المؤرخ والشيخ محفوظ ولد لبات في ذمة الله

ثلاثاء, 2016/01/12 - 13:45

بقلم: الأستاذ/ أحمد أبو المعالى 

حملت الساعات الأولى من فجر اليوم نعيا يذهل العقول ويدمي العيون لقد تحدث الناعون عن وفاة الأستاذ والمؤرخ والشيخ الفاضل أحمد محفوظ ولد لبات رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته لقد كان رحمه الله مخلصا لأرض موريتانيا وشعبها رغم أنه ولد وتربى خارجها.
لكن حبه الأصيل والفطري لهذه الأرض ولهذا الشعب جعله يتنازل عن كل شيء و يلتحق بالوطن باكورة الاستقلال ليضع بصمته في نشأة الدولة الموريتانية ..
ولم يخبو أوار الوطنية في مشاعره وعواطفه لحظة حتى ودع الدنيا.
صراحة هو من الذين لم نعطهم حقهم ولم تعطهم الجهات المسؤولة ما يستحقون..
اقترحت على أخي وصديقي وزميلي الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله أن يستضيفه في الصفحة الأخيرة ..وربما اقترح ذلك غيري لقد كانت تلك الحلقات الرائعة التي تابعها الجميع وتلقفها الجميع بصدر رحب آية في دقة التفاصيل وحجة دامغة في التأريخ لنشأة الدولة.. يحدث عن التفاصيل الجزئية.
حديث الصادق المحقق وأضاف إلى ذلك حديثه عن الأسر والشخصيات الشنقيطية الموجودة في السودان.
سمع فيها الكثيرون أنباء عن أهليهم وأحبتهم بعد هجران طويل لقد كان رحمه الله آية في التواضع والبساطة لا تعرف للرجل خصومة أو شحناء فهو صاحب قلب كنقاء الثلج يحترم الجميع ويوقر الجميع ويبجل الجميع ويستمع للجميع ويتحدث مع الجميع.
تحس في حديثه نبرة ألأبوة الحنونة والأخوة الصادقة. يعامل الجميع بأدب جم ووقار وحشمة ويحدثهم بلباقته المعروفة وأريحيته المشهودة .
والبشاشة لا تفارق محياه الطيب .وحين تستمع إليه تحس أنك أمام شخص متميز واستثنائي..
بوفاته خسرنا شخصا ينشد لسان أضاعوني وأي فتى اضاعوا 

رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.