
استخلصت هذه المعلومات من قناة المؤرخ العراقي الدكتور حميد عبد الله.
يقول د. حميد عبد الله في بداية عرضه لمذكرات فاروق الشرع (وزير الخارجية ونائب الرئيس السوري الأسبق) إن بعض أقطاب الأنظمة الشمولية يكتبون مذكراتهم عادة بعد سقوط الطغاة لأنه في ظل وجود الطاغية لا أحد يجرؤ على الكلام وهذا ما حدث مع فاروق الشرع، الذي أصدر مذكراته في جزئين الجزء الأول اسمه "الرواية المفقودة" أصدره قبل سنوات، وقبل أشهر أصدر الجزء الثاني الذي يتحدث عن أحداث الفترة ما بين 2000 و2015.
يقول حميد : من يقرا بعض الصفحات التي يتحدث فيها فاروق الشرع عن نظام البعث السوري يجد ما يشابهها في نظام البعث العراقي.
ويقول ايضا: يوجد تشابه كبير بين الأنظمة القومية في ليبيا والعراق وسوريا ومصر، أبناء القذافي وأبناء الأسد وأبناء صدام حسين، أنظمة متشابهة في الطغيان وجميعهم اتجهوا نحو التوريث باستثناء عبد الناصر.
التشابه في الأساليب القمعية.
في الصفحات الأخيرة من المذكرات يقول فاروق الشرع إنه في شباط/فبراير 2011 كتب خمسة عشرة طالبا على الجدار في إحدى ثانويات درعا: "جاك الدور يا دكتاتور"، بعد ذلك أتت أجهزة الأمن وأخذتهم ومن ثم اختفوا. تعاطت وسائل إعلام عربية وأجنبية مع هذا الحدث بشكل مكثف بينما وسائل التواصل الاجتماعية في سوريا لم تنشر أي خبر عنهم، كما رافق هذا الحدث أخبار تعرضهم للتعذيب وخاصة قلع أظافرهم. راجع ذووهم السلطات في كل مكان ولم يجبهم أحد وأسدل الستار على موضوعهم.
هذا الحدث هو الذي أشعل فتيل الثورة في سوريا عام 2011 لتنتهي بإسقاط النظام في عام 2024 .
يقول د. حميد عدت للتاريخ في العراق: في 14 أيار/مايو 1981 كتب طلاب الصف الرابع (د) في ثانوية الكاظمية على السبورة:" يسقط صدام" وبعد دقائق جاء ضابط الأمن المعروف علي عبد الله درع الذي أصبح مدير أمن بغداد ومعه قوة قامت باقتحام المدرسة وأخذوا 44 طالبا اي كل طلاب الشعبة، وتم إعدامهم جميعا.
يضيف د. حميد أن مجزرة الكاظمية شائعة لكنه لا يعتمد على الشائعات وإنما على الأمور الموثقة.
ثم يقول: نشر هذا الكلام في جريدة الصباح على لسان أبو علي البصري مدير الأمن الوطني الذي نقله من اعترافات الضابط برتبة لواء نعمت سيف صالح الدليم الذي اعتقل مؤخرا. تم إعدام 44 طالبا بسبب عبارة "يسقط صدام"، وكذلك تم خطف 632 شخص من آبائهم وامهاتهم واخواتهم واخوالهم ثم اختفوا.
تهيئة بشار الأسد
يقول فاروق الشرع:
في يوليو عام 1998 عقد حافظ الأسد مؤتمرا صحفيا في باريس حيث سئل عما إذا كانت لديه نية لتوريث ابنه، فقال: أنا لا أهيئه ليخلفني وإنما هذه الأقوال التي تتردد حوله تأتي من نشاطه وما يحظى به من محبة بين زملائه.
علق فاروق الشرع بأن المحبة وحدها لا تكفي لصنع الرؤساء.
ثم يضيف أن الأسد قام بتهيئة بشار الأسد تدريجيا للرئاسة، وتطرق إلى انتحار رئيس الوزراء محمود الزعبي في عام 2000، وقال إنه لم يفتح اي تحقيق حول موضوعه.
يقول فاروق الشرع إن بشار الأسد اقترح على والده ان يعين محافظ حلب رئيسا للوزراء بدلا من محمود الزعبي، فسألت الرئيس حافظ الأسد حينها من سيكون في الحكومة فقال لي: اسأل بشار.
