الاقتصاد الموريتاني يتضرر بسبب إضراب عمال اسنيم

أحد, 2015/03/08 - 19:21
من تجمهر عمال شركة اسنيم المضربين بمدينة ازويرات شمال موريتانيا (السراج)

موفد السراج (الزويرات) - اعتبر محللون موريتانيون أنه لو استمرت أزمة عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" في كل من مدينتي ازويرات ونواذيبو سيتعرض الاقتصاد الموريتاني لضرر كبير نتيجة الإضراب الذي ينذر بأزمة كبيرة قد تهدد مستقبل مدينة ازويرات إضافة إلى تهديد مستقبل الشركة.

 

 

إمكانية إفلاس البنوك

 

فمن خلال فقدان السوق المحلية لمدينة ازويرات دخل العمال المضربين والذي كان يوفر سيولة تسهل حركية السوق والمضاربات والصفقات، استحالت البنوك ـ نتيجة لذلك - إلى مجرد مؤسسات قروض، باختفاء جانب الإيداع الذي تعول عليه البنوك والمصارف بشكل كبير، وذلك قد يعرض المصارف للإفلاس نتيجة انعدام ودائع مقابل كثرة القروض متأخرة الدفع.

 

كما أن الأموال القادمة من ودائع العمال لدى البنوك كانت تساهم في تغطية العديد من مخالفات العمال المصرفيين إضافة إلى تغطية العديد من عمليات الفساد وقد ظهر ذلك جليا حين سحب العمال ودائعهم البنكية فظهرت نواقص على مستوى خزائن البنوك فتعرض اثنان من موظفي أحد البنوك إلى السجن.

 

 

فإذا تم اعتبار أن متوسط رواتب العمال المضربين في شركة اسنيم في ازويرات 300 ألف أوقية فإن إجمالي دخلهم 1.05 مليار أوقية مما يعتبر خسارة كبيرة لمقدار السيولة المالية التي كانت تحظى بها مدينة ازويرات وحدها للشهر، وما يترتب عليها من تحويلات لأغلب مدن وولايات الداخل الموريتاني.

 

 

نقص في مصادر تمويل الميزانية

 

إضافة إلى إمكانية خسارة الدخل المالي للميزانية الموريتانية بحوالي 65 مليون دولار شهريا والتي تعتبر ثمن الإنتاج المعدني من الحديد كل شهر من خلال استخراج متوسط مليون طن، لأن ثمن الطن الواحد 65 دولار في الأسواق العالمية.

 

 

كما يمكن أن تتعرض الشركة إلى عرقلة عمل لمدة شهر على الأقل من خلال قيامها بأعمال صيانة وإزاحة الرواسب بعد انتهاء الإضراب، مما سيكون له أثر كبير في تعثر عملها لانشغالها في تخليص المعدات من أطنان الرواسب والأوساخ، وإصلاح الأعطاب.

 

 

الاقتصاد المحلي أيضا كان يعتمد على مصدر دخل كبير يوفره سكان المدينة وخاصة أن أغلبهم يعمل في مناجم ومنشآت الشركة المعدنية الأكبر في موريتانيا والتي كانت السبب في تأسيس مدينة ازويرات وتثبيت سكانها.

 

تجار يتضررون

 

طالب التاجر محمد الأمين محمد محمود الرئيس الموريتاني للتدخل وحل أزمة عمال اسنيم بشكل سريع وعاجل مؤكدا تضررهم كتجار صغار، مؤكدا أن الإضراب أثر سلبا على محله وعلى تحويلاته المالية إلى أسرته في مدينة لعيون شرق موريتانيا، وأكد ولد محمد محمود أن العديد من سكان المدينة تعتمد عليهم آلاف الأسر في مختلف مدن وولايات الداخل.

 

فيعاني أصحاب المحلات التجارية من ضعف الإقبال نتيجة لعد تقاضي العمال المضربين لرواتبهم منذ شهرين مما سيرجع سلبا على تحويلاتهم المالية إلى ذويهم ويعرض أعمالهم إلى التناقص طريقا إلى الإفلاس نتيجة لارتفاع أسعار إيجار المحلات وغلاء البضائع.

 

 

توقف قطار اسنيم عن العمل والنقل بين مدينتي نواذيبو وازويرات عرض أيضا أصحاب المحلات إلى نضوب مصادر رزقهم ونفاد بضائعهم وقد كانوا يعتمدون على القطار في نقل مقتنياتهم وحاجيات تجارتهم اعتمادا كبيرا بنسبة 85% .

 

 

و كان هؤلاء التجار يستوردون بضائعهم من مدينة نواذيبو الساحلية والتي لا يربط بينهم معها سوى خط السكة الحديدية وخاصة ما يتعلق بمواد مثل الخضروات والدجاج والألبان والفواكه والمعلبات بمختلف أنواعها، إضافة إلى الماشية من أغنام التي تزود سوق اللحوم المحلي.