إعلام المواطن .. ينتصر لعمال اسنيم المضربين

موفد السراج (الزويرات) - من الملاحظ في أي نشاط في الآونة الأخيرة بمدينة ازويرات وخاصة منذ بداية إضراب عمال شركة "اسنيم" انتشار هائل لممتهني مهنة صحافة المواطن وهي المهنة التي لا يتقاضى صاحبها أية أتعاب من أية جهة وإنما تقف على أساس الإيمان بقضية والرغبة في التحدث عنها ونشر حقيقتها عبر المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي.

 

ولعل كثيرين من الصحفيين الموريتانيين مع انطلاقة إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" إنما كانوا يعتمدون بشكل مباشر على الأخبار التي يتداولها النشطاء العماليون والمدونون المواطنون على صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي إضافة إلى مناصري قضية العمال الذين وسعوا من مجال التضامن بشكل كبير لتصير موريتانيا كلها ميدانه.

 

 

وكانت فاتحة العهد الإعلامي النضالي العمالي افتتاح صفحة مسماة على فئة العمال العقدويين في الشركة "سي دي دي 2015" على موقع فيسبوك التي حصدت آلاف الإعجابات نتيجة لعملها الكبير في نشر مئات الصورعن الأنشطة المختلفة لعمال شركة اسنيم سواء في المهرجانات أو في المسيرات اليومية التي يبلغ عددها عشرة مسيرات، إضافة إلى تحميل عشرات مقاطع الفيديو تصف بالصوت والصورة كل ما يحدث في المدينة العمالية وسط هذا الحراك المطالب بالحقوق.

 

 

 

المرأة حاضرة

 

بين العديد من الرجال اللذين شكلوا صفوف العمال المضربين في مدينة ازويرات كانت هناك نسوة كثر شكلن صفوفا موازية  في النضال العمالي الذي لا يقل حضورا عن الرجال، ولكن قلة هم من أهتموا بجانب التغطية الإعلامية لهذا الحراك العمالي الأكبر منذ عقود في شمال موريتانيا.

 

 

السالكة بنت معطل كانت هي الوحيدة من سكان مدينة ازويرات التي أخذت على عاتقها منذ اليوم الأول التحدث عن أزمة عمال اسنيم ونشر آلبومات لجميع أنشطة العمال ومظاهر الاحتجاج عارضة مطالب العمال بقلمها وعدسة كامرتها ووجود الهاتفين بصوت جهور والمعبرين عن ظلم وقضية عادلة.

 

 

"لم يكن بمقدوري التصوير أمام المسيرة نظرا لعدم فهم العمال لمهمتي ولأنني أمرأة استنقاصا من قدرتي في نقل رسالتهم" - تقول بنت معطل – "ولكنني بعد أيام من انطلاق الإضراب استطعت أن أربط بهم علاقة ثقة خولتني لأن أكون جد متمكنة من الوصول إلى منصات أستطيع من خلالها التقاط أفضل الصور لنشرها على صفحتي الشخصية".

 

 

وأضافت بنت معطل التي تحدثت لموفد السراج إلى مدينة الزويرات "أنها استطاعت من خلال مجهودها الإعلامي والتدوين المتواصل أن تكسب الكثير الكثير من الأصدقاء الجدد والمتابعين لصفحتها من الذين يودون معرفة كل جديد عن قضية إضراب عمال شركة اسنيم".

 

إنحياز للقضية ..

كما كان من الملاحظ أمام مواكب المسيرات اليومية صباحا ومساء وقوف العديد من العمال وقد أشهروا عدسات كاميراتهم لتوثيق وأرشفة صور وأصوات زملائهم وهم يتقدمون باتجاه ساحة الاستقلال (مكان تجمهر العمال في المهرجانات) لينشروها فيما بعد على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي في عمل إعلامي منحاز للقضية وهدفه كشف مقدار نجاح الإضراب.

 

 

مئات الصور وعشرات مقاطع الفيديو التي ينشرها هؤلاء النشطاء العماليون الإعلاميون ساهمت في توفير مصادر موثوقة وميدانية داخل منطقة الحدث والتي يستغلها العديد من الصحفيين الذين لم يزوروا المدينة لتغطية مستجدات إضراب عمال اسنيم، وقد ساهم في ذلك توفر الهواتف الذكية ووجود شبكة الإنترنت فيها وانفتاح العديد من مواطني تلك المنطقة الشمالية من موريتانيا على التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال العصرية.

 

 

محمد عبد الرحمن أحد العمال في قطاع التنقيب والبحث الجيولوجي التابع للشركة استطاع من خلال معرفته بمعظم سكان المدينة أن يؤرشف كماغير قليل من الهدايا التي تم تقديمها إلى العمال دعما للإضراب من خلال الصور والتدوين بالكتابة، فكانت صفحته تاريخا للعمال وألبوما يحكي قصة الإضراب.

 

 

غير بعيد وأمام منصة المهرجان المسائي لا يمكن أن يفوت مشهد تحرك العامل كبير السن وهو يتحرك برشاقة يلتقط الصور ويسجل بالفيديو كل مداخلات العمال ومناديبهم وهم يتحدثون عن مستجدات الإضراب والاتصالات ويعبرون عن المبادرات القائمة لحل أزمة إضراب عمال الشركة التي لت بشكل شبه كامل العمل في منشئاتها.