سادت الكهانة في المجتمع الجاهلي قبل الإسلام على نطاق واسع، ونال الكهان مكانة قوية نتيجة اعتقاد الناس أنهم يعلمون المغيبات
وكان لكل كاهن صاحب من الجن يعلمه بما استرق من السمع، ويسمى هذا الصاحب الرئي.
كان سواد بن قارب رضي الله عنه قبل إسلامه يتكهن، و له رئي من الجن مثل غيره من الكهان، وشاء الله أن يكون هذا الجني هو سبب إسلام سواد بن قارب، فقد جاءه في النوم قبيل إسلامه عدة ليال ودعاه للإسلام
روى أهل السير في حديث سواد بن قارب في بدء الإسلام (وما أتاه به رئيه من ظهور رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه أتاه رئيه ثلاث ليال متواليات، وهو فيها كله بين النائم واليقظان، فَقَالَ له: قم يا سواد، فاسمع مقالتي، واعقل إن كنت تعقل، قد بعث رسول من لؤي ابن غالب يدعو إلى الله وإلى عبادته، وأنشد - أي الجني- في كل ليلة من الثلاث ليال ثلاثة أبيات معناها واحد وقافيتها مختلفة أولها:
عجبت للجن وتطلابها وشدها العيس بأقتابها
تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما صادق الجن ككذابها
فارحل إلى الصفوة من هاشم
لَيْسَ قداماها كأذنابها)
استجاب سواد بن قارب رضي الله عنه لنداء الإيمان ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأنشد هذه الأبيات، وكان شاعرا:
أتاني نجيي بعد هدء ورقدة
ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليال قوله كل ليلة أتاك رسول من لؤي بن غالب
فرفعت أذيال الإزار وشمرت بي الفرس الوجناء حول السبائب
فأشهد أن الله لا رب غيره
وأنت مأمون على كل غائب
وأنك أدنى المرسلين وسيلة إلى الله يا بن الأكرمين الأطايب
فمرنا بما يأتيك من وحي ربنا
وإن كان فيما جئت شيب الذوائب
وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة
بمغن فتيلا عن سواد بن قارب
.jpg)