2014 عام حوادث السير المأساوية بامتياز في موريتانيا

ثلاثاء, 2014/12/30 - 17:26

شهدت موريتانيا على امتداد العام 2014 أكثر موجة وفيات وإصابات بسبب حوادث السير الناجمة عن السرعة الفائقة لسائقي السيارات ولتقادم الطرق وخاصة السريعة والتي أودت بحياة المئات.

 

لكن الكثير من حوادث السير لا تجد طريقها إلى الاعلام ولا توجد إحصائيات دقيقة لوفيات حوادث السيارات، مما أدى إلى غياب النتائج الحقيقية وأعداد ضحايا هذه الحوادث التي تشكل أكبر عامل للوفاة في موريتانيا قبل الحروب والأمراض.

وعدد كبير من الناجين من ضحايا حوادث السير في موريتانيا يصاب بإصابات بليغة ومزمنة تؤدي في الغالب إلى إعاقات بدنية أوذهنية خطيرة تفقد الضحية إمكانية الحياة بشكل طبيعي ومواصلة بناء مستقبله، فهي لا تفرق بين رجل غني ولا فقير ولا بين امرأة ولا رجل، ولا بين طفل وشيخ كبير.

 

ومن خلال هذا التقرير نقوم برصد حوادث السير والأعداد التي خلفتها من ضحايا سواء أكانوا قتلى أو إصابات وجروح باعتمادنا على بعض ما نشره الإعلام الموريتاني المستقل في العام 2014.

 

وفي بداية العام وتحديدا في الـ 12 فبراير 2014 لقي 5 أشخاص مصرعهم في حادث سير  قبالة المحطة الرئيسية لمقاطعة الشامي الواقعة على بعد 230 كلم من العاصمة الاقتصادية نواذيبو.

 
وقال شاهد عيان للصحافة "إن الحادث الذي وقع إثر تصادم بين حافلة للنقل تابعة لشركة "سفر سعيد" وصهريج لنقل المياه تسبب في وفاة 5 أشخاص على الفور وإصابات بالركاب البالغ عددهم 14 شخصا .
 
واعتبرت ذات المصادر أن القتلى تم نقلهم في سيارة إسعاف إلى العاصمة الاقتصادية نواذيبو.

 

وكان مدير التوجيه الإسلامي بوزارة الشؤون الإسلامية الفقيه محمد عبد الله ولد المصطف يوم الخميس 19 يونيو 2014 على موعد مع المنية في حادث سير بالقرب من مدينة مقطع لحجار بولاية لبراكنه.

ونقلت مصادر إعلامية بولاية لبراكنه وسط موريتانيا " إن ولد المصطف كان يستقل سيارة من نوع مرسيدس 190 يقودها بنفسه وكان فى طريقه إلي الشرق الموريتاني رفقة زوجته وأبنائه الثلاثة".

 

وأضاف المصدر أن السيارة كانت تسير بسرعة مفرطة، عندما خرجت عن الطريق بالقرب من المدخل الغربي لمدينة مقطع لحجار، وقد حاول إعادتها إليه سريعا قبل أن تنقلب به.

وأضافت المصادر أن المدير فارق الحياة على الفور رفقة نجله وزوجته، بينما أصيبت زوجته وأبناؤه الآخرون بجروح وصفت بالمتوسطة.

 

وتوفي شخص واحد على الأقل وسقط عدة جرحى 24 سبتمبر 2014 في حادث سير ظهر اليوم بنواكشوط، حيث وصلت الجثة والجرحى إلى الحالات المستعجلة في مركز الاستطباب الوطني في نواكشوط.

 

ويبلغ عمر الضحية الذي توفي في الحادث حوالي 16 سنة، وقد أصيب معه اثنين من زملائه أثناء قيامهم بالاختبارات الفنية لإحدى السيارات التي كانوا يصلحونها في أحد المراكز الميكانيكية في نواكشوط.

 

ووجد أحد المصابين في حالة حرجة حيث وصل إلى المستشفى وهو في فاقد لوعيه، فيما يعاني الآخر من كسور في أطرافه.

 

وقد وصل الضحية والمصابين إلى المستشفى على متن سيارة للشرطة في تجمهر عدد من ذويهم أمام بوابة الحالات المستعجلة في انتظار معلومات عن الوضع لأقاربهم.

 

 

ولقي شخص واحد على الأقل مصرعه وأصيب آخرون بجروح يوم الخميس 9 أكتوبر 2014 في حادث سير شمال مدينة ألاك.

 

وقال مراسل الأخبار إن الحادث وقع بعد صلاة المغرب بعدما نزل ركاب إحدى السيارات لأداء الصلاة، قبل أن تصطدم بهم سيارة أخرى أثناء عودتهم إلى السيارة التي كانت تقلهم وهو ما أدى إلى انقلاب السيارة المصطدمة بهم.

 

وقد لقي أحد الركاب مصرعه على الفور بينما أصيب آخرون بجروح متفاوتة.

 

وشهدت ولاية لبراكنه خلال أيام عيد الأضحى ارتفاعا ملحوظا في معدلات حوادث السير حيث سقط قتلى وجرحى في حوادث سير هي الأكثر دموية منذ فترة وذلك في مناطق مختلفة من الولاية.

 

وبحسب مصادر رسمية فإن ثمانية حوادث سير سجلت بالولاية خلال فترة العيد، 8 أكتوبر 2014 أسفرت عن سقوط خمسة قتلى وعشرة جرحى أربعة منهم في حالة الخطر، في حين كانت السرعة المفرطة ونوم السائقين أثناء القيادة أبرز أسبابها.