تمكين بشار
دخل بشار الأكاديمية فتخرج برتبة عقيد بدل ملازم وتخرج في الأكاديمية العليا برتبة عقيد ركن، بعد ذلك بدأ بقياس درجة ولاء الضباط على أساس من يمشي خلفه ومن يمشي أمامه، فمن يمشي أمامه ليس مواليا ومن يمشي خلفه أو بجانبه يعتبر مواليا.
وعندما رأى حافظ الأسد أن رئيس الأركان حكمت الشهابي غير مقتنع بمنح الرتب لبشار الأسد أحاله إلى التقاعد عام 1998.
يقول فاروق الشرع إنه ذات مرة طلب منه حافظ الأسد التحدث مع السفير البريطاني من أجل إيجاد فرصة تدريب لبشار كطبيب في إحدى المستشفيات البريطانية مع اثنين من المرافقين بعد أن أكمل تدريبه في مستشفى تشرين في سوريا.
يقول فاروق: أرسلت إلى السفير البريطاني وذكرت له أن إبن الرئيس يريد أن يذهب للدراسة مع اثنين من المرافقين فرفض المرافقين قائلا إن أجهزة الأمن البريطانية هي من ستتولى حمايته.
ذهب بشار للدراسة في بريطانيا ولكنه عاد بعد مقتل أخيه باسل الأسد عام 1993، عاد إلى دمشق تتلبسه طموحات الرئاسة.
كلف الأسد الأب بشار بالإشراف على الملف اللبناني تدريجيا، وقبل توليه الملف اللبناني اطلع على الملفات السرية الخاصة جدا فكان يعطي بها موافقات أو يرفض حسب الحالة وأصبح يوقع نيابة عن الأسد الأب.
كانت هناك ملفات سرية على مكتب حافظ الأسد وبعد أن بدأت حالته الصحية تتدهور اوكل توقيعها إلى بشار.
ثم أصبح مسؤول الملف اللبناني الذي كان بعهدة عبد الحليم خدام ويساعده في هذا الملف غازي كنعان، ثم أصبح ممثلا عنه (عن ابيه) ومبعوثا لدى بعض الدول يحمل رسائل ويعقد بعض الصفقات.
في عام 2000 أصبح بشار مهيأ لأن يصبح رئيسا.
وفي يوم 10 حزيران/يونيو توفي حافظ الأسد، فمن كان يطمح للرئاسة والخلافة؟ كان رفعت الأسد المنفي في فرنسا، يتحمس للعودة إلى دمشق لخلافة شقيقه، لكن بشرى الأسد حرضت أخاها بشار الأسد لمنع عودة رفعت.
هنا جاء دور حزب البعث في توريث بشار، إذ طويت صفحة من صفحات نظام البعث في سوريا بوفاة الأسد الأب، وبعد العودة من مجلس العزاء عقدت القيادة القطرية مؤتمرا كان من أبرز الحاضرين فيه: عبد الحليم خدام نائب الرئيس الذي أصبح رئيسا وكالة حسب الدستور، ومصطفى طلاس وزير الدفاع، وقرر المؤتمر: منح بشار الأسد عضوية القيادة القطرية، ثم منحه رتبة فريق (من عقيد إلى فريق) ليتبوأ الرئاسة.
هنا غير عبد الحليم خدام الدستور، حيث قام بتغيير المادة التي تحدد عمر الرئيس وتنص على أن لا يقل عن 40 سنة، ليصبح 34 سنة حتى يتسنى لبشار أن يتبوأ الرئاسة، ثم أعطاه بالمرسوم الجمهوري رتبة فريق.
بعد المؤتمر ذهب أعضاء القيادة جميعا إلى منزل آل الأسد لتهنئة بشار بالمنصب الجديد فاختلى هو وعبد الحميد خدام لعدة دقائق على هامش الجلسة وفي هذه الدقائق تم الاتفاق والتفاهم على أمور كثيرة.
انعقد المؤتمر القطري التاسع لحزب البعث وقرر في هذا المؤتمر منح بشار الأسد صلاحيات تعيين أعضاء القيادة وهذه سابقة في تاريخ حزب البعث إذ كان أعضاء القيادة ينتخبون وأعضاء الفروع ينتخبون انتخابات حزبية من عضو الفرقة إلى عضو القيادة.
التشابه بين الأنظمة في منح الصلاحيات للأبناء والأصهار
هنا يتساءل د. حميد عبد الله : بما يذكرنا هذا ؟ ويجيب : يذكرنا بالصلاحيات الكبيرة التي منحت لقصي صدام حسين في السنوات الأخيرة لحكم صدام فكان يطلع على كل شيء ويقرر كل شيء هو وعبده حمود، فكان مديرا لجهاز الأمن الخاص وكلف بقيادة الجيش أثناء الحرب(الغزو الأمريكي).
