في نواكشوط مبادرات خيرية لإفطار طلاب المحاظر (صور)

أربعاء, 2015/06/24 - 17:29

من داخل أحد المطاعم بوسط نواكشوط يسابق العمال الوقت لتجهيز مئات وجبات الإفطار لصالح مبادرة آفطوط لتحفيظ القرآن الكريم وذلك في إطار عقد بين المطعم والمبادرة يتم تجديده كل عام منذ بدء المبادرة نشاطها الخيري قبل 8 سنوات.

واليوم فإن الوجبة هي رزمة تمر ومشطور السمك المفروم وكوب من شراب البيصام مع عصير الليمون كما يقول العامل محمد محمود وهو يشير إلى علبة كارتون ضخمة يجري رص الصندويشات الجاهزة بها بعناية فيما يتم العمل على تعبئة رزم التمر وبشكل متزامن.

كانت الساعة قد قاربت الخامسة مساء وقد بدأ العد التنازلي للانتهاء من تجهيز الفطور والبدء في مرحلة أخرى لا تقل صعوبة عن التجهيز وهي مرحلة التوزيع والذي تتسع دائرته ليشمل مساجد في دار النعيم وعرفات والميناء والدار البيضاء.

يقول محمد ولد عبد الجليل إن العملية تأخذ منه أكثر من ساعتين أحيانا بسبب تباعد نقاط التوزيع وظروف الأزدحام مع اقتراب موعد الفطور ويحتاج أحيانا إلى أكثر من سيارة من أجل إنهاء المهمة في الوقت المناسب.

يقوم الشاب محمد بحمل حاويات "مشروب البيصام " في صندوق السيارة فيما يضع علب الكارتون المحملة بالصندويش وحاويات التمر في المؤخرة وعادة ما يكون في رفقته بعض المتطوعين.

وفي هذا ليوم كان منسق المبادرة نفسه إبراهيم ولد عبد الجليل هو من يساعد في مهام التوزيع وكانت البداية من محظرة مسجد قطر بالميناء كان هناك عشرات الطلاب في الانتظار حيث اعتادوا استلام حصتهم من خلال تجهيز حاوية لإفراغ العصير واستلام كمية الصندويشات ورزم التمر، فالمشرف على المحظرة هو من يباشر باقي المهام بما فيها التوزيع على الطلاب وتجهيز الأواني.

لا يختلف الوضع كثيرا في المحطة الثانية وهي محظرة مسجد المصحف الشريف في عرفات غير وعورة الطريق إلى المسجد وهو ما يبدو أن متطوعي المبادرة قد اعتادوه في توزيعاتهم التي تستهدف بالدرجة الأولى المحاظر المعزولة في الأحياء الفقيرة والتي يكون طلابها غالبا من الوافدين من دول الجوار الافريقي، وبإنزال حاوية الشراب وعلبة كارتون "الصندويشات ورزم التمر تكون الانطلاقة نحو المحطة الأخيرة والأكثر مشقة وهي محظرة مسجد عبد العزيز سي بحي الدار البيضاء.

في هذا اليوم لن تكتفي المبادرة بالتوزيع بل ستواكب عملية الإفطار مع تلاميذ المحظرة وبالتالي وكما يقول منسق المبادرة :لا بد من تجهيزات خاصة كتوفير بسط والإشراف على الإفطار من داخل المسجد.

كان هناك عشرات الطلاب و من مختلف الأعمار في انتظار سيارة التوزيع خرج بعضهم من المسجد فيما جاء آخرون من العنكار الضخم الملحق بالمسجد والمستخدم كمسكن للطلاب يبدو على ملامحهم الإعياء والهزال وفضل بعضهم صوم التطوع رغم صغر سنه مادام لا يجد ما يسد الرمق من الطعام خلال ساعات النهار.

مع اقتراب موعد  الإفطار انتظم الطلاب في طابورين متوازين حول مائدة الإفطار فيما يتولى متطوعوالمبادرة عملية التوزيع بدء بتوزيع رزم التمر ثم أكواب مشروب "البيصام " وانتهاء بشطائر السمك المفروم.

جو من السكينة والهدوء يخيم على المكان لحظات قبل الإفطار وفي انتظار سماع الآذان لكن بعض الصغار لا تمالكه نفسه في الانتظار أكثر فينال من وجبته الجاهزة لكن على استحياء، وبارتفاع الأذان ينتهي طوق الحرج أمام الجميع.

يقول منسق المبادرة إبراهيم ولد عبد الجليل إن هناك أكثر من 300 طالب محظري يستفيدون من إفطار المبادرة هذا العام في المساجد المستهدفة مما استدعى زيادة مبلغ التعاقد مع المطعم المعتمد لدى المبادرة والذي يراعي ضرورة تنوع وجبات الإفطار كل يوم من صنادويشات اللحم المفروم إلى السمك وحتى الفاصوليا والعدس وأحيانا فطائر بالشكولاته والمربى وحتى وجبة من البصل والطماطم واللحوم والمعروفة محليا بال"بناف".

ويضيف ولد عبد الجليل إن مكونة الإفطار ليست سوى جزء من عمل المبادرة والتي أنشئت في الأصل لدعم محاظر القرآن الكريم في منطقة آفطوط بمثلث الفقر حيث تتكفل المبادرة بمساعدة أزيد من 1000طالب قرآني في كتاتيب قرى آفطوط في غورغول والعصابة.

وتعمل المبادرة على تسيير القوافل الصحية والإغاثية كل فترة إلى هذه القرى لدعم التعليم المحظري ومواكبة هموم القرويين وتذليل العقبات التي يواجهونها على مستوى تعليم أطفالهم القرآن الكريم.

ويختم المنسق بشكر المنسق كل الهيئات الخيرية التي تدعم المبادرة كالندوة العالمية للشباب الإسلامي وقطر الخيرية وكذا فاعلي الخير والمتطوعين الذين واكبوا عمل المبادرة في رمضان هذا العام والأعوام الماضية.

عملية توزيع وجبة الإفطار الاساسية
تجهيز صحاف الوجبة الرئيسية
توزيع الخبز بعد الانتهاء من توزيع وجبة الافطار "البناف"
حاويات الطعام في صندوق السيارة أمام أحد المساجد المشمولة بإفطار المبادرة