ولد خطاري: بعد تدفق 43 ألف مهاجر..إسبانيا تسعى لمنع تحوّل موريتانيا إلى "خاصرة رخوة"

أربعاء, 2025/07/16 - 11:33
محمد الأمين خطاري رئيس المركز الأطلسي الساحلي للهجرة والمجتمعات

قال رئيس المركز الأطلسي الساحلي للهجرة والمجتمعات محمد الأمين خطاري إن زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو شانشيز إلى موريتانيا تأتي في سياق سعى إسبانيا إلى منع تحوّل موريتانيا إلى "خاصرة رخوة" عبر جزر الكناري، التي دخل منها ما يقارب 43 ألف مهاجر غير نظامي.

 

وأضاف ولد خطاري في مقابلة مع شبكة السراج أن زيارة شانشيز تأتي في إطار ما يعرف بـ"اللجنة العليا الموريتانية الإسبانية"، وهي لجنة اتفق الرئيس الموريتاني والملك الإسباني خلال لقائهما في مدريد على تفعيلها.

 

وستناقش هذه اللجنة العلاقات الموريتانية الإسبانية في مختلف المجالات، وتقيمها بما تراه مناسبا للدفع قدما بالتعاون الثنائي، مضيفا أن هذا الاجتماع عالي المستوى، إذ سيحضره سبعة وزراء، من بينهم وزراء الخارجية، والداخلية، والتجارة، والنقل، والهجرة. وتعد هذه اللجنة الثالثة من نوعها في المنطقة المغاربية، مقارنة بلجان مماثلة تنعقد في كل من المغرب والجزائر.

 

مشيرا إلى أن الهجرة من أبرز الملفات المطروحة خلال هذه الزيارة التي يقوم بها بيدرو سانشيز، إذ تسعى إسبانيا إلى منع تحوّل موريتانيا إلى "خاصرة رخوة" عبر جزر الكناري، التي دخل منها ما يقارب 43 ألف مهاجر غير نظامي.

 

وأوضح  رئيس المرصد الأطلسي أن السلطات الإسبانية تعتبر أن تعزيز التعاون مع موريتانيا، خصوصا في مجال مراقبة السواحل عبر الأقمار الصناعية أو من خلال فرق مشتركة، سيسهم في ضبط الحدود والحد من المخاطر والتحديات التي تواجه البلدين بشكل مشترك.

 

مردفا أن السلطات الإسبانية راضية إلى حد كبير عن نتائج حملة "القبضة الحديدية" ضد المهاجرين غير النظاميين، والتي أسهمت — بحسب الإحصاءات الإسبانية — في تقليص نسب الهجرة بنسبة 60%، وهو ما يعزز فكرة التقييم واستشراف الخطط المستقبلية لضمان استمرار تراجع أعداد المهاجرين القادمين من إفريقيا.

 

وفي سياق موازـ يضيف ولد خطاري ـ  تسعى كل من إسبانيا وموريتانيا إلى تجاوز المقاربة الأمنية الصرفة في ملف الهجرة، والدفع بها نحو آفاق أرحب تشمل التبادل الاقتصادي، والتعاون في مجال الطاقة، وافتتاح مراكز لتعليم اللغة الإسبانية، وتطوير التعاون الثقافي.

 

وردا على سؤال حول أما يعرف بمشروع الهجرة الدائرية، قال ولد خطاري إن هذا المشروع ما يزال — حتى الآن — دون مستوى الطموحات، إذ يرى كثيرون، بمن فيهم موريتانيون ومهتمون بالتعاون الثنائي، أن الأعداد المستفيدة تظل محدودة مقارنة بالتطلعات الموريتانية، سواء في مجالات الاستفادة من التجربة الإسبانية في الفلاحة أو في غيرها من القطاعات وحتى مقارنة بأعداد المستفيدين من الهجرة الدائرة في بعض الدول المغاربية مثل المغرب التي تحظى بنسب مرتفعة جدا.

 

وحول ما يريده الأوروبيون من موريتانيا قال الباحث الموريتاني إن الأوروبيين يدركون أهمية موريتانيا نظرا لموقعها الاستراتيجي، ويصفونها في أدبياتهم بـ"الناجي الوحيد" من الاضطرابات في منطقة الساحل، ما يجعل لديهم اهتماما أمنيا واقتصاديا، خصوصا في ما يتعلق بالهجرة العابرة للقارات والاتجار بالبشر.

 

وردا على سؤال حول مكاسب موريتانيا وما تطمح إليها علاقاتها مع الاسبان والأوروبيين قال ولد خطاري إن موريتانيا تواجه  تحديات متعددة، وتحتاج إلى دعم أمني ولوجستي، سواء عبر الأقمار الصناعية، أو تبادل الخبرات، أو تقديم الدعم العسكري لقواتها البحرية والجيش وقوى الأمن.

 

كما تطمح موريتانيا ـ يضيف ولد خطاري ـ إلى مساهمة أوروبية أكبر في تنمية اقتصادها، من خلال استثمارات الشركات الأوروبية في مجالات الطاقة، والهيدروجين الأخضر، والسياحة، والفلاحة، والمساعدة في توفير فرص العمل.

 

وأكد رئيس المرصد الأطلسي أن موريتانيا تسعى  إلى إقناع الأوروبيين بأن معالجة ملف الهجرة يجب ألا تقتصر على المقاربة الأمنية، بل تشمل أيضا البعدين الاجتماعي والاقتصادي، من خلال خلق فرص عمل للمهاجرين الأفارقة تسهم  في الاستقرار الاقتصادي والرخاء المعيشي في بلدانهم.

#السراج