بسوح المستقبل

ثلاثاء, 2015/08/18 - 19:45
عبد الرحمن ولد بونه

بعد عام ونيف أمر على ربعها فيكتنفني هول المشهد ، ملامحها أجنت ، وهيئتها تَبَدَّلَت ، على بابها هبوة بعد ارتقاءٌ  ، وأسى بعد حُبور :

وَأَضْحتْ رُسُومُ الدَّارِ قَفْرًا كَأَنَّهَا **  كِتَابٌ تَلَاهُ الْبَاهِلِيُّ بْنُ أَصْمَعَا

فوقفت أتمعن في ذالك الباب المغطى بالنقع ، أتذكر أياما سالفة ، وليالي خالية ،

لا أزال أستذكر تلك الليلة التي التقيت فيها علمها ونجمها الساطع الشيخ الددو ، وهو يطرق ذالك الباب الذي اغبر من بعده ، ولا أنسى ذالك اليوم الذي قدمت فيه إلى الجمعية ، فصليت فيها الظهر خلف شيخنا الددو ـ حفظه الله ـ وكنت عاشر عشرة ، فلما انقضت الصلاة نظرت أمامي فإذا الشيخ الددو ، وعن يميني فإذا كواكب أخرى ( محفوظ ولد ابراهيم فال وأحمدجدو ولد أحمد باهي ....) وعن يميني فإذا الشيخ محمديسلم ولد محفوظ وكوكبة من خيار العلماء ، وعن خلفي فإذا البقية عمال الجمعية ، والقائمين عليها ،  فأخذتني الدهشة ، وتفاجئت ، كيف ساقني الله إلى هذا الغيث العميم ... ؟

ثم غشيني الفضول فسائلتها :

يا فرحة لم تزل كالطيف تُسكرني **  كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه.

أبعد دعوتك الشارد ، وإعانتك الوارد ، تنسج العنكبوت على بابك بيتها  ؟

ومحياك الذي طالما بش في زواره ، تبدل اكفهرارا واستدماعا ؟

أين تلك الليالي المقمرة ، التي ملأت فيها القلوب إيمانا ، وزدت المحسنين فيها إحسانا ، ؟

أين أعلامك الذين أفعموك برا ووفاء وإخلاصا ؟

فكان  ردها الوديع يشعل القلب حرقة وحرارة ،

كم منظمة وجمعية نادت بالتفرقة والانسلاخ من القيم والدين ، فأجلت ، وأغدقت عليها العطايا والهدايا ،

أين الحظر من الهيئات التنصيرية التي اجتاحت وطننا " الجمهورية الاسلامية " ؟

أين المنع من منظمات التشيع التي تصول وتجول كيف شاءت ومتى شاءت في شنقيط السنية ؟

وبباعث " التأثير المفزع" والقرارات المرتجلة يتخذون قرارا بمنع المشتاقين من روضتهم ، والصائمين من مقرهم ، ومقام تعلمهم :

لمثل هذا يذوب القلب من كمد ** إن كان في القلب إسلام وإيمان

نظرت إليها نظرة مكلوم مفجوع ، بلغ فيه الكلام مبلغه ، ثم ما كان إلا أن :

أطرق الرأس ودمعي ساكب ** من رؤاهـا وتجاهلـت الـسـؤالا