من المخافر3 : أنشطة تنصيرية تحت رعاية كاريتاس وورد فيزيون

جمعة, 2015/07/10 - 16:22

فجأة ودون سابق إنذار وقع خيط مهم في أيدي فرقة تفتيش على طريق نواكشوط، روصو كان مجرد بائع متجول في سوق السبخة، عائدا من رحلة إلى السنغال وبحوزته ما يربو على 800 ألف أوقية، وبسرعة اعترف بأنها مساعدة من جمعية سنغالية لصالح جمعية الأطفال والصغار العاملين وهي جمعية تكافلية صغيرة تضم أكثر من 200 شاب وفتاة يقومون ببعض الأعمال التطوعية والخدمية.

عرض الخيط أ.موسى، على فرقة التفيتش استلام المبالغ المذكورة وتركه يمضي لحال سبيله بعد أن اعترف سريعا بأن جمعيته غير مرخصة، لكنها قررت نقله إلى نواكشوط حيث بدأ مسار آخر من التحقيق قاد إلى أسماء عديدة

إنجيل بلغة البمبارة

في منزل المتهم عثرت مصالح الأمن على إنجيل مترجم إلى لغة البمبارة المالية، نفى المتهم بشكل قاطع أن يكون قد استخدم الإنجيل ذلك لأي غرض ديني أو دنيوي، مع إقراره بأنه استلمه من المنظمة السنغالية (الشباب النشط ) وبرعاية و من منظمة ENDA TIERS MONDE ، وقد كان يشارك في مؤتمر لها في دكار قبل أن يقوده حظه إلى مخافر الأمن في موريتانيا.

كشف توقيف أ, موسى عن نية جمعية الشباب النشط في السنغال تنظيم مؤتمر للجمعيات التابعة لها في موريتانيا وهي خمس جمعيات تنتظم في منسقية واحدة وتتوزع في " انواكشوط و كيهيدي و بوكى و انواذيبو و روصو" لكنها جميعا تعمل بدون ترخيص رسمي في موريتانيا.

استجوابات واسعة

 

توسعت الاستجوابات لتصل إلى مسؤول في وزارة المرأة عمل سابقا مع جمعية كاريتارس ويرأس جمعية لحماية الأطفال، يأسف المسؤول المذكور لأن كاريتاس لم تتعاط  معه بشأن منظمته ولم تكل إليه مسؤولية ملف الأطفال وذلك خوفا من قطع الموارد المالية التي تحصل عليها كاريتاس من الجمعيات الغربية لصالح ملف الأطفال في موريتانيا.

 

يقول المسؤول المذكورإن كاريتاس قررت تعديل سياستها تجاه الأطفال في موريتانيا بسبب الانتقادات الواسعة التي توجه إليها وقررت التعامل معهم بطريقة غير مباشرة وذلك من خلال الجمعيات.

 

قاد التحقيق إلى عدة أعضاء في جمعية الشباب العامل في موريتانيا كانوا جميعا يعترفون بالعضوية فيها ويتحدثون عن أنشطة وأماس وتعاونيات مالية يدفع أعضاؤها 100 أوقية شهريا دون أن يجد الأمن أي شيئ يتعلق.

 

بدأت التحقيقات تقترب من منظمة كاريتاس، حيث تحدث السيد ل ..ص .يورو الذي قال بأنه كان صلة الوصل بين منظمة الشباب العامل في موريتانيا وبين منظمة الشباب النشط في السنغال معتبرا أن الأمر يقع ضمن خدمة أهداف التنمية ودعم الشباب ومحاربة عمل الأطفال القصر.

وكسابقه ينفي يورو أن تكون لمنظمة الشباب العامل في موريتانيا أي ترخيص رسمي مؤكدا أن عملها لا يحتاج إلى ترخيص لأن الدولة في الغالب ترخص في الأنشطة التي تقوم بها المنظمات "غير المهمة ولا الخطيرة " وفق تعبيره.

ويؤكد يورو أن منظمة الشباب العامل في موريتانيا تتلقى الدعم من ENDA  للعالم الثالث الموجودة في السنغال

 

 

تحت وصاية كاريتاس

 

يتحدث السيد ج .ع صلى رئيس جمعية أطفال الشوارع عن جمعيته ويؤكد تبعيتها لمنظمة كاريتاس معتبرا أن كاريتاس هي من تؤمن لهم الربط بالمنظمات المانحة، ويؤكد صلي أن منظمته عضو في شبكة دولية تضم 22 دولة، من بينها موريتانيا وتنال جمعيته بعض الدعم من جمعية الشباب النشط في السنغال يصل إلى 600.000 افرنك غرب افريقي سنويا لصالح فرعي نواكشوط روصو.

ويعترف السيد صلي بأن منظمته غير مرخصة، رغم أنها تضم 324 عضوا موزعين على خلايا ومجموعات تكوينية يصل بعضها إلى 15 فردا

 

 

 

 

وأخيرا وصل التحقيق إلى رئيس مكتب جمعية الأطفال الصغار العاملين في نواكشوط، كانت المصادفة أنه مجرد تلميذ في التعليم الثانوي بينما ينخرط تحت جمعيته أشخاص تتجاوز أعمارهم الأربعين وربما الخمسين

 

ينفي رئيس المنظمة م سيرادو أي علاقة له بمنظمة الشباب النشط لكنه في المقابل يعترف بعلاقة قوية مع منظمة (آتتير موند) الدولية التي يوجد مقرها في السنغال.

 

ذكرت اعترافات المتهمين والمشتبه فيهم خارطة توزيع للعضوية في المنظمة المذكورة شملت 1115 عضوا   موزعين على

انواكشوط 324 عضوا

– انواذيبو 59 عضوا –

 روصو 187 عضوا

– بوكى 360

إضافة إلى عدد غير محدد في كيهدي

يتحدث أ.موسى أحد أعضاء الجمعية عن دعم آخر قوي تتلقاه منظمته من جمعية الرؤية العالمية في موريتانيا، حيث يتلقى أعضاء الجمعية تكوينا من وورد فيزيون على الأنشطة المدرة للدخل.

ويؤكد استمرار عمل جمعيته منذ العام 1996 إلى حين اعتقاله في 2008 حيث كانت الجمعية تتلقى العون من المنظمة السنغالية طيلة هذه الفترة

يعترف موسى بأن الجمعية تملك حسابا بنكيا في بنك باميس لكن دفاتر شيكات الحساب المذكور بيد منظمة كاريتاس

ويعود موسى ليؤكد أنه لم يأخذ الإنجيل لأي غرض ديني أو دنيوي بقدر ما كان " يتودد للنصارى" الداعمين لجمعيته

وبانتهاء التحقيق أحال الدرك في موريتانيا خمسة متهمين إلى القضاء، ومضت سنوات عديدة بعد ذلك ..لكن سؤال التنصير لا يزال مطروحا بقوة في موريتانيا