ويعلق د.حميد عبد الله على دور الأصهار في الأنظمة القومية العربية فآصف شوكت الذي تزوج ابنة الأسد كان هو أخطر رجل أمن في سوريا وشغل نائب رئيس الأركان في عهد بشار .
وفي العراق كان حسين كامل (صهر صدام حسين) الرجل القوي حتى أصبح عمليا هو الرجل الثاني في النظام.
وعن ليبيا يقول حميد عبد الله جاء القذافي إلى الحكم برتبة ملازم أول وكان مثله الأعلى عبد الناصر، بعد ذلك تحول إلى طاغية فتحكمت عائلته في السلطة.
وفي مصر كان أشرف مروان، زوج منى عبد الناصر، جاسوسا لإسرائيل، وقد أصدرت إسرائيل كتابا تحت عنوان "ذات يوم عندما يكون الحديث مسموحا" تحدثت فيه عن الصهر أو الملاك أو بابل (اسماء أشرف الحركية او الرمزية) وذكروا أنه قدم أخطر معلومة لإسرائيل وهي ساعة الصفر لانطلاق القوات المصرية إلى سينا (حرب رمضان، اكتوبر)، وذكروا أن العلاقة مع أشرف بدأت عام 1970، كما اشار حميد عبد الله إلى معلومات مفادها أن عبد الناصر حاول أن يطلق ابنته من أشرف لكنها رفضت.
أما عن نهايته فذكر حميد أنه سقط أو أسقط من شرفة شقته في الدور الخامس في لندن..
يركز حميد عبد الله على التشابه بين الأنظمة القومية في سوريا والعراق ومصر من حيث منح الصلاحيات الواسعة للأبناء والأصهار والتوريث وإن كان استثنى عبد الناصر من التوريث لأن الفترة التي جاء فيها عبد الناصر تختلف إذ كانت مرحلة قومية ثورية تحررية كما يقول.
ولكنه يتساءل هل كان عبد الناصر طاغية؟ للإجابة يقول اقراوا:
"الأقدام العارية، الشيوعيون المصريون، 5 سنوات في معسكرات التعذيب" لطاهر عبد الحكيم.
ويذكر من أمثلة التعذيب الذي يصفه بأنه اقله: إجبار السجين على احتضان ثعبان وعقرب (في الليل) حتى الصباح.
التشابه في طريقة الاستفتاء
يقول فاروق الشرع عن الاستفتاء على الأسد إن كل من ذهب إلى الاستفتاء،كتب نعم لكن غالبية السوريين لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع لأنهم غير مقتنعين لذلك لم تتحدث وسائل الإعلام السورية عن النبسة مطلقا.
أما في العراق فيقول حميد عبد الله إن صدام حسين حصل في الاستفتائين اللذين نظما سنة 95 و 99 (أو سنة 2000) على 99%.
ويضيف حميد لو كانت النسبة 75% لكانت نتيجة أكثر إقناعا.
لكن حميد يشير الى فرق بين البلدين في هذا الناحية رغم التشابه الكبير في طريقة إدارة البلدين، يتمثل الفرق في أن العراقيين يخافون إن عرف أنهم لم يذهبوا للاستفتاء، فالمنظمة الحزبية ستجعلهم في دائرة الشبهة. أما في سوريا فالأمر اخف.
التشابه في التزلف
يقول حميد عبد الله إن عزت الدوري صرح بأن كل من لم يقل نعم للرئيس فهو عميل وخائن.
وفي مناسبة أخرى قال عضو قيادة لصدام حسين ليس بإمكاننا استيعاب الملايين المتطوعين للدفاع عنك (بعد غزو الكويت) ويعقب حميد : راينا ما حصل بعد الحرب.
أما في سوريا فبعد التهديدات الأمريكية لسوريا (بعد غزو العراق) قال عز الدين الناصر من النقابات السورية، قال لبشار الأسد إنه مستعد لأن يحشد له مليون عامل للدفاع عنه.
تحكم الأجهزة الأمنية
يقول فاروق الشرع في عهد حافظ الأسد كنت وزيرا للخارجية وكنت ألتقي بالجاليات السورية في الخارج وكانوا يشتكون من عدم تجديد جوازاتهم فقلت لحافظ الأسد بأن هذه الإجراءات تشجع السوري على طلب اللجوء والذهاب إلى المعارضة، فوجهه بأن يبلغ السفارات بتجديد كل من انتهت صلاحية جواز سفره من الجالية السورية، فأصدرت تعليمات إلى السفارات ولكن صدرت تعليمات أخرى من الأجهزة الأمنية إلى السفارات بعدم تنفيذ تعليمات وزارة الخارجية.
