مؤتمر الأساتذة: إصرار على المطالب وتطلع إلى التمثيلية النقابية

خميس, 2025/07/17 - 19:22

افتتحت النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي (SIPES) اليوم الخميس مؤتمرها العام السادس في نواكشوط، بمشاركة 198 مندوبًا.

 

و رفع المؤتمر شعارًا يجسد طموحات المرحلة: "من أجل نقابة رائدة.. تحمي المكتسبات وتفرض المطالب".

 

 

النقاشات في المؤتمر لم تكن بعيدة عن التحديات الراهنة التي تواجه قطاع التعليم والأساتذة. 

 

وقال أحمد محمود ولد بيداه، الأمين العام للنقابة، سلط الضوء على ما أسماه "النضال الفعال" للنقابة منذ تأسيسها عام 1993، مؤكدًا أنها "العنوان الأبرز للتمثيل النقابي" و"صوتها العالي من أجل تعليم نوعي وأستاذ مكرم".

 

لكن، وفي الوقت الذي تُشدد فيه النقابة على أن تكريم الأستاذ هو أساس إصلاح التعليم، فإن الواقع الذي وصفه ولد بيداه جاء صادمًا: "المطالب ما زالت في حدود الأساسيات... والاستجابة بعيدة جدًا".

 

 الأمين العام لم يتردد في تحميل "الشريك الاجتماعي" مسؤولية "المماطلة"، متسائلاً كيف يمكن تحقيق أهداف "المدرسة الجمهورية" دون معالجة الوضع المعيشي للأستاذ الموريتاني الذي وصفه بأنه "صاحب الدخل الأقل قيمة والأكثر ثباتًا، والأضعف قدرة على مقاومة جنون الأسعار".

 

المطالب كانت واضحة وصريحة : زيادة الرواتب والعلاوات، توفير السكن اللائق، تحسين ظروف العمل، وتحديث القوانين لضمان كرامة المدرس.

الحكومة والنقابات.

 

 

في المقابل، بدت رسالة الحكومة عبر ممثلها، محمد ولد مرزوگ، المستشار بوزارة التربية، تحمل نبرة أكثر تفاؤلاً، مشيرًا إلى أن الحكومة قطعت "أشواطًا في مسار إصلاح المنظومة التعليمية". واعتبارًا للنقابات "شريكًا استراتيجيًا"، أكد ولد مرزوگ أن "أبوابهم مفتوحة أمام مختلف الهيئات النقابية".

هذا الانفتاح الحكومي قوبل بترحيب من الأمين العام للكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية، الأستاذ محمدن ولد الرباني، الذي أكد أن المؤتمر يأتي في ظروف "بالغة الخصوصية" فيما يتعلق بالتمثيل النقابي. 

 

ولد الرباني دعا المندوبين إلى استغلال هذه الفرصة لجعل نقابتهم "الأكثر تمثيلاً"، في إشارة واضحة إلى أهمية الاستعداد الجيد للانتخابات النقابية المرتقبة التي يرى أنها ستتجاوز "الميوعة والفوضى التي يعيشها القطاع النقابي".

 

 

ويبدو أن مؤتمر "SIPES" ليس مجرد تجمع نقابي روتيني، بل هو محطة مفصلية في مسار أساتذة التعليم الثانوي بموريتانيا، في ظل استعدادات غير مسبوقة لانتخابات نقابية قد تعيد رسم خريطة التمثيل النقابي، وتحدد مدى قدرة "النقابة الرائدة" على تحويل شعاراتها إلى مكاسب ملموسة على أرض الواقع.