قال رئيس الجناح المنشق عن رئاسة حزب الحراك الشبابي خالد ولد قيس "إن لالة بنت الشريف تسعى إلى السيطرة على الحزب والتمسك بالسلطة واصفا إياها باتخاذها سياسية الهروب إلى الأمام وعدم النظر إلى الخلف، مؤكدا أن حزب الحراك سيبقى حزبا شبابيا ولن يقبل أن يكون دكتاتوريا".
وأضاف ولد قيس في مقابلة خص بها "السراج الإخباري" أن بنت الشريف استعانت بجهات مقربة منها للتأثير على سير الملف المودع عند القضاء، واستئناف الأحكام التي صدرت لمنع عملية الانتساب وإجراء المؤتمر الذي أبرم بليل ولم نعلم به ولا بما تمخض عنه سوى من خلال وسائل الإعلام".
وأكد ولد قيس "أن ما تريده بنت الشريف هو البقاء في السلطة من خلال خلق لجان مقربة إجتماعيا وأسريا، لتنفذ مطامحها وتفصل المكتب التنفيذي والحزب على مقاسها".
وفي ما يلي مقابلة مع خالد ولد قيس قائد جناح منشق عن رئيسة حزب الحراك الشبابي:
السراج: أهلا بكم .. ما هي وضعية حزب الحراك الشبابي من أجل الوطن حاليا؟
ولد قيس: مرحبا .. بداية عند عملنا في الحزب طيلة هذه الفترة الماضية ما بين تأسيس الحزب مرورا بالانتخابات رأينا إرادة لدى رئيسة الحزب للتمسك بالسلطة والبقاء في السلطة، وهذا ما أفسد العمل السياسي والعملية الديمقراطية في التناوب على رئاسة الحزب بشكل توافقي وشفاف.
السراج: ما سبب كل هذا الصدام بين جناحكم الذي ترأسه أنت وبين جناح رئيسة الحزب لالة بنت الشريف؟
ولد قيس: السبب الحقيقي في أننا أردنا أن نعقد مؤتمرا ثانيا لانتخاب مكتب تنفيذي جديد وقيادة جديدة للحزب، وطلبنا المؤتمر وألححنا عليه جدا، وأن يكون شفافا وتكون كل اللجان المشرفة عليه حيادية ومستقلة. الأمر الذي رفضته بنت الشريف وأرادت تفصيل المؤتمر ولجانه على مقاسها.
السراج: ما هي الخيارات المطروحة أمامكم بعد رؤيتكم إرادة للبقاء في السلطة من قبل بنت الشريف ـ حسب قولكم ـ؟
ولد قيس: رفضنا ذلك وأكدنا على أن يكون الانتخاب شفافا من خلال إشراف لجنة مستقلة، متوافق عليها، وعرفنا فيما بعد أنه أمامنا خياران:
أولهما: كونها الرئيسة الدائمة ويكون الحزب حزب لالة بنت الشريف وتموت أحلام الشباب ومقولات تجديد الطبقة السياسية.
ثانيهما: أن نذهب إلى القضاء ليحكم بيننا.
وقد قررنا اللجوء إلى القضاء الموريتاني الذي أصدر أمرا بإيقاف حملة الانتساب التي أطلقتها لالة بنت الشريف كمسرحية تمثيلية.
السراج: كيف واصلت بنت الشريف فعاليات الانتساب وعقد المؤتمر بغض النظر عن أمر القضاء؟
ولد قيس: قامت بنت الشريف باستئناف للحكم بشكل استعجالي والأصل لم يبت فيه ورفعت المحكمة التعليق عن التحضير للمؤتمر، فقط عن التحضير وليس عن إجراء المؤتمر.
السراج: كيف استطاعت القيام بذلك يعني أن القضاء تفهم دواعي طرحها؟
ولد قيس: تدخلت أطراف وازنة من أجل حل سلمي من أجل ترك طريق اللجوء إلى القضاء وإثارة الضجة في الإعلام، إضافة إلى أطرافا أخرى عملت على تحقيق مساعيها ومساعدتها.
فلقد قامت بالمؤتمر في الساعة الثالثة ليلا ونصبت المكتب التنفيذي، كما أنه تمت كتابة اسمي ضمن لائحة الحضور والمنتخبين وكما لو كنت حضرت وشرعت المؤتمر معها لكي يكون أمام الناس أنه حصل اتفاق.
السراج: كيف كان ردكم على وضعكم أمام الأمر الواقع وانتخاب بنت الشريف رئيسة مرة ثانية للحزب؟
ولد قيس: اجتمعنا غدا كرد على ما قامت به وأجرينا مؤتمرا آخر ورئاسة جديدة للحزب، من جانبنا، فالحزب حزبنا ودائما نحضر في مقره وفي إحدى المرات قمنا بمؤتمر صحفي حضره العديد من الصحفيين وجاءنا خلاله مفوضون وبلطجية، ثم تدخلت الشرطة وأغلقت مقر الحزب هي ليست رئيسة شرعية للحزب، والمؤتمر غير شرعي.
