
بقلم / أحمد يحى المبارك.
في مقال سابق تناولت موضوع التربية، وكيف نفهمها في إطارها الإسلامي، وهذه المعالجة تدخل في نفس الإطار لكنها تعنى بتوضيح مسؤولية المدرس ودوره معلما كان أو أستاذا نظرا لأهمية دور المدرس في العملية التربوية ومسؤوليته المحورية وأثره الكبير فيها.
الجميع متفقون على أهمية دور المدرس خاصة بعد زوال الفكرة التي كانت سائدة عن الدور التقليدي له في جمع المعلومات وتلقينه للطلاب، فدور المدرس المدرس أصبح أكثر أهمية أكثر من أي وقت مضى خاصة مع ثورة المعلومات وسرعة انتشارها وكذلك التطور الهائل في وسائل التعليم وارتباطها بالتقنيات الحديثة كل ذلك ألقى على المدرس مسؤوليات جسام عليه أن يتعامل معها ويستوعبها.
إن دور المدرس انتقل من التلقين السلبي إإلى دور أكبر فاعلية وأكثر أهمية، فإن من أهم واجبات المدرس أن (يعلم الطالب كيف يتعلم وكيف يحل جميع مشكلاته) فاخر عقل – علم النفس التربوي، ص:10، بحيث يصبح الطال عنصرا فاعلا في مجتمعه واثقا من نفسه قادرا على اتخاذ القرار المناسب في الموقف والوقت المناسب، وهذا يتطلب من المدرس دافعية الطلاب نحو التعلم (لأن الدافع هو السبيل الوحيد الذي بدونه لا يحدث التعلم) إثر جنس-علم النفس التربوي، ص:18.
وأهم مسؤولية تقع على عاتق المدرس هي بناء النشئ البناء النفسي الاجتماعي السليم وهذا يتطلب منا تضافر الجهود وحد امكانيات بين جميع الفاعلين في العملية التربوية لأن هذا العمل لا يمكن أن يقوم به المدرس وحده.
هذا وإن العصر الجديد الذي نعيش فيه تجددت فيه مسؤوليات جديدة للمدرس لم تكن موجودة سابقا( وهذه المسؤوليات تتطلب من المدرس أن يكون منظما للتعليم والتعلم وليس ملقنا بل ميسرا لتعليم النمو المعرفي والوجداني) د/سعيد التل،وآخرين، المرجع في مبادئ التربية، ص: 669.
وفي ختام هذه المعالجة المتواضعة أنبه وأكرر أن هذه الأدوار والمسؤوليات لا يمكن أن يقوم بها المدرس وحده، ولا يمكن أن يقوم بها إلا مدرس جيد وموهوب وصاحب رسالة، ولذا فإعداد المدرسين واختيارهم يجب أن يخضع لعملية دقيقة ووفق معايير خاصة لاختبار من هو أهل لهذه المسؤولية الجسيمة التي عليها أن تعد لنا أجيالنا الصاعدة من بناة المستقبل.
كما أن على الجهات الوصية أن تشجع المدرس الكفؤ القائم بدوره على أكمل وجه بالترقية أو توفير الفرصة لإكمال دراساته العليا مثلا والعناية بأفراد أسرته على غرار ما قيم به مؤخرا من العناية أبناء قواتنا المسلحة ونحو ذلك، فالمدرس أولى من الجميع بأي تشجيع ورد اعتبار وإعطاءه المكانة اللائقة به.