الوجه الآخر لأحمد ولد عبد الله (انطباع شخصي)

سبت, 2015/09/05 - 14:07
بقلم: عبد الرحمن ولد بل

قبل نحو عامين وجدت نفسي دون سابق عهد أكتب على صفحتي شهادة تزكية لمسؤول إداري كان قد حزم أمتعته بعد أن استدعي لمهام خارج الولاية رغم أن علاقتي به لم تكن سالكة تماما بل كانت مليئة بمطبات دفعته ذات لمنعي من التصوير في ساحة مفتوحة قبل مغادرته بأسابيع معدودة.

 

تلك الشهادة تكررت خلال الأشهر اللاحقة مع مسؤول أمني كان هو الآخر قد أزمع على المغادرة مخلفا أثرا طيبا لم أستطع معه مجابهة الرغبة الجامحة في التزام الصمت نظرا لاستمرار تفاعلات الشهادة الأولى وإدراكا مني بأن الصقور في الإدارة والأمن والسياسة هم القاعدة وما عداهما يظل استثناءا ولكنه مع ذلك موجود! ورغم أن ما كتبته قد تقاصرت فيه قامات الكلام عن قول ما أريد إلا أن كثيرين أعابوه علي من باب التنزيه مشكورين وحاول آخرون وضعه في سياق يخدم تقولهم وأقاويلهم عني وعلي لا سامحهم الله.

 

وهنا قررت إشفاع الشهادتين السابقتين بشهادة ثالثة في حق الوزير أحمد ولد عبد الله الذي توثقت صلتي به خلال الفترة التي قضاها واليا للولاية ولم يكن ذلك أبدا نتيجة تخل عن مبدأ أو خيانة لمهنة أو مساومة على موقف، بل وظفت تلك العلاقة لصالح مهنتي وعملي حين أحرزت بواسطتها سبقا صحفيا في أكثر من مناسبة عبر تصريحات خصني بها في أوقات استثنائية لم يكن لديه فيها متسع للإعلام والإعلاميين.

 

فبحكم تلك الصلة وتلك العلاقة أستنتج ما خلاصته: لم يكن ولد عبد الله واليا مسكينا مستكينا يرضى أن يكون بيدقا بيد هذا الإطار المتنفذ أو ذاك السياسي المغرور أو هذا الناشط الطامح المتهور أو الزعيم القبلي المتسلح بوهم صدأ وتآكل بل استطاع أن يحفظ للدولة هيبتها ومكانتها حين تجنب الدخول في خصومات سياسية ضيقة ورفض تعطيل التنمية المحلية في أكثر من مجلس بلدي كان يتصارع أقطابه تماما كما رفض تغييب هذا الطرف أو ذاك في أكثر من مجلس بلدي أيضا بمسوغ الانتماء الحزبي أو الإيديولوجي وحتى العرقي وغيرها من الشماعات المستخدمة كوسائل لتغييب الخصوم.

 

كان واحدا من أكفأ الولاة الذين تولوا مقاليد الأمور بلبراكنه وقد استند على الصرامة في الموقف والجرأة عند اتخاذ القرار والقدرة على الاحتواء وامتصاص الأزمات والتماسك عند الهزات. تحتاجه لبراكنه ولكن الداخلية إليه كانت أحوج فهنيئا لها به.