مع الجنرال في القصر: الحقوق بالعضلات / أحمدو الوديعة

جمعة, 2016/10/21 - 10:54
الكاتب الصحفي أحمدو الوديعة

كان ذلك في منتصف العام 2011 حين كانت عروش الطغيان تتهاوي، وافقت الرئاسة بعد رفض دام سنة كاملة على استقبال مكتب تجمع الصحافة الخاصة في موريتانيا ( كان الرفض بسبب وجود شخصيات غير مرغوب فيها لدى سيد القصر. )
وصلنا للمكتب الرئاسي وبدأ اللقاء وكانت كلمة المكتب مع الرئيس سي ممدو فشرع يطرح مشكلات الحقل واستهلها بمشكل الولوج لمصادر الأخبار، استوقفه الرئيس طالبا شرح مصطلح الولوج لمصادر الأخبار( كان واضحا أنه يسمع الكلمة لأول مرة ) شرح الزميل سي المقصود بالولوج لمصادر الأخبار هنا قاطعه الرئيس قائلا(... اه..فهمتك ليس الأمر كما تريدون، تعتقدون أننا سنوفر لكم المعلومات،..لا لا.. إذا استطعتم بوسائلكم- وأشار الى ." عظلت زندو العسري" الحصول على المعلومات بامكانكم نشرها وإلا فلا... )
بصعوبة تحكمت في عضلات الضحك،وأظن أن عددا من الزملاء الحاضرين شاطروني نفس الحالة.
بالعضلات إذا تنال الحقوق بما فيها الحق في الولوج لمصادر الأخبار ومن باب أولى الولوج لبوابات القصر، وهذا النص هو ما أعاد الرئيس التأكيد عليه البارحة حين تبجح بسيرته الانقلابية وأعلن أن بامكانه أن يستعيدها في أية لحظة.
الدرس الجنرالي واضح جلي يقول لكم أيها السادة المعارضون الديمقراطيون الحقوقييون.... عضلاتكم عضلااااااتكم إن كانت لكم رغبة جدية في نيل الحقوق.
في هذه- وهي حالة نادرة الوقوع- تناص الجنرال مع الشاعر 
وما نيل المطالب بالتمني...ولكن تأخذ الدنيا غلابا.