
من طريف المواقف وأنا في مطار بيروت قبل يومين مغادرا إلى اسطنبول.. حين نظر الشرطي في جواز سفري، وسأل زميلته ـ مختبرا ـ هل موريتانيا عربية أم أجنبية، ردت المسكينة بعفوية: "طبعا موريتانيا أجنبية.." ابتسم الضابط، وسألني ما رأيك، قلت "لست متخصصا في التاريخ ولا في الجغرافيا.. غير أن ما أعرفه بمنطق السياسية ولغة نشرات الأخبار اليومية، أن موريتانيا استضافت آخر قمة عربية في العام الماضي، وحاليا ترأس جامعة الدول العربية.. لكن ربما كان كل ذلك خطأ عربيا... ويبدو أن زميلته لم تفهم أو تستوعب، ونظرت إلى زميلها مستطلعة ردة فعله هل فهم شيئا من كلامي، وقالت، وهي ترفع حاجبها وكأنها تستفسر عن وجود علاقة بين حديثي وعروبة موريتانيا.. "لكن موريتانيا دولة أجنبية".. ثم نظرت في جواز سفري وقالت "..يعني جمهورية إسلامية وليست دولة عربية".
في تلك الأثناء حضر ضابط يبدو أنه المسؤول عنهما، فناوله الشرطي جواز سفري وسأله "هل موريتانيا عربية أم أجنبية".. بادر إلى مراجعة ورقة معلقة بجانب الشرطي بحثا عن اسم موريتانيا، لكن هذا الأخير قال ممازحا، نريد معلوماتك أنت، لا ما في الورقة، أخبرنا هل موريتانيا عربية أم لا، أدرك الضابط أنه أمام اختبار، فتفحص سحنتي، وجال بناظريه بين جواز السفر وقسمات وجهي، وقلب الجواز ذات اليمين وذات الشمال، بحثا عن جواب يشفع له أمام مرؤوسيه، ثم قال وهو يمسح ذقنه بيده.. "يعني.. هيك موريتانيا.. مرة احطوها عربية.. ومرة احطوها أجنبية".
محمد محمود أبو المعالي