يقول حميد: كان في سوريا أحد عشر جهازا أمنيا وفي العراق سبعة ( أو خمس) أجهزة أمنية كما يقول حميد عبد الله.
الإعلام في سوريا والعراق
يقول د. حميد عبد الله إن الحياة الداخلية في سوريا كانت شبيهة بالحياة الداخلية في العراق من ناحية الإجراءات الحزبية والتعامل مع الإعلام والتعامل مع المعارضة، فالإعلام في سوريا والعراق مسيطر عليه فكل كلمة تقال محسوبة وكل كلمة تقال تخرج من فلتر الأمن.
يقول الشرع إنه قدم بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 مقترحا ذكر فيه أن الخطاب الإعلامي (السوري) خطاب قاصر لا يتناغم مع التطورات في المجتمع الدولي ولذلك اقترح على الرئيس تشكيل لجنة يتولى تشكيلها هو وعدنان عمران وزير الإعلام على ان تشكل من كفاءات من الخارجية معنيين بالإعلام وكفاءات من الإعلام معنيين بالدبلوماسية، وشكلت اللجنة من الخارجية والإعلام.
تبنى الأسد هذه اللجنة وأقترح أن تعقد اللجنة اجتماعاتها في أحد فروع الأمن المخول بمنح التراخيص الإعلامية وهو الفرع الذي يترأسه بهجت سليمان.
يعقب دكتور حميد متهكما: لجنة إعلامية تعقد اجتماعاتها بأحد فروع المخابرات.
اعتقال مرافق الشرع
بعد ان اعتقل الأمن السوري إحسان زكريا،مرافق فاروق الشرع، ذهب الشرع لمعاتبة بشار الأسد فقال له الشرع ربما إن سبب اعتقال إحسان زكريا هو أنه كشف صفقات كوبونات النفط بين محمد منصور وذو الهمة شاليش الذي هو أحد أبرز المقربين من الأسد وأحد أهم وأقوى رجالات القصر الجمهوري في سوريا.
وكان محمد منصور وذو الهمة شاليش قد فتحا خطا مع العراق للاستفادة من كوبونات النفط وحصلوا على أموال طائلة كما يقول فاروق الشرع، وكانت العلاقة قد وصلت إلى درجة كبيرة من التطبيع بين بغداد ودمشق قبيل الغزو الأمريكي.
يقول د. حميد عبد الله إن البلدان التي تحكمها الأنظمة القومية انتهت نهايات كارثية، وكذلك البلدان التي تحكمها أنظمة شيوعية، وايضا الأنظمة التي تحكمها القوى الإسلامية انتهت نهايات كارثية، حسبما يقول.
العراق اعترف بإسرائيل عام 2002
يقول حميد عبد الله : هنالك معلومة مهمة يذكرها فاروق الشرع وهي أن الدول العربية، بما فيها العراق، اتخذت قرارا في قمة بيروت أذار/مارس 2002 بالإجماع يمنح إسرائيل اعترافا عربيا غير مسبوق خلافا لقمة الخرطوم عام 1967 التي عرفت بقمة اللاءات الثلاث: لا صلح لا تفاوض لا اعتراف.
وزيادة على الاعتراف قال العراق إنه مستعد أن يتبنى مشروع إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل وأنه أول دولة مستعدة أن تدمر أسلحة الدمار الشامل في المنطقة.
يقول الشرع إن إجماع كل الدول العربية في قمة بيروت على القرار كان بسبب صعوبة الظرف ولأن البلدان العربية كانت في وضع لا تحسد عليه.
تعليقي:
كيف لم يوظف العراق اعترافه بدولة الاحتلال لدى الولايات المتحدة لمنع الغزو الأمريكي خاصة ان حماية إسرائيل كانت أحد الأسباب الرئيسة للغزو.
بين الكويت والعراق
يذكر الشرع أنه على هامش قمة بيروت عقد اجتماع بين الأمير (الملك) عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي وقتها) وبين صباح الأحمد (وزير خارجية الكويت آنذاك) وكان الهدف من اللقاء تحقيق صلح بين الكويت والعراق، وأثناء جلسة المؤتمر دخل الأمير عبد الله بن عبد العزيز رفقة صباح الأحمد وعزت الدوري فصفق الحضور..
