الصم في موريتانيا وتحدي إكمال الدراسة / أمـوه أحمدناه 

اثنين, 2021/07/12 - 17:52

السالك أحمد شاب موريتاني من فئة الصم التي لا توجد إحصائيات رسمية بعددها،نجح خلال السنة الماضية في مسابقة التجاوز للمرحلة الإعدادية،وقد دخل تلك المرحلة بفرحة لم تدم طويلا،بعد مشاركته وغيره من الصم الفصول مع التلاميذ السامعين وهو يقول:
"لم تستمر فرحتنا كثيرا للأسف الشديد،فعندما وصلنا لم يكن الأمر كما تصورنا نهائيا،حيث كنا نواجه مشكلة في توفر المترجمين الذين يشرحون لنا بلغة الإشارة،خاصة أن المواد صعيبة جدا مقارنة مع ماكنا ندرسه،وزاد من حدّة الوضع الإغلاق الذي شمل المدارس ضمن مجموعة من الإجراءات الاحترازية،وقد فقدنا حقا خلال التوقف الأمل وانطفأت شمعة كانت تنير درب التحصيل الذي نسلكه،ونأمل أن يمنحنا المستقبل فرصة ولوج الوظائف وشتى ميادين الحياة كغيرنا من الناس".

لا توجد في موريتانيا غير مدرسة واحدة مخصصة للصم،ويتردد عليها التلاميذ في مرحلة الإبتدائية،ما حمل الحكومة الموريتانية على تدريس الصم والسامعين في فصول واحدة بعد المراحل التي تعقب الإبتدائية،مع توفير مترجمين يرافقون تلاميذ الصم في مراحلهم للتحصيل العلمي،غير أنه من بداية هذه السنة الدراسية يقول التلاميذ من شريحة الصم أنهم لم يجدوا مترجمين يسهلون عليهم عملية التلقي وفهم الدروس،ما جعلهم ينظمون وقفة احتجاجية للمطالبة بإشراكهم في التعليم،ويقول عمر وهو أحد تلاميذ السنة الأولى من الإعدادية التي تضم الصم والسامعين تحت سقف واحد:
"تعلمون أننا في الأصل نواجه تحديات لا تعد بخصوص التعليم،إلى جانب أننا نجري مسابقة ختم الدروس الإبتدائية مع بقية التلاميذ،مع العلم أن المنهج التعليمي مختلف تمام الاختلاف،وقد واجهنا في البداية تحديات تتعلق بالتأقلم والقدرة على اكتساب المعلومات،وغياب المترجمين جعلنا نخسر شهرين من السنة الدراسية،مع أننا كنا نحضر ونشاهد بقية التلاميذ يكتسبون المعارف في الوقت الذي يكون نصيبنا نحن العجز،أما بخصوص التوقف الذي حصل فقد كان وراء نسياننا للكثير من المعلومات التي حصلنا عليها بعد جهد جهيد".

لا بيان من الجهات الحكومية في موريتانيا حول غياب المترجمين،مع تأكيد التلاميذ من شريحة الصم بأنهم معرضون لخسارة السنة الدراسية بسبب ذلك،وعن الأمر تتحدث رئيسة منظمة راما للخدمات الاجتماعية ومترجمة لغة الإشارة لاله كابر:
"تعليم شريحة الصم مهمة جسيمة يجب أن نحرص عليها جميعا،خاصة أن من بينهم من يتمتع بقدرات عقلية هائلة لو تمت رعايتها وتطويرها لآتت أكلها بكل تأكيد،وهو الأمر الذي مازلنا ننتظره رغم المحاولات الرامية لإشراكهم قدر المستطاع،ولعل الانقطاع الذي حدث في فترة انتشار كوفيد أهم عامل ساهم في تراجع التحصيل لدى هذه الشريحة،ثم لما انتهى لحقه إضراب عن التدريس من طرف المعلمين،ولم تتوقف معاناة الصم على هذا،بل غابوا عن اهتمام الجهات الحكومية بخصوص التوعية والتحسيس حول فيروس كورونا وطريقة انتشاره والوقاية منه،مع أن حملات التحسيس وُجهت لمختلف الناس باختلاف الأطياف واللغات المحلية،وبمبادرة مني شخصيا وزميل من الشريحة الصم قمنا بتسجيل مقطع مصور على وجه التطوع لتثقيف شريحة الصم حول الوباء وتم بثه على مختلف المؤسسات والمنصات الإعلامية".

وبالاهتمام بشريحة الصم التي أصبح أصحابها يتوجهون للتعليم واكتساب المهارات ومحاولة التأقلم مع السامعين في مناحى الحياة المختلفة،يبقى القليل من الاهتمام والرعاية بحسب المهتمين كفيل بإحداث الفرق،خاصة أن من بين هذه الشريحة من هو قادر على المساهمة في الدفع بعجلة تنمية البلاد إلى الأمام.

تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.