مدونون ينددون بسجن الإمام خالد ولد أسلم

أربعاء, 2015/08/26 - 13:20
الإمام من داخل إحدى مفوضيات الشرطة بعد اعتقاله

مر أكثر من أسبوع على اعتقال الإمام والداعية خالد وأسلم على خلفية رفضه احتلال ساحة المسجد الذي يؤم فيه المصلين بمقاطعة الرياض عند الكلمتر 8

اعتقال تعسفي لم يكن ليثني الإمام ولد إسلم عن قضيته ولا ليفت في عضده وهو من نذر نفسه للدفاع عن بيوت الله وعن رسالتها في نشر الإصلاح والهدى ، وكما كان اعتقاله في عهد الرئيس الأسبق ولد الطائع خلال حملته على الأئمة والدعاة كان اعتقاله هذه المرة دفاعا عن حرمات الله ورفضا لاستباحة ساحة ملحقة بمسجده في الرياض.

وقد أشعل اعتقال الامام الداعية صفحات الفيس بوك بتدوينات تندد بانتهاك حرمة الأئمة والمساجد ، وتسجل للإمام ولد أسلم مواقفه النبيلة في الوقوف إلى جانب الحق وفي رفضه الظلم والهوان.

 

أين أنت يا صديقي؟

ففي تدوينة  تشف رقة ووداعة يعلق الأستاذ والكاتب مصطفى ولد أكليب على حادثة الاعتقال بتساؤلات تنبئ عن حالة الحيرة والصدمة وتظهر مرارة الشعور بالظلم عندما يكون هدفه أعز صديق وأوفى زميل يعلق الكاتب ولد أكليب :"

خالد ولد إسلم أي أرض تقلك وأي سماء تظلك قالوا لى بأنك معتقل فكذبت سمعي.

لأنني عرفتك في فترة الشباب وهي فترة تتحكم في الانسان غرائزه وميوله فكنت نعم الشاب الورع التقي.

فكيف بك وقد أصبحت رجلا ناضج التفكير إمام مسجد

هل راودوك عن نفسك فاخترت السجن؟

أم أنك رأيت منكرا لم تستطع السكوت عليه كما هي عادتك دائما

لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس

وكم في زماننا هذا من ساكتين صامتين كما هو حال أزمنة أخرى سابقة هل تتذكرها ياخالد وهل يريد هذا الزمان أن يعيد نفسه باستمرار؟

أين أنت ياصديقي؟

أنا لست ضد قانون بلادي فالقانون كما تعلم ياخالد فوق الجميع وأنت إمام مسجد ومن أحرص الناس على تطبيق القانون

ولكن ينبغي أن يكون قانون بلادي عادلا وأن يكون فعلا فوق الجميع.

كم أحبك في الله ياخالد ياخطيبا تبكي العيون وتملأ القلوب خشوعا.

ولا يسمع جلساؤك غيبة ولا نميمة

كم أمثالي في حاجة إلى أمثالك

وكم أود أن نلتقي بعد خروجك من السجن ياخالد لنجدد ما اندرس من علاقتنا القديمة.

 

رمز الوسطية والاعتدال

أما الكاتب والباحث عبد الله ولد مياره فيكتب عن علاقته بالإمام أسلم منذ عهود الدراسة ، وكيف كان قارئا نهما للتاريخ ورمزا من رموز الوسطية والاعتدال :"الإمام خالد ولد إسلم الأستاذ المتميز زميل الدراسة ، كان مثالا للجد والصدق والصراحة وحسن الأخلاق ، وهو سليل أسرة علمية مشهورة بحفظ القرآن ، والده إسلم المراقب في ثانوية تيارت لا يزال لسانه رطبا بحفظ القرآن الكريم ، وقد أورث هذه السجية لولديه :خالد والعرباض.

تعرف خالد علي الفكر الإسلامي مبكرا وكان قارئا نهما .....للتاريخ الاسلامي والواقع الموريتاني . وهو أحد رموز الوسطية والاعتدال والمرونة والدفاع عن قيم المجتمع ووحدته الوطنية والاسلامية ، هذه شهادتي لهذا الامام  فك الله أسره وأفرح والدته المكلومة والأبناء المحزونين وسائر تلا ميذه ومحبيه وغفر لنا وله ..."

 

سارقو الساحات أولى بالسجن

فيما كتب الإعلامي المختار ولد نافع تدوينة على صفحته ذكر فيها بمحنة الإمام ولد أسلم والذي اعتقل لمجرد وقوفه في وجه متنفذين حاولوا الاستيلاء على ساحة عمومية قرب مسجده وهو ما وصفه بالأمر الغريب حيث يجري اغتصاب الساحات العمومية من قبل المتنفذين السارقين والفاسدين والناهبين والذين هم أولى بالسجن فيما يسجن الأئمة وختم ولد النافع تدوينه بالدعاء للإمام ولأطفاله ولوالدته الضعيفة في هذه المحنة".

وفي تدوينه أخرى له كتب ولد نافع الذي جعل من صورة الإمام ولد إسلم عنوانا لصفحته على الفيس :"

إذا ضرب المؤذن سجن الإمام!

إمام مسجد بمقاطعة الرياض احتج رفقة جماعة المسجد على احتلال نافذين لساحة عمومية قرب المسجد فجلبه النافذ إلى قضاء النافذين وأحيل للسجن!!.

وكتب الاعلامي إمام الدين أحمدوفيتدوينة على صفحته "استمرار النظام في اعتقال الداعية والإمام المحبب خالد ولد إسلم .. جزء يسير من مستقبل غامض ينتظر هذا البلد"

وهكذا تتوالى ردود الافعال المنددة باعتقال ولد إسلم والتي كان آخرها بيان من حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) في الوقت الذي يواصل فيه أصدقاء الإمام ومحبوه حملتهم على الفيس من أجل إطلاق سراحه وإعادة الاعتبار له.