القمة العربية بين ثنائية التحدي والأمل

ثلاثاء, 2016/05/24 - 00:05
الولي ولد سيدي هيبه

موريتانيا عضو كامل وهام في جامعة الدول العربية، فهي إلى جانب موقعها الاستراتيجي على الخارطة العربية عموما والمغرب العربي وفضائه المحاذي خصوصا فإنها من الناحية الحضارية تتميز بدورها التاريخي في نشر الإسلام ولغته في منطقة غرب إفريقيا حتى كان الحرف العربي أداة كتابة لغات الشعوب ونشر وتثمين ثقافتها بعدما اعتنقت الإسلام واستوعبت الحضارة العربية وعطاءها الثقافي والفكري والعلمي. ولو لم تكن قد نظمت من قبل موريتانيا قمة عربية على ترابها فليس ذلك من عجز أو قصور إن همت بقدر ما هو استنكاف في الصميم عن حدة الخلافات بين بعض الدول وانقسامها في واقع أحوالها بين مفاهيم أيديلوجية متعارضة وصراعات الزعامات القطرية والإقليمية، وقد ظلت موريتانيا بذلك على الخط الهادئ بينها تحضر مآدب الانسجام والتآلف والتناغم تدعمها وتوفق ما استطاعت إلى ذلك سبيلا ثم تنأى بنفسها عن المواقف المتحيزة في الطرح، الحادة في التعبير، الحارة في التناول وكذا عن الاصطفاف المعلن الذي يشق الصف ويزيد الهوة اتساعا.

ومهما يكن فإن موريتانيا المستقلة منذ أكثر من نصف قرن باتت متمرسة ـ ولو بتواضع يغيب شيئا ما ذلك ـ في تنظيم المؤتمرات والجلسات وعقد القمم السياسية الهامة إقليمية ومغاربية والعلمية والبحثية والأمنية والدينية ذات للعديد طابع دولي وقد عالجت موضوعات كثيرة واهتمت بدراستها بالغة الأهمية متنوعة المرامي ألقت الضوء عليها وعرضت وجهات النظر حولها وتوصلت في ختام العديد منها إلى حلول وتوصيات وقرارات هامة حملت كلها اسم نواكشوط. وهي الاجتماعات والمؤتمرات والقمم التي يشيد بها المشاركون من كل المستويات ولا يسجلون عنها ملاحظات حول التنظيم أو الأداء أو التفاعل أو بشأن التغطية الإعلامية والنتائج والإفرازات بالأشكال والأنماط والنماذج المتعارف عليها والمعهودة.

وفيما يهول، من تثبيط حاد للهمم، الكثيرون في هذه الأيام بحسابات سياسية مغرضة وتقرظ، من إملاق شديد بعض أطرافٌ أخرى سياسية وجهات انتهازية نفعية متعددة هي أيضا أمرَ انعقاد القمة العربية في نواكشوط، فإن نجاح تنظيمها لا يحتاج في واقع الحال إلا إلى أمرين لا ثالث لهما:

·        إحكام الأمن،

·        وحسن ضيافة الوفود بتأمين المسكن اللائق وانسيابية المواصلات الكاملة.

وأما ما يتعلق بجدول الأعمال وما يتضمنه من ملفات وقضايا مطروحة للبحث فذاك شأن الوفود جملة وتفصيلا وهي من سيسعى خلال المناقشات والمداولات والمحادثات إلى التقاطعات في المواقف الكفيلة بضمان حصول التوافق والخروج بمواقف مشتركة تخدم الهم العربي المشترك وتوطد الوحدة واللحمة وجعل القمة بذلك محطة مفصلية للمناقشة المستفيضة للقضايا العربية الاستراتيجية ولتقييم وتنفيذ القرارات التي تعود بالنفع على الأمة العربية في منعرج حساس واستثنائي من تاريخها.

وكل ما سوى هذا من التحليل والتنظير والاقتراحات والتوجيهات والقراءات في حيثيات الانعقاد و المحتوى و النتائج والتوصيات إنما يدخل فقط في إطار تعمير الوقت الفاصل عن القمة وعرض خدمات افتراضية في أمر محسوم سلفا، علما بأن الحكومة لا بد أنها بل و لاشك أخذت بعين الاعتبار ضرورة الإعداد الجيد للقمة، وأنها تتشاور باستمرار مع الدول المشاركة في كل مسائل وحيثيات انعقادها آخذة بالاعتبار تجربة موريتانيا العريقة في حضور المؤتمرات الدولية والقارية والإقليمية من ناحية، وتراكم خبرة موفديها من كل الأجيال في جميع الأمور المتعلقة بوضع ترتيبات الإعداد و التخطيط والتنظيم نظريا وفنيا حتى برز منهم الموظفون السامون يزاولون و ينشطون في المنظمات الدولية بأعلى المناصب وأرقى المراتب وأجل و أسمى المهام.

