
قال المدير العام المساعد لمعهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ونشر العلوم الإسلامية إن هذه السنة تمثل خاتمة ربع قرن من مسيرة المعهد وعمله الدؤوب، حيث انطلق عمليا عام 1997، في ظروف صعبة وزمن غير موات، ووسائل شبه معدومة.
وأضاف السيد الكوري ولد المامي في حفل نظمه المعهد إن المعهد انطلق بقسم واحد يضم (6) ستة طلاب ثم لم يزل يشق قتام الصعاب بعزم وتوكل وإيمان حتى وصل إلى ما هو عليه الآن من انتشار وتمدد وفعالية وتأثير وخدمة مشهودة للقرآن الكريم ولغته العربية.
ولد المامي قال إن المعهد يفخر اليوم بتلك الحصيلة التي تصل إلى تخريج عشرات الآلاف من الطلاب، وما يزيد على 1000 حافظ لكتاب الله تعالى، من بينهم أكثر من 50 فتاة في آدوابة ولكصور، إضافة إلى أكثر من 50 طالبا في مؤسسات التعليم العالي، مع انتشار مقدر في ولايتي الترارزة والبراكنة وحضور في ولايتي كوركول والحوض الغربي ...
وتحدث الكوري عن انتشار المعهد قائلا إنه يشع في مجال جغرافي يمتد من قرية ازيره بمقاطعة كرمسين في اترارزة إلى تجمع قرى آشويف في مقاطعة اطويل بالحوض الغربي، مضيفا أنه ما كان لهذا العمل أن يصل إلى ما هو عليه الآن إلا بتوفيق من الله تعالى الذي يسر وأعان وسدد ووفق، ثم بصدق وإخلاص وتضحية أساتذة وعمال المعهد ومجلسيه الإداري والتربوي وإدارته التنفيذية، وتعاون السلطات والوكلاء والمجتمع والمحسنين الداعمين له.
وقال المدير المساعد: " لقد جاءت فكرة المعهد لتؤسس لعمل استراتيجي في مجال الأخوة والانسجام الاجتماعي، بمبادرة من مجموعة من الأساتذة والمعلمين الذين ساءهم أن تذهب ريح الوحدة الوطنية سدى، وأن تضعف الأواصر التي بناها الإسلام والرحم والجوار والتاريخ بين أبناء هذا الشعب الأبي الذي ظل سدا منيعا في وجه الطامعين، فلبوا نداء لغة القرآن وصبروا على الطريق حتى أصبح المعهد اليوم منارة عطاء وإشعاع علم وصرحا شامخا يعمل بجد وتؤدة؛ يبني ويعزز أواصر الأخوة والوئام بين مكونات هذا المجتمع المسلم وعلى أديم هذا الوطن الغالي."
ويعمل المعهد اليوم حسب ولد المامي وفق مسار تكاملي بين المحظرة والمدرسة؛ حيث يشمل تعليما نظاميا في ثلاثة فروع في نواكشوط وروصو وبوكي، وينتظم فيه أكثر من 2000 طالب، يتخرج طلاب الفصول النظامية بمستوى الباكلوريا الأصلية وهم مؤهلون لخوض غمار المسابقات الوطنية والالتحاق بالتعليم الجامعي.
كما ان هناك تعليما محظريا يناهز عدد طلابه 3000 طالب، ويتخرجون منه حفاظا مجازين يحملون رصيدا معتبرا من علوم المحظرة الأصيلة يؤهلهم أن يكونوا أئمة ودعاة ومرشدين.
وحضر الحفل عدد من الطلاب والإدارة والمهتمين بالشان الثقافي.
كما شهد عدة مداخلات وإلقاءات خلال الحفل.


