جيل و جيل / يسلم محمود

أربعاء, 2014/11/05 - 14:20

كان آخر لقاء لي به منذ أشهر كان يقدم النصائح برغم أنه مشغول بالسيطرة علي حماره, و مما قال (أيوَ يا الشباب مزال أللا ذَ أللي أعليكمْ), لقد أفني عمره في النضال و عاني السجون و لم يلن و لم يستكن و لم يحصل من الخزينة علي فلس, و برغم ضيق ذات اليد فقد ربي أبناءه أحسن تربية, و لما ذهب رفاقه كل مذهب بسبب الخلافات (الكادحين-الحر -المستقبل) فضل البقاء علي الحياد و الاستعداد للشراكة في النضال مع الجميع, و لأنه فضل طريق القبض علي الجمر دون أن يستجدي أحدا فقد سقطت عليه أمتعة كان يحملها علي حماره منذ أشهر فأدت لإصابته بشلل تضاعف ليفارقنا يوم أمس إنه المناضل الكبير ‫#‏_جدو_ولد_الحر‬ و المؤسف أنه رحل رفقة الرفيق ‫#‏_يحي_ولد_عمار‬ الذي تذكرونه (صورته علي صفحتي) حين تفرقتم عنه و بقي في الساحة يحمل لافتة كتبت عليها نفس المطالب التي حملها في سنة 1968 تأميم المناجم, ‫#‏_و_أنا_ذ_كيفي‬ أري أناسا يمضون سنة أو إثنتين ينقرون علي أزرار كومبيوتر ثم يبدأوون كتابة سيرهم الذاتية و تاريخهم النضالي الذي يسد قرص الشمس, أقول لهؤلاء دونما وجل ‫#‏_أباتي_أمشو_كانكم_ماشيين‬, فها هو يحي ولد عمار و جدو ولد الحر يملكان أرشيفا ليس به عار و مع ذلك يرحلان بهدوء و وقار فاللهم ارحمهما و تجاوز عنهما و اخلفهما في أسرهما إنك حميد مجيد ,,,,,,,,,, و النضال يتواصل