السراج: ألا ترى أن الإنقسام في الحزب اتخذ منحى خطيرا قد يهدد بإغلاق الحزب، وهل أنتم مستعدون للصلح؟
ولد قيس: نحن نمد أيدينا للصلح لكن الطرف الآخر لا يهمه الأمر، نحن عندنا أغلبية الحزب 3 نواب من أصل أربعة، و17 عضوا من أعضاء المكتب التنفيذي للحزب وهم أغلبية معنا، ولنا أغلبية في كافة لجان الحزب وفئاته السياسية.
السراج: ما تفسيرك لما قامت به بنت الشريف فهي تحظى الآن بحزب متكامل الأركان وبمكاتب منتخبة ولجان بعد مؤتمره الذي عقدته مؤخرا؟
ولد قيس: الحزب حزب الشباب ولن نتركه يختطف أبدا، وما اتفق عليه الشباب هو الذي يتمتع بالمصداقية، وبنت الشريف قامت عنوة بخطوات استباقية، وهروب إلى الأمام بدون النظر إلى الخلف ولا تهتم للتوافق ولا للصلح.
السراج:: هي أرادت التوافق معكم حسب تصريحاتها؟
ولد قيس: ذلك كلام الإعلام هنالك موقع على الأقل من جانبها ويدعمها في كافة الأمور (ز.ش) هي المهم عندها أن تكون رئيسة الحزب وكل ما سيبقيها في الرئاسة ستقدم على فعله.
السراج: لمذا لم تشاركوا معها في المؤتمر لترو كيف ستجري الأمور قبل الانشقاق عنها؟ ألم تتسرعوا في اتهامها؟
ولد قيس: هي أجرت تعديلات في خطة الحزب لما يضمن إجراء مؤتمر تنتخب فيه رئيسة لمؤمورية جديدة، وقامت من خلال جهات وازنة في وزارة العدل ومن خلال مقربين بالعمل لصالح ملف الاستئناف الاستعجالي ضد حكم توقيف حملة الانتساب التي عينت عليها مندوبين من مقربين منها اجتماعيا وعائليا، وقامت بمسرحية لم تصل مدتها الزمنية إلى أسبوعين ليحضروا لوائح لأسماء يعتبرون أنها متمخضة عن حملة انتساب تخيلية لم تجر في الواقع.
السراج: ما هي خطوتكم اللاحقة خصوصا أننا سمعنا بقرار من وزارة الداخلية يعتبر بنت الشريف هي صاحبة المصداقية؟
ولد قيس: لم نسمع أبدا بهذا القرار، والجناح الذي أقوده مستعد كما سبق وقلت للحوار، ويعتبر أن المؤتمر غير شرعي، لأن حملة الانتساب لم تجر بعد، وما حصل لا يعدو كونه مسرحية، إضافة إلى أن هناك حكما قضائيا صادرا لإيقافه، ولأن القضية لم يبت فيها بعد، وهي أرادت وضعنا أمام الأمر الواقع ونحن ذهبنا أيضا إلى نفس الاتجاه.
السراج: ما رأيكم في التشرذم الذي نراه وقد آل إليه الحزب بوجود طرف ثالث؟
ولد قيس: ولد مولاي إشريف وقع لي على توكيل وأنني أمثله، وليس طرفا ثالثا بمعنى الكلمة فهو يوحد مجهوداته معنا، نحن في إطار مصالحة مع أطر جمدت بنت الشريف عضويتهم ويمثلونهم هؤلاء الذين هم في التيار الثالث أو الطرف الثالث.
السراج: هو أكيد أنه طرف ثالث في القضية لأنه نشر بيانا في عديد المنابر ينتقد فيه انتخاب بنت الشريف وتحت إسم إعادة تأسيس حزب الحراك الشبابي.
ولد قيس: هو من صفنا في النهاية وليس ضدنا ولكن حدث سوء تفاهم قليل والأمور ستجري في مجاريها قريبا.
السراج: ما هي الرسالة التي تريد إيصالها لبنت الشريف؟
ولد قيس: الرسالة التي أوجه لبنت الشريف أن الحزب ذاهب إلى الهاوية، وأن الحزب عميد أحزاب الشباب، وليس من الأحزاب التي تقبل الدكتاتورية في القرارات، وأن تحترم القضاء.
السراج: سؤال أخير هل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مع جناحكم أو ضدكم؟
ولد قيس: رئيس الجمهورية حيادي وهو رئيس لموريتانيا كلها.
السراج: شكرا لكم.
ولد قيس: العفو وشكرا لكم أنتم أيضا في السراج.