علماء وشخصيات عامة يؤبنون العلامة ولد فتى

سبت, 2025/05/24 - 08:09

شهدت قاعة الأقصى التابعة لبلدية لكصر ندوة تأبينية للعلامة الشيخ محمدن عبد الرحمن ولد أحمد الملقب ولد فتى، حضرها من الأئمة والدعاة والشخصيات العامة.

 

وافتتحت الندوة التي نظمتها شبكة المستقبل وموقع الفكر بكلمة لعمدة بلدية لكصر، محمد السالك ولد عمارعدد فيها فضائل الشيخ مبرزا مكانته العلمية وتأثيره في الأجيال، فيما تعاقب على منصة الحديث عدد من الشخصيات المهمة مثل الوزير السابق الشيخ الداه ولد أعمر طالب، والشاعر والأديب التقي ولد الشيخ والإمام محمدن ولد يحظيه والأستاذ محمد جميل ولد منصور والمدير العام السابق لإذاعة موريتانيا، الذي استعرض جانبا في دور المرحوم في نشر العلم والدعوة إلى الله.

 

وقال ولد سيد محمد إنه تلقى سابقا أوامر من أحد الوزراء بمنع المرحوم ولد فتى مع آخرين من الحديث عبر أثير الإذاعة وهو ما رفضته يقول محمد الشيخ ولد سيدي محمد.

 

من جانبه تحدث ممثل إذاعة موريتانيا الشيخاني ولد عبد القادر كلمة باسم هذه الإذاعة التي كان الشيخ الراحل من أهم ضيوفها ومقدمي برامجها الدينية، وخصوصا في مجال تفسير القرآن الكريم.

 

وعن أسرة الفقيد تحدث نجله محمد يحيى، فعرج على جوانب من شخصيته الأبوية وحنانه وعطفه، وتوجيهاته، وعن مظاهر متعددة من استقامته وصلاحه.

 

ممثل جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم الإمام محمد محمود ولد العيل اعتبر أن رحيل الشيخ فتى خسارة للأمة المسلمة ومعددا خصال الراحل ومآثره الكثيرة علما وعملا وتواضعا.

 

وقال ولد العيل إن آخر نشاط للمرحوم كان في اليوم الثامن من شهر ابريل بالمقاطعة الخامسة وكان عن قضية فلسطين ودعم أهلها ومناصرتهم.

 

من جانبه قال المهندس إسحاق الكيحل رئيس شبكة المسقبل إنَّ الكلماتِ، وإنْ تَسَامَتْ عباراتها، وتأنَّقَت ألفاظُها، لَتقفُ اليومَ مُتَرَدِّدَةً بينَ الحزنِ والمهابةِ، بينَ الوفاءِ والمصابِ، أمامَ قامةٍ علميَّةٍ ودعويَّةٍ شامخة، فقدناها، لكنَّ آثارَها باقية، ومآثرَها ناطقة، وذكراها في القلوبِ لا تُنسى.

 

وأضاف ولد الكيحل: إننا في شبكةِ المستقبل، نُشارِكُكم هذا التأبينَ المهيب، لا لنرثيَ الراحلَ فحسب، بل لنجددَ العهدَ مع القيمِ التي حملَها، والرسالةِ التي أفنى عمرَه في سبيلها.

 

مردفا إننا نقف اليوم، لا لِنُعدِّدَ مناقبَ الشيخِ الجليل محمدن عبد الرحمن ولد أحمد، الملقب ولد فتي، فقد عجزَ العدُّ عن حصرها، ولكنْ لِنَقِفَ وقفةَ وفاءٍ لرجلٍ كان من النادرين الذين جمعوا بينَ الرسوخِ في العلم، والصدقِ في الدعوة، والجمالِ في الأدب، والسموِّ في التواضع.

 

و أضاف ولد الكيحل: كان رحمه الله: شيخي وصديقي ورفيقَ دربي في كثيرٍ من المحافلِ والرحلاتِ الدعويَّة، فواللهِ ما صحبتُ أحدًا أنبلَ خُلقًا، ولا أصفى سريرةً، ولا ألينَ جانبًا، ولا أصدقَ لهجةً منه.

وقال ولد الكيحل لقد عرفتُهُ في السفرِ كما في الحضرِ، في المنبرِ كما في الخلوةِ، في الدرسِ كما في المجالس، فوجدتُه حيثما كان صاحبَ علمٍ جَمٍّ، وأدبٍ رفيع، وهمّةٍ لا تعرف الكلل، ونُبْلٍ لا يُمسُّه تصنّع، ولا يُشوبُه رياء.

 

وأضاف لقد كانت شبكةُ المستقبل من منابرِ الخيرِ التي شرَّفَها اللهُ بالاستفادة من الشيخ، فكان من أولِ الناصحين لها، والمشجعين لمسيرتها، والفاعلين في ميدانها.

قدَّم فيها دروسًا علميَّةً وأدبيَّة، وشارك في حلقاتِ الإفتاءِ، وكان حضورُه فيها حضورَ العالمِ الناصح، والداعيةِ الرزين، لا يتعالى بعلمِه، بل يتواضعُ به، ولا يدّخرُه، بل يُبذلُه بسخاءٍ لا يُعرف له حد.

 

من جاتبه قال المدير الناشر لموقع الفكر محمد عبد الله ولد أبو محمد : كان الشيخ قبل أسابيع معنا ملء السمع والبصر، حكمة بالغة وخلقا قرآنيا، وبيانا سحبانيا، مؤسسا لعبقرية علمية فريدة، صنعتها همته العالية ونبوغه الباهر، ونظره السامي وإصراره على التحصيل، وقدرته على التوصيل، وعنايته بالمتعلنين وروح الأبوة الحانية التي أضافها عليهم، فتحولت محاضراته إلى ناد علمي رفيع زمحضن تربوي نثوب إليه، فيرأب صدع النفوس، ويلم شعثها، وندني عازبها، ويجمع بالقرآن أشتاتها، وبالبيضاء يحيي مواتها.

 

فلما تفرقنا كأني ومالكا

لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

 

مضيفا كان شيخنا المرحوم إذا تحدت، أصغت إليه الأعناق، وأصاخت القلوب قبل الأسماع، فالناس إليه صور، لسان حالهم قول الشاعر

ترى الغر الجحاجح من قريش إذا ما الأمر في الحدثان هالا 

قياما ينظرون إلى سعيد كأنهم يرون به الهلالا

 

وأردف مدير موقع الفكر "نجتمع اليوم على مائدة خصال الشيخ ومنثور محامده، كما جمعنا في حياته على علمه وورعه وتربيته.

وأكد ولد أبو محمد أن "هذا التأبين الذي ينظم بتعاون بين شبكة المستقبل وموقع الفكر، نحاول أن نعيد رسم طرف من السيرة العطرة للشيخ فتى، ليتحدث في هذا التأبين عدد من العارفين به في من أسرة، ورفاق شبيبة واكتهال، وإخوة في الدعوة، وتلاميذ وطلاب.

 

حضر الندوة التأبينية الوزير محمد ولد عابد و السفير في مالي شيخنا ولد النني والمدير السابق للأمن الوطني مسغارولد سيدي ولد اغويزي.