ولْ أهل داوود (قراءة في سيرة الخبير الدولي لمكافحة الإرهاب)

ثلاثاء, 2015/12/22 - 07:31

في سيرته الرسمية، وفي خانة الشهادات لا يوجد شيء خارج "النسق المحظري" حيث تبدأ المؤهلات العلمية لوزير الشؤون الإسلامية بسند في روايتيْ ورش وقالون عن نافع وتنتهي بالمتريز في الفقه الإسلامي. ولا شيء يستوجب التعليق.
لكنَّ مؤهلا آخر يصرُّ على اقتحام القائمة ليتربع على عرش المؤهلات قد يفتح باب السؤال. هذا المؤهل هو (شهادة الكفاءة من المركز ميريدين (meridian) التابع لوزارة الخارجية الأمريكية)!

ورغم غموض المؤهل الذي لم يجد تفسيرا في السيرة المنشورة، عكسَ ما سبقه من مؤهلات ، فإن الوزير أصرَّ على جعله شهادة رسمية، ولم يدرجه في خانة التدريب والتكوين، حيث تقول القراءة البنيوية لسيرة الوزير الشاب(من مواليد الثمانينات) ذي الثقافة المحظرية إن أهمَّ مؤهل علمي حصل عليه هو هذه الكفاءة الغامضة!

تعزيز الكفاءة!

ولئن شكت هذه الكفاءة من عزلة في سياق ما سبقها من تكوين، فإن فكرة تعزيزها بتكوين إضافي تبدو واردة وملحة، وهو ما تمَّ فعلا! إذ تطالعنا سيرة الوزير في خانة اللغات والتكوينات ببعض المعطيات المهمة في فهم مسيرة الرجل وأدواره اللاحقة! 
حيث تلقى تكوينا مركزا من خلال:
- المشاركة في (العديد من المؤتمرات الدولية التي تقيمها الأمم المتحدة) هكذا بالنص: إجمالا وإطلاقا وتجاوزا لأي توضيحات تتعلق بالأزمان والأمكنة، والموضوعات، وهو ما يعزز الغموض الذي خلفته شهادة (meridian) الأمريكية!

-المشاركة في مؤتمر إقامة المركز الخاص بالسياسات المتعلقة بمكافحة الإرهاب والجريمة والعدل (مركز اليونكري) في إيطاليا حول مكافحة الإرهاب.

-حضور مؤتمر إقامة المركز الدولي لمكافحة الإرهاب التابع لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي المعروف ب ICCT إلخ...
وأخيرا: (وقع عليه الاختيار من طرف المركز الدولي لمكافحة الإرهاب التابع لمحكمة الجنايات الدولية (لاهاي) بإيطاليا خبيرا دوليا لمكافحة الإرهاب من بين الكثير من الخبراء) تقول سيرة الوزير بالنص!

وهذا يكفينا من سيرة الرجل، فقد فهمنا منه الكثير، لكن ما لم نكن فهمناه من قبل أن وزارة الشؤون الإسلامية بحاجة إلى خبير دولي لمكافحة الإرهاب، وأنَّ المحاظر يجب أن يختار للإشراف على تأميمها وزير مخضرم، تبدأ مؤهلاته بإجازة في روايتي ورش وقالون، وتنتهي بكفاءة الخارجية الأمريكية!

والله غالب على أمره.

سيد محمود ولد الصغير