"، ثلاثة أيام، ويتوج بإعلان مخرجاته في حفل اختتامه المفتوح، وذلك بعد مصادقة المؤتمرين على نظام الاتحاد الأساسي، وخطته العامة للمأمورية الجديدة، وانتخاب المكتب التنفيذي والمجلس الطلابي.
.jpg)
.jpg)