ويعقب د. حميد بأن الصلح جاء في الوقت بدل الضائع، فالكويتيون كنظام مازالوا ينظرون إلى كل عراقي على انه صدام بينما بعضهم ينظر إلى أن العراق والكويت مجتمع واحد لا فرق بينهم، ولذلك لم يقبل الكويتيون الصلح مع بغداد في مارس 2002.
تعليقي:
ولعل المقصود بالوقت بدل الضائع هنا أن المصالحة تمت بعد أن قرر الامريكيون غزو العراق مع أن المملكة العربية السعودية سعت دائما إلى أن يتجنب العراق هذه الكوارث، بدأ ذلك بتحذير الملك فهد لصدام حسين من الدخول في حرب مع إيران ثم نصيحته له بالخروج من الكويت قبل اندلاع الحرب كما لم تقبل المملكة استخدام أراضيها منطلقا للعدوان على العراق، واستمر دعم المملكة للعراق في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
التنازل عن الصلاحيات
يقول فاروق الشرع: التقيت بوزير خارجية ألمانيا يوشكا فيشر على هامش اجتماع وزراء خارجية دول جوار العراق في إسطنبول 2002 فقال لي: صدام حسين رفض التنازل عن أي من صلاحياته حتى لإبنه قصي، وهذا ما أكده وزير الدولة التركي خلال زيارته لبغداد.
وقد عرضوا على صدام أن يكتفي برئاسة الحزب ومنصب القائد الأعلى للقوات المسلحة ويتخلى عن بقية الصلاحيات لكنه رفض رفضا قاطعا.
زيارة كولن باول لسوريا
يقول الشرع : أتانا كولن باول، وزير خارجية الولايات المتحدة آنذاك، بعد سقوط النظام في العراق فطلب ثلاث طلبات:
الأول إغلاق مكاتب حماس في دمشق.
الثاني منع تسلل العراقيين إلى سوريا.
الثالث منع نقل أسلحة الدمار الشامل من العراق إلى سوريا.
فقلنا له- يقول الشرع- بأن مكاتب حماس في سوريا هي مكاتب إعلامية وليست مكاتب فعالة ولا عملية.
أما بالنسبة لتسلل العراقيين فطلبنا منه قائمة بالأسماء.
تعليقي: أن سوريا طلبت من بعض المسؤولين العراقيين العودة من حيث أتوا مثل أبناء صدام حسين وسبعاوي هذا اذا لم تكن سلمتهم.
بالنسبة لأسلحة الدمار الشامل يقول الشرع لكولن باول : ما دمتم لم تعثروا عليها في العراق فكيف تتسلل إلينا..؟
تعليقي : غريب هذا السؤال فهل أسلحة الدمار بهذه البساطة وسهولة النقل لتهرب إلى سوريا اللهم إلا إذا كان الأمر من باب التهديد المبطن للسوريين، وباول طبعا جاء مهددا..
يقول الشرع إنه سأل باول أثناء توديعه في المطار : كيف أسقطتم نظام صدام حسين بهذه السرعة؟
فاجابه باول استخدمنا الراديو وكنا إذا قتل جندي أمريكي واحد نقول قتل واحد وإذا قتل عشرة جنود نقول قتل عشرة وإذا قتل مائة عراقي نقول قتل مائة.
فرد عليه الشرع، كما يقول، لا، انتم مسحتم أرض العراق بالطائرات لمدة عشر سنوات لذلك تعرفون كل شيء عن العراق.
يعقب حميد عبد الله فيقول إن هذا كذب فليست هذه الطريقة التي اسقطوا بها النظام.
تعليقي:
استغرب هذا السؤال من فاروق الشرع الذي اختزل العدوان على بلد عربي جار في مسألة "إسقاط النظام بسرعة". وإذا كان الشرع فهم أن كولن باول جاء يهدد السوريين لذلك لا فسحة له للتعبير عن موقف يزعج الامريكيين فكان الأشرف له ان لا يذكر المحادثة على هذا النحو.
كانت هذه فرصة ليحرج السوريون وزير الخارجية الأمريكي ويسالوه عن ادعاء الولايات المتحدة الدفاع عن حقوق الإنسان واحترام القوانين الدولية واحترام سيادة الدول فبأي مسوغ احتلت أمريكا العراق ودمرته وقتلت أكثر من مليون من أبنائه وشردت الملايين من اهله وأشعلت فيه حربا أهلية دامية..؟
تعليق عام
هذه صور من طريقة إدارة بعض الزعماء لدولهم، إدارة أمنية عائلية رغم الشعارات القومية والثورية، دفعت الأمة ثمنها غاليا وسداد الفواتير والمتاخرات مستمر حتى يومنا هذا.
والله المستعان.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
