قال الدكتور حماه الله ولد السالم إن هناك روحا تمجيدية ونوعا من الملكية العقارية للتاريخ الوطني حيث أصبحت المقاومة موضوعا للزبونية ولكل جماعة وقبيلة الحق فى كتابة التاريخ الذي يخدمها مضيفا أن موريتانيا الرسمية عاجزة عن نقاش التاريخ بصفة جادة بعيدة عن القبلية والجهوية وأن ذلك أمر لا زال حتى اليوم يمنعنا من معرفة الحقيقة بصفة موضوعية
ولد السالم الذي كان يتحدث ضمن ندوة تحت عنوان " إعادة تاريخ كتابة المقاومة .. الخلفيات والمقتضيات " تنظمها قناة المرابطون قال إن التاريخ للمقاومة مسألة فيها مغامرة لأن الدولة لا تقيم وزنا للتاريخ الوطني مع رأي عام منقسم على نفسه وذاكرة متشظية ووثائق مخفية مع وجود مؤرخين محترفين محاصرين أو محبطين كما أنه ليس هناك مشروع جامع يعزز روح كتابة التاريخ الوطني يقول ولدالسالم
وانتقد الأستاذ الجامعي المعروف أن تكون الدولة تخجل من نقاش التاريخ بصفة جدية قائلا إن دولا قريبة منا وشهدت حروبا بينية وفيها عنصرية تناقش تاريخها بجدية ممثلا ببروندي ومالي قائلا إننا نعاني من التصحر العلمي
وقال ولد السالم إنه يشك فى أن الرئيس الموريتاني يدعو لكتابة التاريخ مضيفا أنه يظن أن أحدما قالها له لأنها تواجه الصراع الإيديولوجي الذي أصبح يقحم في التاريخ الوطني بشكل فج وواضح
وقال ولد السالم إنه أصبح اليوم كل شخص يتكلم عن التاريخ دون دراية ولا معرفة وأن كل ما كتب عن الحقبة الاستعمارية ليس عملا تاريخيا باستثناء مقالين أو ثلاثة وأن الآخر كله مجرد كتابات تمجيدية أو قدحية فى ذلك المجتمع أو تلك القبيلة
ولد السالم قال إن المسائل المصيرية تتحدث عنها السلطة بنوع من الاستغلال ضاربا المثل بدعوة الرئيس لإعادة كتابة تاريخ المقاومة متسائلا أين كان التاريخ قبل اليوم مضيفا أن السلطة تخجل أن تتحدث عن مسألة الهوية وأن عدم كتابة التاريخ الوطني منذو ما يفترض أنه استقلال حتى اليوم هو جزء عملية صمت مريب تجاه الهوية الوطنية
وتدخل ندوة قناة المرابطون التي استمرت أربعة أيام ضمن تخليد ذكري عيد الاستقلال 56 ويحضر نقاشاتها عدد كبير من الباحثين والمهتمين بالشأن الوطني