 

وأضافت المصادر أن ثلاثة قتلى لقوا مصرعهم في تصادم سيارتين شرق مدينة بوكى، قبل العيد بيوم واحد، فيما سقط قتيلان آخران في حادث سير في منطقة العزلات جنوب ألاك عشية العيد وأدى إلى إصابة أشخاص بجروح متفاوتة.

 

كما سجلت حوادث سير في مناطق أخرى من الولاية خلال الفترة نفسها.

 

 

وأصيب أكثر من خمسة أشخاص في حادث سير 11 أكتوبر 2014  في قرية "الحضره" حوالي 60 كلم شرق مدينة العيون بالحوض الغربي، وذلك بعد انقلاب سيارة نقل عمومي من نوع "هيليكس" على طريق الأمل.

 

وقال مواطنون في اتصال بوكالة الأخبار، إن الجرحى امضوا أكثر من ساعة وهم ينزفون دون أن تصلهم سيارة إسعاف، وإن حالات بعضهم حرجة جدا.

 

وفي زوال اليوم الموالي الأحد 12 أكتوبر 2014 اصطدمت ثلاث سيارات نقل على الطريق الرابط بين بلدة "الدمبايه" القريبة من مَدينة تمبدغه، شرق موريتانيا، وتسبب الحادث في سقوط 22 شخصا من بين ركاب السيارات الثلاثة إصابة بعضهم بالغة دون تسجيل وفيات فورية في صفوفهم.

 

وجري نقل المصابين إلى مستشفى مدينة النعمة بإشراف من عمدة تمبدغه وعمدة بلدية حاسي امهادي.

 

فقد قال الدرك الوطني الموريتاني يوم الاثنين 20 أكتوبر 2014 إن شهر أكتوبر الجاري شهد 40 حادثا في موريتانيا أسفرت عن مقتل 27 شخصا وإصابة العشرات بجروح متفاوتة.

 

وطالبت قوات الدرك في تعميم نشر على الانترنت جميع السائقين في موريتانيا بتوخى الحذر والحيطة على الطرقات وتجنب  الإفراط في السرعة سبيلا لإنقاذ المزيد من الأرواح.

 

وكان الدرك الوطني الموريتاني قد دق ناقوس الخطر  شهر سبتمبر من العام 2014  بشأن الأرقام المخيفة لحوادث السير في البلاد والتي يقدر ضحاياها بأكثر من 3 آلاف قتيل سنويا.

 

بيان الدرك لم يوقف وتيرة الحوادث الخطيرة فقد توفي شخصان على الأقل وأصيب آخرون بجروح صباح الخميس 23 أكتوبر 2014  في حادث تصادم سيارتين 30 كلم غرب مدينة أبي تلميت.

 

وأكد سكان محليون " إن الحادث وقع بعد اصطدام ناقلة بنزيل مع سيارة صغيرة، مؤكدين أن اثنين من ركاب السيارة الصغيرة توفيا على الفور، فيما أصيب ركاب الشاحنة بجروح متفاوتة".

واعتبر مواطنون "إن حاوية البنزين التي كانت على متن الشاحنة أصيبت بأضرار مما تسبب في تدفق كميات كبيرة من البنزين على الشارع".

 

وكان الدرك الموريتاني قد أعلن قبل أيام أن شهر أكتوبر هو الأكثر دموية على الطرق، خصوصا طريق الأمل السريع، حيث أعلن الدرك  مقتل 27 شخصا على الأقل في حوادث سير خلال شهر أكتوبر بينما أصيب حوالي 40 شخصا بجروح في حوادث متفرقة أغلبها على طريق الأمل.

 

 

وأصيب ثمانية أشخاص بجروح متفاوتة في حادث سير وقع الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 عند المدخل الغربي لمدينة كوبني بولاية الحوض الغربي، إثر اصطدام سيارة نقل ذات دفع رباعي بباص صغير ينقل مواد البناء.

 

 

بينما توفي 6 أشخاص وأصيب سبعة بجروح في حادث سير آخر لكن كان أكثر رعبا قرب واد الناقه 17 ديسمبر 2014 ، بعدما صدمت شاحنة بباص صغير قادم من الحوض الغربي.

 

وقالت مصادر بشركة "الرائد" العاملة في مجال النقل " إن شاحنة كانت تسير بسرعة اصطدمت بسيارة من نوع "أبرادو"، ثم اصطدمت بباص تابع للشركة مخلفة ستة قتلي بينهم سائق الباص، وسبعة جرحي، بينما نجا شخص واحد من ركاب الباص".

 

وقال "إن الباص كان يحمل سبعة أشخاص من لعيون وثلاثة أشخاص من الطينطان وشخصين من كيفه"، بينما لم تتعرف الشركة علي شخصين آخرين حملهما السائق في الطريق الرابط بين نواكشوط وكيفه.

 

ولقد أدت الحوادث المتكررة وارتفاع أعداد الضحايا من القتلى والمصابين إلى تعبير عدد من الجهات الأمنية وإن بشكل متفاوت.

 

وقد وضعت الحكومة الموريتانية عقوبة جزافية على حوادث السير والتي تصل إلى 600.000 أوقية، وإلغاء عقوبة السجن عن الحوادث والمخالفات المرورية، الأمر الذي لم يخفف من أعداد الحوادث ولم يحث السائقين على اتخاذ المزيد من الحيطة.

 

وقد أدى إضراب عام كان قد نفذه سائقو الشاحنات الكبيرة في الـ 3 أكتوبر 2014 إحتجاجا على الضريبة إلى شل الحركة التجارية في ميناء نواكشوط، بعد امتناع السائقين عن شحن الحمولات من الميناء الذي يمون أسواق العاصمة بالبضائع.