واقع مأساوي للطالب الجامعي في موريتانيا "تقرير مصور"

اثنين, 2016/10/24 - 15:11

أعلن رسميا عن افتتاح العام الجامعي الجديد 2016 _ 2017 في الرابع من أكتوبر الجاري، وبدأت أغلب كليات "جامعة انواكشوط العصرية" إجراءات التسجيل منذ ذلك الحين.

كليات الجامعة الأربع تظل متفاوتة بالطبع، حيث بدأت كلية الطب الدراسة بشكل مستمر ورسمي منذ أسبوعين، بينما لا تزال إجراءات التسجيل في كلية الآداب والعلوم الإنسانية وكلية العلوم والتقنيات على أشدها.

في كليتي الآداب والعلوم، كان متوقعا أن تبدأ الدراسة بشكل فعلي اليوم الاثنين، وقد شهدت الكليتان بعض الحصص إلا أن أجواء التسجيل تطغى على المشهد.

 

الإعداد ليوم التسجيل

يعد الطالب الجامعي ساعات الليل في انتظار سدسه الأخير، وذلك من أجل رحلة لن تكون سهلة وقد لا تكلل بالنجاح، حيث يغادر أغلب الطلاب ابتداء من الثالثة ليلا منازلهم بغية الحصول على مقعد متقدم في طوابير "يوم التسجيل"، وغالبا ما يقف النقل عائقا أمامهم لتتبدد جهودهم ويكون أحاسنهم حظوظا في اللائحة الأولى التي تضم 75 شخصا من الرجال توازيها أخرى بذات العدد من النساء، لتقف اللائحتان في انتظار خزنة يوم التسجيل، وما يسمح لهم به الوقت.

في الغالب تكتمل اللائحة الأولى دون السابقين الأولين الآتين قبل حافلات "شركة النقل العمومي"، أما أولئك الذين يقطنون أطراف المدينة ولا حيلة لهم إلى التنقل قبل الوقت فمأواهم اللائحة الثانية والثالثة، تانك اللائحتان اللتان تنتظران اكتمال تسجيل جميع الطلاب في الأولى التي نادرا ما تكتمل قبل الساعة الثانية حيث انتهاء وقت الدوام.

 

شح وسائل النقل إلى يوم التسجيل

تتفاوت الكليات في هذا الوضع الذي يكتنف التسجيل وإن كان الفرق ضئيلا، لكنها تجتمع في شح وسائل النقل، ويبقى طلاب كلية الآداب الأكثر رفعا للشكوى من هذا الوضع، حيث سيمر الطلاب الذين يقدرون بالآلاف من ذات الشباك _الذي لا تسجيل قبله_ لدفع رسوم التسجيل، وهو ما يمنح الكلية الصدارة في عدد المتذمرين بامتياز.

في هذا الصباح حيث كان موقع السراج يستطلع من الميدان واقع هؤلاء الطلاب ويتقصى الحقائق، روى لنا أحد الطلاب القادمين في ساعات الليل الأخيرة أنه كان رفقة زميل له، حين جمعتهما الرحلة في سيارة محسن حملهما إلى المنعرج المتجه إلى مباني المركب الجامعي الجديد (قرب مركز البث الإذاعي والتلفزي) وودعهما هناك، وبينما كانا ينتظران سيارة تقلهما إلى الجامعة في لحظة تردد بين الانتظار وبين إكمال بقية الرحلة على الأرجل (عدة كلمترات) إذ أقبل عليهم الثالث فسألهما: من أي الكليات أنتما؟ قالا: من كلية الآداب، فأجاب بالعامية: "ذوك نحن اكبال ذ الوقت ما يمشي فيه ماه نحن".

ويبقى بطء عملية التسجيل سببا رئيسيا في هذا الجزء من معاناة النقل حيث يكافح هؤلاء في ساعات الليل الأخيرة من أجل حظ أوفر في التسجيل دون توفير نقل لهم من ناحية ودون التسريع من وتيرة التسجيل، ليبقى شح وسائل النقل في هذه الظروف العنوان الأبرز.

 

يوميات انتظار ودراسة في رحم الغيب

"لطلاب جامعة انواكشوط العصرية يوميات تستحق أن تدون في المذكرات الشخصية انتظارا لوصول الطابور في التسجيل وترقبا لدراسة ما تزال في رحم الغيب لا يعلم هل تتأخر أم تتعجل ولا المسؤول عنها بأعلم من السائل، وحدهم الدكاترة والأساتذة من يعلم متى تبدأ" يعلق أحد الطلاب.

يمضي الطلاب أوقات انتظارهم في التجول بين قاعات ومدرجات الدراسة وبين المباني الإدارية والقهاوي، وبعد أن يسيح الطالب ما شِيء له أن يسيح بين هذه المُتاحات على قلتها، يتلقى إحدى الإجابتين: "الطابور لم يبلغك"، "فلان (الأستاذ) لم يحضر"، أما المحظوظون الذين حازوا شرف اللائحة الأولى فلن يفرطوا في أماكنهم رغم البطء الشديد في سير العملية.

ويرى الإداريون في الجامعة العصرية أن إجراءات التسجيل تسير بشكل جيد، ويحمل آخرون الطلاب المسؤولية عن البطء نتيجة لتأخرهم حيث أن التسجيل بدأ منذ بداية الشهر، وأما الجواب عن موعد بدء الدراسة فيكون بأنه "سيكون هذا الأسبوع أو الأسبوع القادم".

حافلات شركة النقل العمومي.. وتتجدد المعاناة

تجددت معاناة الطلاب هذه السنة من بطء حافلات "شركة النقل العمومي" من ناحية وندرتها من ناحية أخرى، حيث تكررت في هذه السنة ظاهرة الاكتظاظ داخل الحافلات، والتأخر في انطلاقتها وبقاء الطلاب دون أن يجدوا لأنفسهم موطئ قدم داخلها على علاتها، ليبقوا بين خيارين أحلاهما مر: حيرة غير مضمونة النتائج في انتظار الحافلات، أو الركوب في باص _إن وجد_ إلى وجهة غير الوجهة المقصودة وطلب سيارة أجرة بعد ذلك.

وتسود الطلاب أجواء احتقان متفاقمة وتذمر من وضعية النقل الحالي، متوقعين الانفجار في أي وقت إذا لم تطرأ تحسينات على وضعيته العامة وتوضع حلول جذرية له، خصوصا أن أعداد الطلاب المتوجهين إلى الجامعة لم تبلغ ذروتها نظرا لعدم بدء الدراسة بشكل فعلي.