انهضْ أَبَا التحريرِ ...

أحد, 2016/03/20 - 09:46
الشيخ ولد بلعمش

كاد اضطرابُ الموجِ يَحرِفُ مِقْوَدي** دافعتُه صبراً وكنتُ بِمُفْردِي

أبحرتُ والألق البعيدُ يصيحُ بِي ** أسرِعْ وأومَأت النجوم إِلى غَدِي

مَا بيْنَ رَيْحانِ السِّنينِ وجَمْرِهِا     ** طافتْ بِيَ الخُطُواتُ حولَ الفَرقَدِ   

حبرُ القصيدةِ ما يزالُ عَلى فَمِي ** والمشعلُ الوضّاءُ يَخفِقُ فِي يَدِي

هذا الثَّرى منْ مُفرداتِ قَضيَّتِي ** هذا اللثامُ وِشاحُ قلبٍ مُجهَدِ 

عانقتُ أودِيَة الجياعِ بِسُنْبُلِي      ** وملأتُ بالأشواكِ دربَ المُعتَدِي

ذكرى القوافلِ منْ مدادِ خريطتِي ** والريحُ عاتِيَةً مثالُ تَمرُّدِي

 وتُرشُّ هامات الشعوبِ بثورتِي ** ويطيبُ فِي حضنِ الأمومةِ مَرقَدِي

انهضْ أَبَا التحريرِ صنوَ أسودِه ** لا تبتعدْ عنَّا ولستَ بِمُبْعدِ 

 أَتُرى مللتَ الهادئينَ تقيَّةً ** أمْ أنَّ (بُوياكِي) اصطفاكَ بِمَوْعدِ؟ !

حدِّثْ بني الأوطانِ عنْ وَمَضاتِها ** حُلماً وعنْ شَرَفِ الخُلودِ الأمْجَدِ

ما كانَ أشرفَ (لاَ) وأَصعبَ قولَها! ** للهِ درُّكَ منْ شُجاعٍ سَيِّدِ

انهضْ فهذا الليلُ يُبْرِمُ كيْدهُ ** ولَنَا الأعادِي قاعدونَ بمرصَدِ

قُلْ للمواجعِ والظنونِ توقَّفِي ** قُلْ للسواعدِ والقلوبِ توحَّدِي

حدِّثْ عنِ (القهر الحضاري) وافدًا ** واضربْ لهُ مَثَلاً يَعيهِ المُهتَدِي

وَ أَسِلْ دموعَ الشوقِ ‘' كافاً'' راقِيًا ** عندَ الحنينِ إلى الديارِ وَ أَنْشِدِ

عَطِّرْ بروحِ الوعيِ كُلَّ صحيفةٍ ** حرِّضْ على العصيانِ كُلَّ مُقيَّدِ

فَبِمَا رحمتَ عليكَ رحمةُ ربِّنا  ** بُوِّئْتَ فِي الفردوسِ أشرفَ مقعدِ      

الشيخ ولد بلعمش