لا تسيسوا النقد الأدبي/ الشيخ أحمد ولد البان

أربعاء, 2015/03/11 - 11:32

ـ شخصيا لا أرى من وجهة نظر النقد الأدبي المحض أي جمالية في أبيات الشاعر الكبير أحمود بن عبد القادر التي كتبها في عمال اسنيم، مثلها في ذلك مثل قصيدته التي كتب عن أحداث 68 المتعلقة بنفس الشركة وعمالها، أعني قصيدته(رسالة العجوز)، ولكن ذلك لا يضير الشاعر الكبير في شيء فقصائده الكثيرة الأخرى تعبر عن شاعرية فذة لا أظنها محل جدل ولا خلاف. ولو عمد إلى عصماء مرقصة لطاف أودية عبقر التي يعرف أزقتها وحواريها معرفة الخريت بفنون القول.
ـ أظن الأبيات (الخاطرة) تعبر عن طريقة في الأداء الشعري النضالي يعتمدها بن عبد القادر تقوم على البساطة والوضوح ومحاولة ربط المناضلين بالمفردات التي تمثل هتافاتهم، بغض النظر عن انتمائها للمعجم الشعري الرصين المعهود نظريا في الكتابة الشعرية، وهي طريقة له وجاهتها النضالية ومتكؤها النقدي.
فأناشيد الهتاف والنضال لا يصلح لها ـ نضاليا ـ إلا المباشرة والوضوح، لكن اعتبار نقدها فنيا من قبل متذوقين أو متخصصين إساءة للشاعر أو تجن على شاعرية أمر لا قيمة له ولا مكانة.
ـ الأبيات (الخاطرة) تأخذ قيمتها و"جماليتها الشعرية" من الظرف المناسب الذي قيلت فيه، ومن دلالتها الواضحة على الروح النضالية التي لم تخب ـ رغم السن وميدان الاهتمام الحالي ـ في جوانح الشاعر الذي ما تزال قصيدته السائرة ملتحمة بالجماهير معلقة عليها أمل التغيير (في الجماهير تكمن المعجزات).
ـ هي ظاهرة سلبية، أن ننقل خلافاتنا السياسية إلى الثقافة والفكر، فإن كان لابد، فاتركوا لنا النقد الأدبي..أرجوكم.