نفايات مصانع التقشير ..قوت الفقراء في روصو

اثنين, 2015/01/12 - 10:26

سيكون هذا اليوم أحسن من غيره، فمن بين الركام الهائل من قشور الأرز الخشنة يمكن أن نخرج ب 2 كلغ أو أقل من الأرز الموريتاني، هذه هي كل أحلام امباركة وزميلاتها الكادحات من أجل " قبضة أزر" ،اختصر الأمر قصة الوطن، وقصة العلاقة بين الأثرياء والفقراء في عاصمة الزراعة الموريتانية روصو، فخلف تلك مصانع التقشير التي تحتضن آلاف الأطنان من نتاج الأرز الموريتاني ترابط سيدات فقيرات يقمن بغربلة ذلك الركام بحثا عن حبات أزر,

أقصى ما تتمناه امباركة وزميلاتها أن تتسع دائرة ماكينة التقشير بما يسمح بتساقط حبات قليلة بين ركام النخالة التي تحتل مساحات كبيرة في منطقة مصانع التقشير عند الكلم 6 شمالي مقاطعة روصو.

تتمنى مباركة وزميلاتها اللواتي يتوزعن حسب خريطة العمر بين شابات ومكتهلات، لأصحاب مصانع التقشير مزيدا من الربح " إن توقف عملهم يعني أن هذه النخالة ستتوقف، وبالتالي ستضيع علينا فرصة لا تعوض للحصول على قوتنا وأقوات أطفالنا".

تحتشد العشرات من السيدات كل مساء قرب ركام النخالة، عند مصنع التقشير، ليعدن في المساء برزم قليلة من الأرز الموريتاني غيرالجيد، سيتحول لاحقا إلى طعام لعشرات الأسر الفقيرة في أحياء السطارة، وانجربل، ودمل دك التي تمثل أحزمة الفقر داخل عاصمة الزراعة الموريتانية.

في مواجهة النخالة
تقوم أم الخير ورفيقاتها قبل الحصول على نصيبها المفترض من الأرز بخطوات كثيرة، حيث تقوم بذرية النخالة، ليملأ الأفق غبار القشور، تماما كأحلامها المتناثرة في فضاء مترنح بين عالم الفقر البشع والغنى الفاحش.
بعد عملية التذرية يتم تحويل الكميات القليلة إلى أوعية للحفظ قبل أن يتم التوزيع والتقاسم، بين السيدات الكادحات بحثا عن الأزر.

 

صحة في مهب النخالة

تواجه "الباحثات عن الأزر" أخطارا صحية، أبزرها الغبار الذي يواجهنه بشكل يومي دون كمامات أو وقاية صحية، إضافة إلى كون كميات الأزر تعتبر من النوع بالغ الرداءة.

تستمر رحلة البحث عن الأرز كل مساء، قبل أن يحول المغيب وأستار الظلام دون إكمال بقية مسيرة البحث عن القوت، بين ركام النخالة، وفي سبيل القوت يبقى كل شيئا سهلا، خصوصا بالنسبة للفقراء المعدمين.