هل ستكون لنا ثورة على الإحتقار؟

اثنين, 2016/05/23 - 15:57
السيناتور محمد ولدغدة

يقول د. يوسف زيدان في مقاله الرائع :" الثورةُ على الاحتقار " ( ان المجتمع كله يمكن ان يغرق فى البنية الاحتقارية، التى يتم فيها التخلّص من وطأة الاحتقار بالاحتقار، ومن مرارة الشعور بالاحتقار الذاتى بتحقير الآخرين) . منذ أيامه الأولى سلك محمد لد عبد العزيز منهج الإحتقار وهو أسلوب فرعوني قديم يقوم على احتقار الحاشية والإستخفاف بها حتى تطيع وهي صاغرة. قال تعالى "واستخف قومه فأطاعوه" صدق الله العظيم

. بدأ ولد عبد العزيز مشواره الإحتقاري برموز المجتمع ووجهائه ومسنيه فأستخف بهم كل انواع الإستخفاف ، فصار لا يكلف نفسه حتى النظر إلى وجوههم اثناء المصافحة . وقبل القوم الإهانة خوفا او طمعا او ربما معا !! وجاء الدور على رجال المال والأعمال فأهانهم في المخافر واودعهم السجون دون مبرر قانوني ، وجفف المنابع حيث أراد و "لأن رأس المال جبان" كما يقال ، فقد كان له منهم ما أراد ، إلا من رحم ربك وهو العزيز الرحيم . ويختلف الأمر بالنسبة للوزراء فهو يحتقرهم سرا في قرارة نفسه وعلانية أمام الناس فالجميع يرى كيف يصافحهم امام العدسات ويعرف كيف يتحدث عنهم بين جلسائه ، كلما ازدادوا تملقا له أزداد احتقارا. غير ان آخر موجات الإحتقار وأقواها وقعا وأشدها أثرا تلك التي جمعت بين خام الإحتقار وتكريره وباغتت السادة الشيوخ في محورين : محور أصلي جاء من سيد الإحتقار فاستخدم عبارة القضاء على المجلس بدل الإستغناء عنه ووصفه بعدم النفعية والتعطيل مع ان التعطيل محمود في العمل البرلماني والممارسة الديمقراطية ؛ ومحور فرعي متمثل في الشراح من الوزراء الذين يعانون من تسلل الاحتقار الذاتى إلى نفوسهم ، ويحتاجون إلى دفعه بعيداً عنهم، من خلال إهانة الشيوخ واحتقارهم فاستفاضوا في ذلك نكاية وتنفيسا ٠ لكن ما فاجأ الرئيس وحاشيته هو الإنتفاضة الباسلة التي قام بها أعضاء المجلس الذين ربما حسب الجميع أنهم المكان المناسب لتطبيق " البنية الإحتقارية" وانتشارها . فهل نحن أمام ثورة إستثنائية على الإحتقار؟!