المرصد:السجن المركزي بنواكشوط مدرسة لتخريج المجرمين المحترفين

أحد, 2015/07/26 - 10:07

قال المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان إن السجن المركزي بانواكشوط بات مدرسة لتخريج المجرمين المحترفين بفعل سياسة الاهمال التي يعانيها.

وقال المرصد في بيان أصدره عقب زيارة وفد منه للسجن و توصلت السراج بنسخة منه؛ إن السجن المركزي في انواكشوط تنعدم فيه وسائل التأهيل والتربية، الكفيلة بإعادة دمج نزلائه مجددا في العملية الاجتماعية، وهو "ما يجعله مدرسة لتخريج المجرمين المحترفين، نظرا للاكتظاظ الكبير و وجود معتقلي الحق العام مع بقية السجناء".

وجاء في نص بيان المرصد ما يلي:

 

نظم وفد من المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان زيارة تفقدية للسجن المركزي في نواكشوط أول أمس، و قد كانت هذه الزيارة فرصة للاطلاع عن قرب على الحالة الإنسانية لهذا السجن و ظروف نزلائه. وقد تحدثنا بشكل مطول مع سجينين هما: السيد أحمد الحضرامي و السيد محمد الأمين ولد امباله. حيث عبر السجينان عن بعض التحسن الذي طرأ على ظروف السجن بعد حادثة احتجاز الحرس، مع التأكيد على أن ظروفه لا تزال تحتاج الكثير.

و من المعلوم أن السجن -بشكل عام- يعتبر وسيلة لتأهيل و علاج المعتَقل من أجل إعادة دمجه في العملية الاجتماعية، و لكن ما يعيشه نزلاء السجن المركزي في انواكشوط هو عكس ذلك؛ فلا تأهيل ولا تربية، مما يجعله مدرسة لتخريج المجرمين المحترفين، نظرا للاكتظاظ الكبير في السجن و وجود معتقلي الحق العام مع بقية السجناء، و الانتشار الرهيب للمخدرات و الانتهاكات الجنسية، تحت مرآى و مسمع من الجميع. إضافة إلى احتجاز القصر في نفس العنبر مع البالغين، و في الغالب مع كبار المجرمين، هذا فضلا عن الضعف الشديد للرعاية الصحية و الغذائية. و يُعتبر السجين أحمد الحضرامي نموذجا صارخا على ذلك الإهمال؛ فهذا السجين مصاب بمرض سرطان الدم و لديه إفادات تفيد بعجز إدارة السجن عن توفير العلاج له، و كذلك إفادات من الأطباء المعالجين في مركز علاج مرضى السرطان. و قد وجه محاموه رسائل لكل الجهات الرسمية و الأهلية لإنقاذ حياته، و لكن دون جدوى.

و بهذه المناسبة يطالب المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان بمايلي:

 

- اضطلاع الدولة الموريتانية، ممثلة في وزارة العدل، بمسؤولياتها من خلال احترام الطاقة الاستيعابية للسجون والقيام ببرامج تكوين و إعادة تأهيل للسجناء من خلال التعليم و التدريب على حرفٍ، تعينهم على الاندماج في الحياة النشطة بعد الإفراج عنهم.
- توفير رعاية صحية وغذائية مناسبة لنزلاء السجون.

- تمكين السجين أحمد ولد الحضرامي من العلاج و إنقاذ حياته، و حياة السجناء أصحاب الحالات الإنسانية و الصحية المماثلة.
- فتح حوار جدي مع السجناء السلفيين و أصحاب القضايا السياسية، لإتاحة فرصة للمراجعة و انتشال فئة كبيرة من الشباب و إعادة دمجها في المجتمع.
- قيام المنظمات الحقوقية بدورها في الرصد والرقابة من أجل تطوير ثقافة الحقوق و إنهاء امتهان و انتهاك حقوق الإنسان في البلد.

انواكشوط 25/07/2015