التدين المجتزء !!!

خميس, 2015/11/05 - 14:49

                     المتأمل في واقع المسلمين اليوم يجد إقبالا كبيرا علي الدين والتدين، والدعوة إليه، لكن هناك ظاهرة للأسف تحز في النفس، وتجعل المرء يتحسر، تلكم الظاهرة هي ظاهرة التدين المجتزء ..
ونعني بها عدم تطبيق الدين في الواقع الحياتي شموليا للمتدين ..
ونوضح أكثر؛ هناك درجات متفاوتة في الاستقامة، وتعظيم الحرمة في جوانب الحياة لدي فئات من المتدينين بحيث نجد الواحد مثلا حريص علي دعوة الآخرين، لكنك تجده خليا من بر الوالدين أو صلة الرحم، أو عريا مما لا يسعه جهله من أحكام الشريعة العينية والكفائية في المجال محل اهتمامه، أو قائما بالاحتساب، لكنه سيئ الخلق عسر التعامل مع محيطه التفاعلي، وخاصة أهل بيته، أو يبدو حريصا علي النوافل من صلاة وصوم، لكنه ذو هشاشة في معاملاته المالية.
* وكثير من المتدينين يهتمون في الغالب بالأمور العينية من صلاة وصوم، لكنهم مقصرون في الواجبات الكفائية، كتبليغ الدين وبذل النصح مع أهليتهم لذلك مكانة وعلما، وهذا نوع من الشح المعنوي الخفي
الذي لا ينتبه له الكثيرون.
* كما أن من مظاهر ذلك أيضا في المجال الدعوي: اهتمام  بعض الدعاة  بفقه الأوامر والنواهي، وترك العناية بمسألة العلم به تعالي، وتعظيمه في النفس من خلال مطالعة ذلك في أسمائه وصفاته، ومشاهدة ذلك في الآفاق والأنفس.
* ضعف العزيمة ومحدودية  الجدية  والصبر، إذ كثيرا ما نشاهد انتكاسات خطيرة، وفتورا كبيرا من بعض المتدينين عن القيام والثبات علي نفس المستوي الذي وصلوا إليه علي مستوي التطبيق، نعوذ بالله من الكول بعد الحول .
* ارتباط مفهوم التدين لدي كثير من شباب المسلمين بالأعمال الظاهرة علي حساب أعمال القلوب
والعناية بأعمالها، مع ان القلب كما هو معلوم سيد الجوارح، وبصلاحه واستقامته تصلح وتستقيم الجوارح كلها.
* التعلق بالنتائج الدنيوية للأعمال الدينية التي يقوم بها المتدين، وعدم الاهتمام بالنتائج الأخروية  التي هي  المآل والمصير.
* وبالجملة فظاهرة تجزئة التدين والتعلق المجتزء من بعض جوانب الاستقامة داء عضال، لابد للخلاص منه من التشبث بالدين كله، وعدم أخذه عضينا، وعلينا أن نحذر أن نكون ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعضه عمليا من حيث لا يشعر نسأل الله السلامة.