قريبا سنجد أنفسنا إرهابيين

سبت, 2015/11/21 - 09:43
بقلم: إسماعيل ولد يعقوب ولد الشيخ سيديا

تشكل تحالف دولي من أكثر من عشر دول لضرب داعش في العراق وسوريا فانتشر فعل داعش في مصر وفرنسا وقويت شوكتها ؛ وسخرت فرنسا خيلها ورجلها ومجلس الأمن للجم التنظيمات التي تتسمى بالجهادية في مالي وتوقفت المواجهات لكن العمليات ازدادت نوعا وكيفا ضد المصالح الغربية؛ وماعملية فندق راديسون اليوم بمالي وتبني تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي بالاشتراك مع تنظيم المرابطون لها ببعيدة.

 

ترى ما الذي يجري في العالم الإسلامي ؟ بمشرقه ومغربه ؟ وهل هو أمر برم بليل في أقبية مخابرات غربية أو شرقية؟ وهل نتغابى في موريتانيا لدرجة أننا نظن أن الأمر مستبعد الوصول إلينا؟ وهل لفشل التنمية وغيابها في دول الساحل والصحراء والمشرق العربي دور في تفاقم الإرهاب فيها؟ لاشك أننا نصنع هؤلاء الإرهابيين بأيدينا ؛ بالتهميش وانعدام الآفاق والديمقراطية الصورية والفساد وغياب الحريات وانعدام الخطط النزيهة القابلة للاستمرار ؛ ونكتفي بخرجات متلفزة لتسجيل نقاط هنا وهناك.

 

إن مكافحة الإرهاب مقاربة تنموية ونفسية وتربوية واقتصادية قبل أن تكون أمنية وسياسية وعقائدية؛ وليست هناك دولة بمنأى عن آثاره المدمرة على جميع مناحى الحياة. لمشاريع الانتحاريين هؤلاء أسر ومجتمعات مسلمة انسلوا منها بدوافع مختلفة أهمها عقدي وسياسي؛ انعزاليون وحانقون على كل شيء في الغالب؛ لكن يجب أن نضع في الحسبان إنسانيتهم ودوافعهم ومآ الذي فعلت دولهم حتى يصلوا إلى ماوصلوا إليه؟ ومآ الذي فعلت دولهم حتى يعودوا إلى رشدهم؟ ليس نفاق الغرب واستبداده تحت عباءات مختلفة وفشل الدول الموبوءة بالإرهاب في لعب دورها كحاضنة وحامية لشبابها ؛ ومساهمة الغرب بل وتواطؤه في فشلها حماية لمصالحه لا حبا فيها؛ ليس كل ذلك ببعيد من صناعة الموت هذه.  

 

ولعل المسلمين الذين يقتلوون اليوم أنفسهم بأنفسهم ويقتلون غيرهم بدافع "إسلامي"؛ شهود على لعبة كبرى انتهزت "نقاط ضعفهم" مثل" نظرتهم المزعومة للمخالف" مهما كان؛ واستسهال القتل بحجة الردع واستنبات المصطلحات الفقهية السياسية في غير زمانها وغيرمكانها.  

 

ماذا لو تساءلنا قليلا عن السر في وجود هذا الحجم من القتل والتقتيل والخراب والتخريب والدمار والتدمير والنحر والانتحار والانفجار والتفجير والأخبار العاجلة والآجلة؛ فقط وفقط في مجالنا الجغرافي والثقافي والسياسي ؟ للحكام في منطقتنا أن يستوعبوا معنى أن تكون حاكما ومحكوما، وللشباب الذين اختاروا تلك الطريقة العنيفة في التعبير أن يفهموا أن إسلامهم ليس إسلامنا؛ وللغرب أن يخلص إلى أن ازدواجية خطاب حكوماته وأجهزة استخباراته مكشوفة.