ولإن الوقت المتبقي على انعقاد القمة محسوب فإنه يجب لضرورة الوفاء بتأمين مستلزمات الاستقبال وتحضير التنظيم أن يكرس من خلال الكف عن التنظير المستفيض لأمور محسومة والانكباب بنفس واحد على الإعداد الميداني والعملي على أرض الواقع حتى تكون العاصمة نواكشوط التي بدأت تلبس هيبة العواصم في الموعد الكبير وعلى قدر ثنائية رفع التحدي وتحقيق الأمل.

 

ومهما يكن فإن موريتانيا المستقلة منذ أكثر من نصف قرن باتت متمرسة ـ ولو بتواضع يغيب شيئا ما ذلك ـ في تنظيم المؤتمرات والجلسات وعقد القمم السياسية الهامة إقليمية ومغاربية والعلمية والبحثية والأمنية والدينية ذات للعديد طابع دولي وقد عالجت موضوعات كثيرة واهتمت بدراستها بالغة الأهمية متنوعة المرامي ألقت الضوء عليها وعرضت وجهات النظر حولها وتوصلت في ختام العديد منها إلى حلول وتوصيات وقرارات هامة حملت كلها اسم نواكشوط. وهي الاجتماعات والمؤتمرات والقمم التي يشيد بها المشاركون من كل المستويات ولا يسجلون عنها ملاحظات حول التنظيم أو الأداء أو التفاعل أو بشأن التغطية الإعلامية والنتائج والإفرازات بالأشكال والأنماط والنماذج المتعارف عليها والمعهودة.

وفيما يهول، من تثبيط حاد للهمم، الكثيرون في هذه الأيام بحسابات سياسية مغرضة وتقرظ، من إملاق شديد بعض أطرافٌ أخرى سياسية وجهات انتهازية نفعية متعددة هي أيضا أمرَ انعقاد القمة العربية في نواكشوط، فإن نجاح تنظيمها لا يحتاج في واقع الحال إلا إلى أمرين لا ثالث لهما:

·        إحكام الأمن،

·        وحسن ضيافة الوفود بتأمين المسكن اللائق وانسيابية المواصلات الكاملة.

وأما ما يتعلق بجدول الأعمال وما يتضمنه من ملفات وقضايا مطروحة للبحث فذاك شأن الوفود جملة وتفصيلا وهي من سيسعى خلال المناقشات والمداولات والمحادثات إلى التقاطعات في المواقف الكفيلة بضمان حصول التوافق والخروج بمواقف مشتركة تخدم الهم العربي المشترك وتوطد الوحدة واللحمة وجعل القمة بذلك محطة مفصلية للمناقشة المستفيضة للقضايا العربية الاستراتيجية ولتقييم وتنفيذ القرارات التي تعود بالنفع على الأمة العربية في منعرج حساس واستثنائي من تاريخها.

وكل ما سوى هذا من التحليل والتنظير والاقتراحات والتوجيهات والقراءات في حيثيات الانعقاد و المحتوى و النتائج والتوصيات إنما يدخل فقط في إطار تعمير الوقت الفاصل عن القمة وعرض خدمات افتراضية في أمر محسوم سلفا، علما بأن الحكومة لا بد أنها بل و لاشك أخذت بعين الاعتبار ضرورة الإعداد الجيد للقمة، وأنها تتشاور باستمرار مع الدول المشاركة في كل مسائل وحيثيات انعقادها آخذة بالاعتبار تجربة موريتانيا العريقة في حضور المؤتمرات الدولية والقارية والإقليمية من ناحية، وتراكم خبرة موفديها من كل الأجيال في جميع الأمور المتعلقة بوضع ترتيبات الإعداد و التخطيط والتنظيم نظريا وفنيا حتى برز منهم الموظفون السامون يزاولون و ينشطون في المنظمات الدولية بأعلى المناصب وأرقى المراتب وأجل و أسمى المهام.

ولإن الوقت المتبقي على انعقاد القمة محسوب فإنه يجب لضرورة الوفاء بتأمين مستلزمات الاستقبال وتحضير التنظيم أن يكرس من خلال الكف عن التنظير المستفيض لأمور محسومة والانكباب بنفس واحد على الإعداد الميداني والعملي على أرض الواقع حتى تكون العاصمة نواكشوط التي بدأت تلبس هيبة العواصم في الموعد الكبير وعلى قدر ثنائية رفع التحدي وتحقيق الأمل.