
من يقودون مبادرات لتمديد حكم محمد ولد عبد العزيز ناس تنقصهم المسؤولية تجاه الوطن. لن أخوض في أحقية الرئيس محمد ولد عبد العزيز بدعم قطاع من الموريتانيين، ولا في حق هؤلاء في التعبير بالطريقة التي يرونها مناسبة عن دعمهم لعزيز. هذا حقهم.
ليس عليهم أن يستأذنونا، ولا أن يتشاوروا معنا في الطريقة التي يعبرون بها عن رأيهم. هذا حقهم أيضا. نطَّرِح النقاش في شأن صلاحية ولد عبد العزيز للمنصب، والحكم على أدائه في مأموريتيه الماضيتين. ليس هذا محل خلافنا الآن.
شيء واحد فقط نريدهم أن يتفقوا عليه معنا، لا نلزمهم أكثر منه، ولا نرضى بأقل. المكسب الوحيد الذي حصلته أجيال من المناضلين تتالت على ظهر تراب الوطن، ومقابره، هو هذه الوثيقة التي تناهشتها صنوف التعديلات، والتشويهات، والكفران. يكفيها خرقا وتعذيبا وتقطيعا على المقاسات.
جيئوا بمن تريدون وامنحوه أصواتكم واشتروا ما ينقصه من الأصوات بأقواتنا، ونحن راضون، احفروا للرئيس قبوا أسفل القصر، وامنحوه قياد من تأتون به من تحت الفراش. ابنوا له بيتا في حديقة القصر حتى لا يبتعد. تملكون كثيرا من الطيعين، أو يملكهم الرئيس، سنحتفل معكم ملء فرحتنا بتنصيب أي وهْمٍ منهم، على أنه رئيس منتخب، ويكون حبله السري خاتما في سبابة رئيسكم. ألا تكتفون؟
نعطيكم أكثر؛ ضعوا على الأيقونة التي تريدون التمديد لها قناع علي بابا، وسنغمض الأعين، ونبيعكم أصواتا توصله إلى القصر، نطير الجيم والحاء والخاء، عفوا الحاء من حروف اسم الرئيس. لا يهم، نطير لكم السين مثلا، أو الراء، أو حتى الفاء! غيروا اسمه عند وكالته المؤمنة بالوثائق المؤمنة. ننتخب لكم صاحب القناع الأسود، ذا الأنف الأقنى. هل هذا إنصاف؟
شرطنا واحد، بدون حوار، ولا افتتاح، ولا زيارات. الموضوع سهل. الدستور، حبر أسود على ورق أبيض، لكنه ضمير أمة وتضحيات أجيال. خادعوه فهو طيب مثلنا، ضعيف الذاكرة، أوهَى منا. لكن لا تخرقوه، أو تعدلوه.
هل هذا صعب عليكم؟ لست أدري! أدري أن كتابته سهلة، وأن الحديث به عذب، أدري أن تكلفة رميه ظهريا عالية جدا. لديكم أكثر من مثال على مدى السنوات الثلاث الماضية، في أكثر من مكان. ألا يمكنكم أن تترفعوا؟ سنعطيكم هذه أيضا؛ شعبيتكم وقوتكم، يخولانكم ما تريدون ولستم كالآخرين، لأنا لسنا كالآخرين أيضا، أنتم أقوياء لأننا ضعفاء، أو لأنكم أقوياء. هذا أيضا سنؤجل النقاش فيه.
أنتم تأبون هذا تكرُّما على الوطن، يستحق عليكم أكثر، وقد تكرم عليكم بأفضل. لا أبدا أنتم أصحاب الفضل والكرم، لأنكم تأبون إلا أن تكونوا مواطنين بهذا الوطن الذي لا يستحق كراما متفضلين مثلكم. فقط لأنكم كرام متفضلون، تفعلون هذا، تتنازلون عما أنتم له أهل. تملكون، والوطن لا يستحق. الهدايا على قدر مهديها. إذا رفضتم هذا العرض، فلدينا لغة أخرى في حلقة العرض القادمة. أرجو ألا أكتبها. هذا يكفي.